الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اسم هذه القرية؟

سمير الأمير

2022 / 12 / 14
الادب والفن


قصة /سمير الأمير

كنت في طريق عودتي ليلا من الزقازيق للمنصورة، فجأة استغربت الطريق ولكني واصلت السير، وجدتني غارقا في حواري قرية لم أعهدها من قبل رغم أنني استخدمت الطريق عشرات المرات..
لابد أنني غفوت وأنا أقود السيارة فانحرفت الي طريق جانبي، وواصلت السير متشككا في نفسي ومتعشما أن يكون نفس الطريق، قلت هو نفسه ولكن المعمار الذي، يتبدل كل يوم هو ما يعطيني انطباعا أنني تائه،
كان أذان الفجر يصدر من عدة مساجد في نفس الوقت وبدا أن كل من سألتهم من السالكين في الدروب لا يسمعون سؤالي..
أين أنا وكيف أجد الطريق للمنصورة؟
بعد الصلاة راحوا يفتحون دكاكينهم تباعا، أوقفت السيارة قبالة مطعم به رجل وامرأته يتحدثان بينا يلقي بأقراص الطعمية في طاسة زيت كبيرة تشبه بركة الطين من شدة سواد زيتها وجنباتها.."صباح الخير ياعمنا.. ما اسم هذه القرية؟ واين الطريق للمنصورة؟"
ابتسم الرجل دون أن يرد.. وراحت امرأته تتبرم كأنني معتوه، حاولت أن أكرر السؤال الذي، التصق مع كل محاولة بسقف حلقي ولما يئست من ردهم ركبت السيارة وانطلقت بحثا عن بشر يحترمون الغرباء..
رأيت "لودر" قادما من الجهة المقابلة فركنت علي جانب الطريق ونزلت وحين مر أمامي صحت.. "مااسم هذه القرية ياأسطي؟، وأين أجد طريقي للمنصورة؟
لم يعرني الرجل أدني اهتمام وواصل سيره مكتسحا كل محاولاتي في طريقه
وبعدها كان الذاهبون الي الحقول بصحبة بهائمهم يمرون علي وأسألهم ولا يجيبون، حتي تمنيت ألا يكون هذا الذي يحدث حقيقة وأن يكون كابوسا ينتهي حين أستيقظ، لكن يبدو فعلا أن" ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"
كانت الناس تتزايد بشكل مضطرد وينظرون إلي باعتباري كائنا فضائيا هبط عليهم بسيارته من كوكب آخر.. رغم أنهم لو أمعنوا النظر لوجدوا أنها من نوع "سكودا فليشا" الألماني الذي يصنع في جمهورية التشيك_تلك التي كانت جزءا من تشيكوسلوفاكيا، وساعتها كانوا سيعرفون أنني (بلدياتهم) باعتباري أعيش علي نفس الكوكب ولكني فقط ضللت طريقي فوجدتني عالقا في قريتهم...
لم يكن أمامي سوي الانفجار في الجمع الغفير الذي تحلق حولي..
"ياعالم ياكفره.. غريب تائه يسألكم أين هو وكيف يعود لبلده؟، فتنظرون اليه متبلدين ولا ينطق أحدكم بكلمة ولا تخفق قلوبكم تعاطفا معه، والله العظيم انتم كفرة ولاد دين....
إنني أبصق عليكم واحدا واحدا يا حقراء، لم أسمع بهذا في حياتي، قرية بأكملها لا تأبه لغريب؟" ورحت أكبش، من التراب تحت قدمي والقيه في وجوههم فينسلون عائدين من حيث جاءوا حتي اختفوا تماما، وتوقفت أنا عن محاولة الوصول لأي نتيجة، وقررت أنه ربما من الأجدى أن أنام متيقنا تماما أنني عندما أصحو ولو بعد سنين سوف أجد طريقي اليكم يا أحبابي وسوف أحكي لكم ما حدث، وها أنا أفعل، أو يهييء لي أنني أفعل.. لا يهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية