الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراحة كاتب سياسي بقلم: محمود سعيد كعوش

محمود سعيد كعوش

2022 / 12 / 16
الادب والفن


استراحة كاتب سياسي
أوراق أدبية
لمثلك ومثلِ حرفِكَ وجمالِ رسائلَكَ أتوق كثيراً!! بقلم: محمود سعيد كعوش

انتَظرَ طلتها طويلاً فلم تطل، وانتظر أن يصله منها بريد أو رسالة "على الخاص" لكنها لم تفعل، فأرسل لها رسالة قصيرة "على الخاص" يُطمئنها فيها عن نفسه وينشد من خلال الرد عليه الاطمئنان عليها وعلى صحتها وأحوالها. وفي إحدى الأمسيات بعد حوالي أسبوعين من ارسال رسالته جاءه الرد التالي "على الخاص":
مساء الجمال لأغلى الغاليين
مساؤكَ وردٌ وفل وياسمين
مساؤكَ بخورٌ وعنبرٌ ويقطين
مساؤكَ حبّ وشوق وحنين ويقين
مساؤكَ عودٌ معتَّق كمبوديّ أرين
أنا بخيرٍ وعلى قدرٍ كبيرٍ من الصّحَّةِ والسّلام والتَّصالح النَّفسيّ، ابتعدت كثيرًا عن مواقع التَّواصل بعدما كنتُ في مرحلةٍ ما أعتقد أنَّني كنت أعي كلّ شيء حولي، وكلّ شخص كان معي صديقًا أو رفيقًا أو حبيبًا أو حاضرًا ذا وجودٍ ملتقٍ بوجودي.
كنت أظنّ أنّي قد أتقنت دور الحياة بكلّ ِ مراحلها، وأنَّ المسرحيّات الَّتي كنت أشاهدها على أرضِ حياتي للمزيَّفين الَّذين مرّوا عنّي قد ولَّت وانتهت لأنَّني الحاذقة الماهرة في اكتشافِ النُّفوس والوجوه ذات الملامح الملوَّنة.
كنت أظنّ نفسي أنَّني لستُ ساذجة في رسم تلك التَّفاصيل لكلّ من دخل حياتي مارًّا أو عابرًا أو مقيماً.
وكنتَ أعتقد أنَّ للممثّلين دور البطولة بالوفاء قد ماتوا واستطعت إنزال السّتار عليهم؛ ليغيبوا من ذاكرتي، ولم أعلم بعد كلّ هذا أنَّني المغفَّلة الَّتي لم تتقن رسم التَّفاصيل ولا تحسّن تفسير الملامح، ولا إتقان الكتابة عن أقنعةِ الزِّمن الآخر.
كنتُ ساذجة وغافلة عن حقيقة النُّفوس المبهمة وهي ترتدي ثوب الفضيلة والضَّمير، وتكتبُ حروف القداسة على أبوابِ حياتها وما بها سوى آثام الخيانة، ولعنة الحياة الَّتي يتفتَّح بها الزَّهر، وتُعلن فيها الحرب على خرابِ العقول وعفن القلوب.
ابتعدت، نعم، وصرت حذرة ألف مرَّة من ملامح القداسة، ولن أغفل عتمة القلوب، صرت بارعة في الدّخول إلى أدوارهم على مسرح التَّمثيل، ولن أنتظر حتّى أخوض معهم معركة النّهاية الَّتي ستؤلمني وتؤلم استغفالي وطيبتي بعدما كنت على يقينٍ بأنَّ الحياة ستكون لي من المنصِفين ولكن لمثلك أتوق كثيرًا ولمثل حرفك وجمال رسائلك.
المهم أن تطمئن أنني بخير بفضل الله، وأعتذر لانقطاعي التام ولعدم الكتابة "على الخاص" بسبب الكم الهائل من الرسائل التي أتلقاها عليه. والأهم أن تطمئن وتعرف أنني أقرؤك حتى في الغياب وأراك كما دوماً بجمالك العميق.
سامح غيابي وكتابتي في هذا الوقت المتأخر، فتأخري عليك أنت بالذات ما كان لشيئ إلا لأنني حاولت جاهدة أن أقتظف هجائيةً من ضلع السماء لا زورديةَ الهمس تليق بك. ففي كل مرة أهمُ بالكتابة إليك وأصل ها هنا "على الخاص"، تفشل الحروف في صياغة معايدة تفيك الوصفَ قليلاً، لذا عدراً منك.
الجميلُ الجميلُ، كل عام وأنت بآلاف الخيرات والبركات.
كل عام وأنت الأجمل والأغلى على القلب والروح، والعقبى لعمرٍ مديدٍ مليءٍ بالنقاء والهناء والسلام والوئام.
عمراً مديداً وعريضاً بالصحة والسعادة والتوفيق ودوام الألق والتوهج.
دمت بجمال لامحدود، حماك الله وأسعدك، ولتكن وليكن قلبك بألف خير.
سلَّمَكَ الله من كل شر وجماك على مدى العمر يا عمري، وشكراً لإنسانيتك وطيبتك وطيبة قلبك.

المخلصة والمشتاقة على الدوام
ابنة بلادك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا