الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة تلوح خلف شباك المرمى

علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)

2022 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في  مقال ل عبد اللطيف المناوي على  موقع "العربية" الاخباري  ، كتب (للوهلة الأولى، لا يبدو أن هناك علاقة بين السياسة وكرة القدم، ولكن المؤرخ الأوروجوانى الشهير إدواردو جاليانو (1940 - 2015) فى أشهر كتبه «كرة القدم بين الشمس والظل» يعرّف كرة القدم على أنها مرآة للعالم، فيها تُصنع الحكايات، فيها المجد والاستغلال، والحب والبؤس، وفيها يبدأ الصراع بين الحرية والخوف، وفيها يتوغل دين خطير اسمه «ديانة السوق».

وديانة السوق، التى قصدها جاليانو، ظهرت فى السابق على الصعيد السياسى والاقتصادى، والكروى أيضًا، فالسوق هى الحاكم، وهى الملك. الغنى يتحكم فى الفقير، لغة المال والمصالح باتت تهدد الجميع، حتى متعة كرة القدم نفسها.)

مقال الاستاذ عبد اللطيف المناوي دفعني للتفكير  في الحرب الطاحنة التي خاضتها قطر والمليارات التي انفقت للظفر باستضافة كأس العالم هذا العام ،  كانت تلك الدورة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم ولا تزال محاصرة بالكثير من الانتقادات منذ إعلان استضافة قطر لكأس العالم 2022 عام 2010.

وتفوقت قطر على كوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا، والولايات المتحدة في 2010 لتقبل الفيفا طلب الدوحة تنظيم البطولة. لكن ذلك جاء وسط مزاعم فساد شابت عملية الاختيار، والتي تنفيها قطر منذ سنوات.

ودخلت قطر التاريخ الكروي من أوسع أبوابه كونها الدولة المضيفة لأكثر دورات نهائيات كأس العالم جدلا بعد أن نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا أشار إلى وفاة 6500 من العمالة الأجنبية أثناء بناء وتجهيز الملاعب والمرافق الرياضية في قطر استعدادا للبطولة.

يعتمد الرقم على الأرقام التي قدمتها سفارات الدول التي ينتمي إليها العمال في قطر.

وأكدت الدوحة أن تلك المزاعم مضللة وقالت إن الوفيات المسجلة ليست جميعها لأشخاص يعملون في مشاريع متعلقة بكأس العالم .



   السياسة تلوح خلف شباك المرمى 

لعب المغتربون البريطانيون دورًا أساسيًا فى إدخال هذه اللعبة إلى مصر والشرق الأوسط من خلال ثلاث قنوات تحديثية: المدارس التبشيرية، وصناعة النفط، والفرق الرياضية العسكرية.

اما عن الاستخدام السياسى لكرة القدم ، فقد سعت بعض السلطات السياسية لإزالة التمييز العنصرى ضد بعض الفئات فى المجتمعات ذات التنوع العرقى واللغوى والقبلى  ، على سبيل المثال، حرصت الدول الأوروبية على استخدام كرة القدم  لإزالة التمييز العنصرى ضد بعض مواطنيها ذوى البشرة السمراء أو القادمين من دول أخرى غير أوروبية.

كما استخدمت اللعبة أيضا لمواجهة الاحتلال ، فعلى سبيل المثال، ارتبطت نشأة النادى الأهلى فى مصر، بقياس مهارات المصريين ضد المحتل الإنجليزى، وأن أى فوز عليه، يعد انتصارًا سياسيًّا للمصريين على الإنجليز ، كما أن إحراز المنتخب الوطنى للفوز والحصول على الكأس فى اللعبة، يسهم فى رفع الروح الوطنية للمواطنين. وبالتالى، لا يفوت أى نظام حاكم حول العالم استثمار هذا الفوز لصالحه.
فعلى سبيل المثال كان الملك فؤاد الأول، أول من اهتم بالرياضة لزيادة شعبيته، و حرص عام 1928 على لقاء وتشجيع الوفد المصرى الذى شارك فى دورة أمستردام الأوليمبية، وخاصة أن أول مباراة للفريق كانت مع الفريق التركى، وبالتالى فإن أى فوز رياضى، يعد فوزًا سياسيًّا فى ذات الوقت. وكذلك حضر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك المباراة النهائية فى فعاليات كأس الأمم الأفريقية 2006.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إلى أين تسعى قطر خلف ستار ( المجد العربي والإسلامي ) باستضافة كأس العالم ؟

وعما تأمله قطر من بطولة كأس العالم، يقول محمود -الذي عمل مستشارا للبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة- إن صادرات النفط والغاز تعد ركيزة اقتصاد قطر، التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم، وتعد من أكبر الدول المصدرة للنفط.

ورغم أن الموارد الطبيعية أسهمت في رخاء البلاد، فإن قوى السوق التي تهيمن على صادرات المواد الهيدروكربونية تسفر عن تقلب في الإيرادات؛ وبالتالي تهدف قطر إلى زيادة حجم اقتصادها الذي لا يعتمد على الطاقة، حيث تطمح إلى أن تصبح مركزا تجاريا وسياحيا في المنطقة.

وتعد استضافة كأس العالم أمرا أساسيا لتحقيق هذا الطموح؛ ففي الفترة بين 2013 و2018 نقص نصيب المواد الهيدروكربونية في إجمالي الناتج المحلي من 55% إلى 39%؛ مما يعكس زيادة الإنفاق المرتفع المرتبط بالاستعدادات لكأس العالم، ودعمت البطولة التطورات في القطاعات الحيوية غير المرتبطة بالطاقة، وسيكون نموها المتواصل أولوية بالنسبة لقطر بعد نهاية كأس العالم.

ورغم المكاسب المحتملة من وراء كأس العالم، فإن الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى تحقق للأسف مردودات سيئة بالنسبة لاستثمارات الدولة المضيفة لها، وتشير التوقعات إلى أن اقتصاد قطر سينمو بنسبة 3.4% عام 2022 و2023، بفضل زخم كأس العالم، ولكنه سينخفض إلى 1.0% بحلول عام 2024.

ورغم هذه المخاوف، فإن قطر أنشأت المرافق بصورة إستراتيجية لكي تفيد الاقتصاد بعد كأس العالم
و يعتقد كيران ماجواير، خبير تمويل كرة القدم  في جامعة ليفربول، أن قطر ستستخدم هذه المرافق والملاعب الكروية للحصول على حق استضافة نهائيات بطولات أوروبية مثل نهائي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبى، ومن المحتمل أن يؤدي استثمار قطر المستمر في تحديث مرافقها إلى توسيع نطاق مبادرات النقل والتجارة والاقتصاد.
 

إلى جانب ذلك كله، يجب التأكيد أن الفوز بتنظيم كأس العالم يدل أيضًا على نجاحٍ دبلوماسيٍّ وسياسيٍّ للدولة المنظمة. فالرياضة عمومًا، بما في ذلك كرة القدم، غدت دائرةَ رهانٍ تتجاوز أهميتُها نطاقَ التنافس الاقتصادي. وأصبح اختيار بلد لاستضافة المونديال وتنظيمه دليلًا على قدرة هذا البلد في التأثير "سلميًّا" ومن خلال "قوته في الإقناع"، في العلاقات الدولية. 
كما أن البحث عن النفوذ ولعب دور ريادي في منطقة الشرق الأوسط  هو ما دفع القطريين إلى الاستماته لإستضافة الكأس وهي واحدة من سلسلة سياسات تتبعها الدولة الصغيرة  كنفوذها عبر الإعلام من خلال قناة الجزيرة و من خلال الدعم المادي لجماعات الإرهاب كالإخوان المسلمين وداعش ولكل من تتوسم وترى أنه يستطيع أن يساعدها في أن تلعب دورا وتمارس نفوذا وتستخدم في ذلك أموالها لإقامة شبكة من العلاقات السياسية مع القوة التي تستطيع أن تحدث تأثيرا في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24