الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة الآفروأمريكية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 12 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


إختتمت القمة الأفريقية الأمريكية أعمالها بعد حوار إستراتيجي جمع ما يقارب الخمسين من قادة القارة الأفريقية والأمريكان، الذين إلتقوا جميعاً بواشنطن - عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، وتمخضت عدة قرارات أمريكية بعد إنتهاء القمة؛ فيما تباينت وجهات النظر التحليلية لمآلات قمة واشنطن التي أتت بعد بروز أدوار دولية مختلفة في القارة، وظهر التباين جلياً بأقلام الصحفيين والسياسيين المهتميين بشؤن القارة علي المنصات الإعلامية، وهنا نقرأ المشهد من خلال إستبصار خلفيات وإحداثيات كثيرة تبرز علي السطح.

أولاً: هنالك وجهة نظر ترى أن قارة أفريقيا زاخرة بموارد لم تستغل بعد، وهذه حقيقة لا يختلف عليها إثنان؛ويعيش العالم حالة من الصراع علي الموارد الطبيعية الأساسية مثّل "المعادن ومشتقاتها والثروة الزراعية والحيوانية ومصادر المياه والموانئ الإستراتيجية وغيرها"، وهذا يجعل من أفريقيا وجهة للإستثمار العالمي بعد أن كانت بؤرة إستعمار وحروب.

ثانياً: قد يكون التنافس العالمي في أفريقيا أمراً ماثلاً؛ نظراً لواقع التمدد السياسي والإقتصادي من قبل دول "الصين وروسيا وتركيا وفرنسا"، وهذه القراءة صحيحة إلي حد كبير، وتبرهن إستدراك الولايات المتحدة لأهمية إيجاد مقاربات جيوسياسية تمكنا من التموضع الجيد في الدول الأفريقية بغية حماية مصالحها.

ثالثاً: تأسيسًا علي هذه الفرضيات نجد أن قارة أفريقيا بوضعها الحالي الغارق في الإضطرابات السياسية والأمنية وتدهور الإقتصاديات بشكل مريع جعل الكثير من الدول مهددة بمجاعات قد تضربها وتنسفها في أي وقت حسب تقارير مؤسسات ذات إختصاص ومصداقية؛ لذلك تحتاج أفريقيا للإنفتاح علي العالم الخارجي مع الحرص علي إستقلالية القرار من خلال إعتماد خطة تمكن الإستثمار التشاركي مع العالم، والذي يبنى علي التعاون وتبادل المصالح والمنافع في كافة المجالات بشكل تشاركي.

رابعاً: أهم مكتسبات القارة الأفريقية من هذه القمة الإستثنائية هو ضمها لمجموعة دول العشرين ومنحها مبلغ 55 مليار دولار أمريكي بهدف دعم المشاريع بشكل ممرحل يكون علي ثلاثة سنوات وفتح بوابة الشراكة الجادة والمتكافئة مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتباره قوة سياسية وإقتصادية عظمى، وهذه الخطوات تطلب إيجاد خارطة عمل واضحة المعالم من أجل بناء شراكة جديدة وفاعلة لصالح الجميع.

خامساً: السودان لم تكن حضوراً في القمة الأفريقية الأمريكية إلا أن قضايا البلاد كانت حاضرة بكثافة نسبةً لأهميتها القصوى علي الخارطة الإقليمية والدولية "كما ذكرنا آنفاً"، وقد تزامن إنعقاد تلك القمة المهمة مع دوعوة دولة يوغندا لفك حظر السودان من قبل الإتحاد الأفريقي، وهذه الدعوة لا تنفصل عن تصورنا لموقع السودان المهم في أفريقيا، وتكتسب أهمية أكبر من المتوقع في ظل التحركات الأمريكية نحو قارة أفريقيا للعمل والإستثمار مع أخذ القضايا المرتبطة بالسلام والإستقرار والمعابر البرية والبحرية وإرتباطها بمتطلبات الإستثمار والأوضاع في القرن والساحل الأفريقي.

سادساً: يجب أن يعمل الأفارقة علي حلحلة المشكلات الأفريقية المتعلقة بالسلام والإستقرار ومحاربة الفساد المالي والإداري وحل مسألة التنمية الذاتية المتوازنة وتوفير فرص جيدة للإستثمار والإنتاج للتقليل من نسبة الفقر وهجرة الشباب؛ فالواقع يقول حسب المعطيات الماثلة أمامنا؛ إذا أراد قادة أفريقيا إيجاد مخرج آمن من دوامة الأزمات الحالية والحد من تدهور الإقتصاديات الأفريقية فمن الواجب عليهم إرساء دعائم السلام والديمقراطية والعدالة باعتبارها من أهم روافع الدولة الأساسية، ودونها لا يمكن توقع نهوض أفريقيا.

سابعاً: نتطلع لمساهمة أفريقية فاعلة وخالصة في تلك المحاور، والسودان دولة ذات تاريخ وخبرات واسعة، وستعود لموقعها المعهود بعد تجاوز الأزمات السياسية الإنتقالية والعبور نحو السلام والعدالة بمواصلة السير في طريق الحوار، ورغم تحديات ومخاوف البعض من تقهقر العملية السياسية إلا أن الواقع يحتم علينا الإستمرار في إستخدام هذه البوابة للعبور الآمن نحو المستقبل بتشكيل سودان جديد وديمقراطي موحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا