الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال (جان سانداي) عن الذكرى السنوية الثلاثون لوفاة آراغون: ريشة ذليلة في خدمة الستالينية.

عبدالرؤوف بطيخ

2022 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يحتفي الحزب الشيوعي الفرنسي حاليا بالذكرى الثلاثين لوفاة لويس آراغون Louis Aragon (1897-1982)، الكاتب السياسي و مؤلف أشعار غنى بعضا منها ليو فيري Léo Ferré أو جان فيرا Jean Ferrat. لايدهش كثيرا أن يجري طمس الأكاذيب السياسية التي أنتجتها ريشة الكاتب، لأن إشهار مذلة آراغون ستعني تتبع ضلال سياسة الحزب الشيوعي الفرنسي منذ سنوات 30 القرن الماضي.وجد اراغون نفسه في شبابه في الحركة السوريالية مع فنانين آخرين، منهم اندريه بروتون. وكانت ذكرى الحرب العالمية الأولى و حرب الريف في العام 1925 قد ولدت لديهم اشمئزازا سليما من النزعة الوطنية و من الاستعمار. “ألطخ الجيش الفرنسي بالخراء”، هكذا كان أراغون يقول، لكنه لم يذهب آنذاك حد الاهتمام بأمل عالم جديد كان نهض في روسيا. و في العام 1924 صدم حتى أقاربه بالحديث عن “موسكو البلهاء” شاهدا بذلك عن نوع مشاعره إزاء “الحكومة البلشفية، ومعها الشيوعية كلها [...].الثورة الروسية، لن تمنعوني من هز الكتفين.”
لم يتجل شغف آراغون بالاتحاد السوفييتي إلا لاحقا، بعد استبعاد الثوريين لصالح ممثلي بيروقراطية يرأسها ستالين. انخرط اراغون في الحزب الشيوعي ( الذي لم يكن بعدُ يصف نفسه بالفرنسي) في العام 1927، و سافر بعد ثلاث سنوات الى الاتحاد السوفياتي لحضور مؤتمر دولي للكتاب حيث وقع، بشكل غير متوقع، رسالة تندد في الآن ذاته بتروتسكي و بالأطروحات السوريالية، خائنا على هذا النحو أصدقاءه، وكان ذلك قطيعة معهم.

• اراغون متحمسا لمحاكمات موسكو
في العام 1936 تبنى اراغون اشد الافتراءات الستالينية فظاظة و شؤما. و عبر عن ارتياحه لأحكام الإعدام الصادرة عن المحاكمات المهزلة المنظمة في موسكو ضد أشهر الثوريين، فيما كان آخرون كُثر يختفون في السجون ومعسكرات الاعتقال. وندد اراغون في مجلة (الكوميونة -(Commune لا بمدبري المحاكمات بل بضحاياها قائلا:” أي اعتراف شنيع بالخزي، تلك المحاكمة التي تعلوها قامة أستاذهم جميعا، تروتسكي حليف الغيستابو (شرطة هتلر) … لقد أصدرت المحكمة العليا حكمها:
الموت للمتهمين الستة عشر. و لم يكن البلد ليفهم حكما آخر.”
الموهبة الذليلة لآراغون،التي كتب أيضا قصيدة تمجد الشرطة السياسية التي كانت تنفذ الأعمال الوضيعة ، الغيبيو، تلك الموهبة اكتشفها قادة الحزب الشيوعي، لا سيما موريس توريز، الذي رقاه في العام 1937 الى إدارة إحدى صحف الحزب اليومية. و ذلك المساء لم يتردد آراغون في طرد كاتب ، (لويس غيو Louis Guilloux) رفض كتابة مقال يدين صدور نص نزيه كتبه اندريه جيد بصدد سفر الى الاتحاد السوفييتي شارك فيه هو نفسه.

• اراغون “شيوعي” وطني
بعد دخول الاتحاد السوفييتي الحرب في العام 1941، اتبع اراغون انعطاف الحزب الشيوعي الجديد، مدافعا عن الوحدة الوطنية، التي كانت تترجم في تشكيل جبهة مع الجنرال الوطني و الرجعي شارل دوغول. انتهى زمن كان اراغون يحيي ” النشيد الأممي ضد نشيد لامارسييز”. اصبح وطنيا، و لا بل وطنيا متزمتا.” أعاد إلى حزبي ألوان فرنسا” هكذا كتب في العام 1944، فيما كان الحزب الشيوعي الفرنسي اصبح حزبا حكوميا.و لما مات ستالين في العام 1953، حياه آراغون بما هو ” اكبر فيلسوف في كل الأزمان”، و صمت في العام 1956 عندما سحقت الدبابات الروسية ثورة عمال هنغاريا.
كل هذه الأكاذيب، وهذه التملقات، و هذه الخيانات، اقترفها اراغون عن علم ودراية، لا سيما انه كان مرتبطا شخصيا بأسرة مثقفين سوفييت ، اسرة ليلي بريك( Lili Brik – أخت رفيقته) ، الزا تريويليه – التي كانت صديقة، للشاعر ماياكوفسكي، المنتحر عام 1930 و جنرال جرى إعدامه من قبل ستالين عام 1937.
لقد صنع آراغون بمذلته مساره، لكن الأسوأ انه أفاد ككفالة لسياسة الحزب الشيوعي الفرنسي بتحويل الاتحاد السوفييتي الستاليني الى بلد شيوعي. و هذا ما لا تستطيع طبعا قوله جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي، لومانتيه.

-ملاحظة التحرير:نشر المقال فى (جريدة النضال العمالى Lutte Ouvrière- ,العدد رقم (2317)28-ديسمبر2012 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA