الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقطع من رواية: -بورتريه قديم-

بسام ابو شاويش

2022 / 12 / 15
الادب والفن


ما كنتُ أتصوَّر يوما أن أعشقَ الاسكندريّة كلّ هذا العشق!
لم أتخيَّلْ لحظة أنَّ ثمّة مدينة يمكن أن تجعلني أسيرا لها إلى هذا الحدّ، الاسكندريّة سكنتْ قلبي واستقرَّت فيهِ. لم تترك فيه مكانا لمدينة أخرى. هل لأنّها تشبهُ مدينتي؟ربّما!
لكنَّني على يقين الآن، أكثر من أيّ وقتٍ مضى أنّ "هالة" هي السبب الرئيسي لشوقي الدائم للاسكندريّة. هالة التي تسلَّلَتْ إلى قلبي كما الاسكندريّة تماما. وأنا الذي اعتقدتُ أنّ "ثريا" هي آخر نساء العَالَم، وجدتُ "هالة" تنتصرُ على خوفي ورفضي وجمودي حيال أيّ امرأة. دفعتني، ودونَ شعور منّي إلى إعادة حساباتي من جديد، حتّى نظرتي للحياة تغيَّرت، وبدأت أشعر أنّني قبل لقائي بهالة شيء ، وبعد لقائي بها شيء آخر تماما!
هذه الفتاة القبطيّة الجميلة، التي فقدتْ والدها على جبهة قناة السويس في حرب الإستنزاف، كانت تحملُ قلبًا يسعُ العلَمَ كلّهُ، كانت تمنحني الثقة والأمل بأنَّ الغد سيكونُ أفضل، وكنتُ أشعر معها بأنّ الحياة جميلة، وتستحقُ أن تُعاش بكلِّ ما فيها مِنْ قسوة وضياع أحيانًا.

*رواية "بورتريه قديم"،بسام أبو شاويش، منشورات سمير منصور، 2022
صفحة 527








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??