الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة الخريجين والمحاضرين في العراق

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


إن هذه المشكلة تعتبر إحدى إفرازات الدولة العميقة التي تعتبر من متراكمات وإفرازات الجهل السياسي والمحاصصة الحزبية والفساد الإداري وسوء إدارة الدولة لفترة الحكم للأحزاب والكتل السياسية التي تراكمت في سلبياتها منذ عام/ 2003 إلى الآن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من الناحية السياسية كانت تقوم على المحاصصة الحزبية والتوافقية والمحسوبية والمنسوبية سببت في خلق جهاز وظيفي ضخم يقدر تعداده خمسة ملايين موظف ومستخدم حيث بلغت نسبة المنتمين للأحزاب والكتل السياسية من المحسوبية والمنسوبين 82% من مجموع عدد الموظفين وخلقت بينهم البطالة المقنعة والفضائيين وكان نسبة المستقلين منهم 18% مما سبب ذلك إلى تراكمات الخريجين من المعاهد والكليات والجامعات ورميهم في مستنقع البطالة والذي يبلغ عدد المحاضرين والخريجين بعدة ملايين ما عدا أولئك الذين تركوا العراق وهاجروا إلى أرض الله الواسعة.
ومن الناحية الاقتصادية عندما حولت السلطات الحاكمة للأحزاب والكتل السياسية الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد ريعي مما جعل الشعب استهلاكياً وغير منتج (عطّال بطّال) تجميد وتدمير الصناعة (مصانع ومؤسسات) وكذلك الزراعة عندما قطعت دول الجوار رقاب الأنهار النابعة منها وحولت أرض العراق إلى صحراء قاحلة وأصبح عائدات النفط في العراق مخصصة فقط إلى استيراد السلع والمواد الغذائية للشعب العراقي وحرمت باقي القطاعات منها لأن تلك الأموال كانت تكفي كثيراً أو قليلاً لتزويد الشعب بالمواد المستوردة لأن الفساد الإداري نهب وسرق الجزء الأكبر من تلك العائدات مما سبب حرمان القطاعات الخدمية والتشغيلية منها مما سببت إلى تفشي ظاهرة البطالة بسبب قيام الكليات والجامعات والمعاهد تخريج الطلاب الوجبات تلو الوجبات وترميهم في مستنقع البطالة مما سبب إلى أزمة الخريجين والمحاضرين واستمرارهم في التظاهرات والمطالبة بتعيينهم من أجل توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم في الوقت الحاضر.
أما الأزمة الاجتماعية ظهرت وانتشرت بسبب الجوع والفقر والبطالة التي سببت تدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) عندما أصبح البيت متسيباً بسبب انشغال وركض رب الأسرة ليلاً ونهاراً في العمل من أجل توفير لقمة العيش كما لجأ رب العائلة إلى سحب أبناءه من كراسي الدراسة ودفع بهم إلى العمل في السوق كعتالين أو بائعي أكياس نايلون أو متسولين من أجل توفير رغيف الخبز ولقمة العيش لهم ولعوائلهم مما أدى إلى ضعف السلطة الأبوية في تربية ورعاية أبناء عائلته مما أدى إلى اختلاط الأولاد مع الأشرار ومدمني المخدرات والفساد الخلقي والجريمة المنظمة ... أما سلطة الحكم فقد تسرب إليها الفساد الإداري والمدارس لا تربية ولا تعليم.
إن هذه السلبيات أصبحت نتيجة تراكماتها لفترة عشرين عاماً مرض عضال تحتاج إلى عملية جراحية وإلى عقول كبيرة ومخلصة وأيدي بيضاء نظيفة تحمل راية الإصلاح والتغيير الجذري لتهديم السلبيات وبناء العراق وطن وشعب من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون الموريتانيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد • ف


.. سكان بلدات لبنانية تتعرض للقصف الإسرائيلي يروون شهادتهم | #م




.. أمريكا ترسل 14 ألف قنبلة زنة ألفي رطل لإسرائيل منذ السابع من


.. هل ستتجه إيران لجولة انتخابية ثانية؟




.. شركة بيانات: مشاهدات مناظرة بايدن وترمب أقل من المتوقع بكثير