الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد جاءت الاوطان ودولها نتيجة سلطويه فكيف تاتي فدرالية الكورد ؟

هاشم حميد الخالدي

2006 / 10 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد ان تطرقنا لاهمية الفدراليه للشعب الكردي في تامين المناخ لوحدة الوطن العراقي وشرعية ذلك من الناحيه التاريخيه والحقوقيه,نعود الى الادوار السياسيه للقوى ذات التاثير في الساحه العراقيه في الوضع الراهن بعد الاحتلال الامريكي قدر تعلق الامر بالمساله الكورديه, فبالرغم من وجود اتفاق سابق بين قيادات الاحزاب الكورديه وابرز الحركات السياسيه الاسلاميه ذات الصله مع ايران, فمن الواضح ان نظام ايران لا يريد للكورد فدراليه في العراق لان ذلك يدعم مطاليب اقرانهم في ايران بالفدراليه وينسحب على باقي القوميات الموجوده فيها, فلماذا اذن تملي ايران على القوى المحسوبه عليها المطالبه بفدرالية الجنوب..؟ والجواب هو ان المطالبه بفدرالية الجنوب تجعلها بموقف استراتيجي افضل في محوريين هما اولا عرقلة الاكراد المضي بمشروعهم, وثانيا في حالة تنفيذ فدرالية الكورد وعدم تمكنهم من منعها , فعن طريق فدرالية الجنوب تطمع ايران الى ان تكون تلك خطوه على الطريق لضم الجنوب اليها في مرحله لاحقه لتحقيق حلمها الامبراطوري باسم جمهورية الاسلام على حساب حقوق العرب الشعب العراقي والوطن والدوله العراقيه وتراهن في ذلك على قدرة اتباعها على لعب دور حاسم في هذا الاطار, وقد سبق لايران الشاهنشاهيه في ظروف مختلفه بضم الاحواز والمحمره في حين لم تكن بعد ايديولوجية النظام اسلاميه, وان لم يكن الامر كذلك ما أملت على اتباعها الاصرار على الفدراليه للجنوب داعمه الاخرين برفض الفدراليه الكورديه تحت ذريعة اقاليم المحافظه الواحده او بضع محافظات, وهذا ما يفسره موقف تيار الحكيم المتشدد لفدرالية الجنوب وموقف التيار الصدري والفضيله في رفض الفدراليه كطرفين في تحالف واحد .. ..؟هل تلعب ايران على ورقتين واحتمالين..؟ يبدوا ان الامر كذلك فهي تحاول قدر الامكان منع نشوء فدرالية الكورد وان لم تستطع فلتكن للجنوب فدراليه ايضا.مم يجعل امكانية الخروج من التناقضات نحو حل المساله العراقيه واستعادة الاستقلال اكثر تعقيدا,ان اللعبه الايرانيه تمتد الى الموقف من الوجود الامريكي تبعا لذلك بنفس الاسلوب(اي الورقتين والاحتمالين)
واذا افترضنا ان العراق تمكن من حل مسالة الاكراد بالفدراليه بقرار امريكي او دولي رغم ارادة ايران وقواها بالداخل العراقي, فان ايران ستهاجم الجنوب العراقي وربما تحتله ان لم يكن له قوة ردع, فالعراق في حاله من الضعف غير قادر للدفاع عن نفسه مع وجود قوى محسوبه على ايران, لذلك يفكر البعض بالحمايه الامريكيه كمرحله لحين بناء القوه الدفاعيه اللازمه وهذا ما يدركه الامريكان ويستخدمونه في اللعبه وتبرير بقائهم مع حلفائهم, سواء بقرارمنفرد اوبدعم و تدخل الهيئه الدوليه في الامم المتحده معهم, بل هناك من يفكر من قادة الكورد ان يكون قرارفدرالية الكورد منذ الان بقرار من الامم المتحده تلتزم بتامين تنفيذه وربما ان التخطيط والتنفيذ قد بدأ فعلا من قبل الاطراف الكورديه.ان بقاء الاحتلال ليس اكثر قبولا على الصعيد الوطني اطلاقا الا انه امر واقع رغم وجود وتعاظم المقاومه,التي يعول عليها كثيرا من قبل القوى خارج عن ما يسمى بالعمليه السياسيه .الا ان حقيقة الامرهوفي تسارع وتسابق عجلة اللاعبين وضيق الفرصه المتاحه للمقاومه مع ادراكنا للنفس الطويل في سياسات اي مقاومة احتلال, التي يجب ان تمتاز بها عموما
لذلك يذهب البعض الاخرفي توجه وطني الى عدم اثارة ايران الان وعدم قيام فدراليه للكورد,وذلك من اجل الحفاظ على عراق واحد وتجنيب المجتمع اهوال اكبر ثم يمنح الاكراد الفدراليه بعد بناء القوه اللازمه للدفاع فهل هناك قوه وطنيه في العراق الذي تتجاذبه الصراعات الطائفيه قادره على تاجيل تلك المطالبات الكورديه..؟ و هل يقتنع الكورد بذلك..؟ هل تستطيع القوى المذكوره ان تبني تحالف عريض يضم كل هؤلاء الوطنين في هذا الخيار بحيث يكونوا قادرين على المواجهه ام انهم سيمدون صلاتهم الى قوى اخرى دون النظر الى خلفياته واساليبه في التعامل مع الاحتلال وموقفه مما يسمى بالعمليه السياسيه, من الناحيه الميدانيه والعمليه ليس ذلك ممكنا لحد الان,
ان الموقف كله اصبح بايدي الامريكان واصبحت المساله احدى اوراق اللعبه التي تمارسها مع ايران الان وتستخدمها ايران التى تمسك بالطرف الاخر ايضا مع الامريكان في اللعبه ذاتها...
فاذا كان مخطط الامريكان منح الكورد فدراليه في العراق تاخذ تاثيرها في المنطقه وعلى فدرلة ايران المتعددة القوميات وهم يدركون عدم قدرة العراق عن حمايه نفسه من ايران في جنوبه الذي تتجاذبه قوى الدين السياسي , اذن هم يخططون ويهيئون قبول بقاء قواتهم مع او بدون قوات من الامم المتحده الى امد بعيد , وقد تشاركها قوى اخرى عربيه واسلاميه , عليه ليس من المتوقع خروج القوات الامريكيه في المدى المنظورمن العراق, فاذا اراد الامريكان هذا اي تاسيس فدراليه للكورد والبقاء في العراق فهم قادرون بحكم ظروف الامر الواقع وموازناته مع سعيهم و ضرورة ايجاد عناصر قوه اوسع واكبر وربما اعطاء دور لتركيا من خلال محفزات معينه , اما اذا ارادوا الفدراليات للعراق في كل من الجنوب والوسط مع الشمال الكوردي فهم قادرون ايضا الا ان ذلك المشروع سيكون له امتدادات وتاثيرات اوسع ليشمل الجزيره العربيه وسوريا فضلا عن ايران وتركيا وربما من الصعب الاضطلاع بمثل تلك المهمات الكبيره في آن واحد, الا ان الاستراتيجيات التي رسموها فيما يسمى بالشرق الاوسط الكبير او الجديد تشير وتوحي الى عزم الامريكان في المضي بهذا الطريق, اما ماذا رسموا من اهداف وخطط تكتيكيه مرحليه فهذا ما لا يصرح به الامريكان ..في كل الاحتمالات اذن البقاء الامريكي شر لا بد منه, فليعمل الوطنيين الذين يريدون وحدة العراق على منح الاكراد فدراليتهم بدون اومع بقاء الامريكان الذي لا بد منه وبذلك تتسع المعركه و تتدحرج الكره الى ايران وتركيا وتكون ساحة الصراع خارج العراق ايضا الذي تحمل الوزر طيلة العقود الماضيه فيكون حجم و كتلة المقاومه للمشروع الامريكي اكبر, اما مشكلة الخطر الطائفي على هوية العراق الواحده ومشكلته مع احتلال الامريكان فتحل لاحقا وسيطول الامر حتما عدد من السنين في مقاومه وطنيه لا حدود مناطقيه لها وتلك هي قوانين تاريخ الصراعات الامبرياليه في الهيمنه على الشعوب والامم وحركاتها السياسيه المناهضه لها. وحسب هذا التحليل فالدفع الى توجيه العربه نحو فدرالية الكورد هو اسلم الخيارات ومن الافضل ان يكون بقرارمن الامم المتحده مع حتمية بقاء الامريكان والاستجابه للتراجع المؤقت معهم و لمصالحهم الاستراتيجيه في العراق مؤقتا, وهي معروفه.وبخصوص تركيا التي لم نتحدث عنها فان الامر اقل صعوبة مع توجهاتها الاوربيه فتترك مشكلتهم مع الكورد الاتراك والكورد في شمال العراق تحل وفق موازين القوى الاوربيه الدوليه في ظل العولمه وحق تقرير المصير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم