الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صالون المجتمع السوماني* يحتفي بالروائية السودانية تسنيم طه

ميرغنى ابشر

2022 / 12 / 16
الادب والفن


قديماً أكتشف مجتمع الإنسان الأول الفن عن طريق العبادات ، ووقع في حب الآلهة التي ابتدعها . وهكذا في عصرنا الذي نعيش نعيد مقلوب الحكاية ، ولكن هذه المرة بكيفٍ جديد، إذ تَبَتَّلَت الخرطوم الكبرى بمدنها الثلاث في محراب سرديات الروائية والقاصة السودانية المُقيمة بباريس "تسنيم طه". إحتِفاءً بنصوصها القصصية ومحكياتها الكتابية، لتُنَصَّب أيقونة للسرد على صدر محافل المدينة الكبرى الأدبية والفنية ، ومنصاتها الإعلامية. وهي أهل بهكذا إحْتِفَاء غُبَّ فوزها بالعديد من الجوائز العربية و(الأفرنجية) في حقل الأدب. إذ فازت مؤخراً روايتها "سهام أرتميس" بالمركز الأول في جائزة فريد رمضان للرواية العربية في دورتها الأولى، كما فازت قبلاً مجموعتها القصصية "خلف الجسر" بالمركز الأول في جائزة "منف"للآداب العربية ، وفي العام 2020 نالت روايتها "صنعاء القاهرة الخرطوم" جائزة كميت للرواية العربية . وفي إطار فرح أهل السودان ببنت شندي الجميلة، شهد صالون المجتمع السوماني بريادة مُضِيفنا الأديب ، والشاعر، والانثروبولوجي اليمني الأصل، والسوداني الهوية والهوى دكتور نزار غانم، أمسية أدبية وفنية، أقيمت تكريماً للأيقونة . قَدَّم من خلالها الناقد المعروف د. عزالدين ميرغني دراسة نقدية لأعمال الكاتبة تنسيم طه، متناولاً الصورة السينمائية في مجموعتها القصصية الأخيرة "مخاض عسير" الصادرة عن دار مقام للنشر، مشيراً لقدرتها في تقمص دور المؤلف والمصور والمخرج في ذات الآن، لتُبرِز لنا خَبَايا وجوّانية المشهد الإنساني الواقعي، وتضعنا في غربة داهشة امامه ، لنعيد من خلال منظورها التغريِّبي إعادة أكتشاف اليومي العابر من جديد.
تَخَلَّلت الأمسية مداخلات من الحضور النوعي الذي امَّ الصالون، في حضرة الإذاعة القومية التي انفردت بتوثيق الجلسة. وعلى رأس هذا الحضور الأنيق الأديب المعروف د. عمر قدور الذي بشَرَ في حديثه بعصر الرواية ومستقبلها إزاء القصيدة، كما شارك الشاعر وذاكرة الآداب والفنون السودانية الأستاذ الفاتح حمدتو بقصيدة تتناسب وأجواء الإحتفائية . كما أستمتع الحضور غُبَّ كل مداخلة بوصلات غنائية قدمها الفنان والمبدع خفيف الظل حمدي بدر الدين، والموسيقار والملحن محمد بابكر حسن، والأخير قدم باقة من الأغنيات الجديدة خاصته، ووجدت إستحساناً من الحضور ، زين المؤانسة بمشاركاتهم الذكية كل من الموسيقار دكتور كمال يوسف، المخرج المبدع شكر الله خلف الله، الإذاعية و الشاعرة إيمان محمد الحسن ،إتحاد الروائيين السودانيين ،إتحاد الأدباء السودانيين ، وادار المؤانسة كلها بإقتدار الروائي محمد هارون عمر. ولا يُنسى أبداً بشاشة وكرم حرم الدكتور غانم وزهرتهما طبيبة المستقبل.
وفي خاتمة الأمسية تحدثت الروائية تسنيم طه عن خبرتها الإبداعية وتاريخ قصتها مع الكتابة . يذكر أن تسنيم خريجة آداب لغة فرنسية جامعة النيلين، ومترجمة تكتُب بالعربية والفرنسية، وتقيم في فرنسا منذ العام 2010م. هنا و ينتهي الخبر.
أما عني أنا، فالذي دخلني تلك الليلة وما أظنه بخارج مني، ففرحة مغرورة مزدوجة. الأولى وقت التفت الي بَغْتَةٍ وبعينين إكتشاف بارقة، أديبنا الدكتور عمر قدور:( أأنت ميرغني أبشر مؤلف كتاب السرانية ؟) أجبته بنعمٍ، تجتهد أن تكون متواضعة، ثم مضى مستفسراً في حديثه : (أسم أبشر ده من عندنا )- يقصد ولاية نهر النيل- لتعتريه (ها) الدهشة وقت أن عرف جدودي لأمي أولاد حنين فقراء دامر المجذوب وعلمائها ، فالآل قدرور قُربى وعُشرة مع أهلي بالدامر.
أما الثانية ياسادتي وسيداتي، وقت التفتت نحوي بطريقة غاوية، التي هي عن يساري ،وبِإطلالةٍ هندوباريسية فاتنة يتقدمها أنف يوناني النحت، ولا يفصلني عنها الاّ مقدار تَضَوِّعِ عِطرها، لتُسألني بإبتسامة هي طبع فيها: (أنت مؤلف الكوشي التائه؟)، فعددت بسري للرقم ثلاثة ، لأُجيبها بهزة رأس مصحوبة بنعم، حشدت فيها ما أستطعت من دنجوانية، حتى أبدو عندها ساحراً، وجذاباً، ورصين لاقصى حدود الإحتمال. ولا أدري حصادي ليلتها لعلِّي لم أفلح ،أو لعلَّها تتشوّف لي، لا، لا ادري فحالة عدم اليقين هذه تعتري كل تاريخنا .
ولفائدة القارئ الكريم يؤرخ لهذه الأمسية بليلة لقاء فرنسا والمغرب الشقيق في الدور نصف النهائي لمونديال قطر .

• السومانية: تعني سودانية يمنية، وجاءت لخصوصية العلاقة السودانية اليمنية. وهي حركة ثقافية ، ومجتمعية، وتاريخية ووجدانية. شيخ سجادتها ومُنظِّرها البروفيسور الشاعر والطبيب نزار غانم، أستاذ الطب بجامعة الأحفاد للبنات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في