الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاج للظاهرة العراقية يكمن في السؤال ما هو السبب ومن هو المسبب ؟

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إن الظاهرة العراقية وتراكمات سلبياتها ليست وليدة اليوم وإنما تمتد إلى عقدين من الزمن منذ عام/ 2003 وإلى اليوم ... منذ أن تولى الحكم قوى سياسية لا تملك ولا تدرك لا علم ولا معرفة وخبرة بشؤون سياسة سلطة حكم الشعب من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما سببت أن يعشعش الجهل والفوضى على جميع مرافق الدولة العراقية ولأن سلطة الحكم مارست عملية المحاصصة الحزبية في تشكيل الوزارة والتوافقية والمحسوبية والمنسوبية التي بدأت بتضخم الجهاز الوظيفي تم التعاطف والانحياز السياسي لمصالح خارجية الذي سبب بإغراق الأسواق بالسلع المختلفة والمواد الغذائية والزراعية التي أدت إلى تدمير الصناعة العراقية وتحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد ريعي وكانت البداية إلى تفشي ظاهرة البطالة لأن الشعب أصبح غير إنتاجي واستهلاكي عطال بطال ثم تبع ذلك قطع رقاب الأنهار التي تنبع من دول الجوال الذي حول الأراضي الصالحة للزراعة إلى صحراء قاحلة بسبب تصحرها مما أدى إلى تدمير الزراعة العراقية والسماح للمواد الزراعية المنتجة من الدول الخارجية أن تغزو الأسواق العراقي مما أدى إلى إفراز ظاهرة الفقر والجوع والبطالة والفساد الإداري وتفشي ظاهرة المخدرات وإغراق العراق بها من أجل تخدير الشعب وجعله يقضي ليله ونهاره بالخمول والنوم حتى يصبح بعيداً عن هموم شعبه ومعاناته وتصبح الفرصة أمامهم سانحة ومفتوحة بنهب خيرات وأموال العراق وجعله تابعاً وعميل لهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مما حرك الضمير واليقظة الوطنية العراقية لدى القوى الغيورة من المناضلين وجماهير الشعب الواسعة إلى رفع راية الكفاح وتفجير ثورة الجوع والغضب التشرينية التي استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق إضافة إلى إشعالها يقظة الوعي الفكري لدى الشعب وسببت إلى إقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وإجراء الانتخابات المبكرة وإلى انفصال وابتعاد التيار الصدري عن الأحزاب والكتل السياسية ورفعه راية الإصلاح والتغيير ومشاركته بصورة مستقلة في الانتخابات المبكرة التي جرت في 1/10/2021 وتحقيقه النصر الكاسح على الأحزاب والكتل السياسية بتحقيقه الأغلبية النيابية وتشكيل الحكومة الجديدة ... إلا أن الخوف والذعر الذي أصاب الأحزاب والكتل السياسية ودفعها بشكل مستميت والالتفاف وإفشال الخطوات الإصلاحية للتيار الصدري عندما لجأت إلى تشكيل (الثلث المعطل) من شراذم عن طريق الترغيب والترهيب وجميع الوسائل والضغط الكبير على السيد مقتدى الصدر الذي أدى إلى سحب نوابه واستقالتهم من مجلس النواب وفسح المجال للأحزاب والكتل السياسية أن تستغل هذه العملية وتحقيق الأكثرية النيابية عن طريق النواب الفاشلين بتعويض وملء مناصب النواب المستقيلين والتي فسحت المجال له أيضاً من تشكيل الحكومة الجديدة بدلاً من التيار الصدري وتم تشكيل حكومة صورية وغير شرعية يرأسها السياسي المخضرم في حزب الدعوة الإسلامية السوداني من أجل القيام بإصلاحات ظاهرية خدمية وتشغيله تعيد الاعتبار للأحزاب والكتل السياسية لدى أبناء الشعب العراقي ... إن هذه السلبيات سببت للعراق وطن وشعب المآسي والكوارث والتأخر عن ركب التقدم والتطور والحضارة الإنسانية لمدة عشرون عاماً والمؤسف والمؤلم أن هذه القوى لا زالت تجثم بكابوسها الكارثي إلى الآن ويداعب رغبتها وشعورها العناد والتحدي للشعب العراقي أن تستمر بالحكم بواسطة صنيعتها وابنها (السوداني) أربعة سنوات أخرى جحاف وكأنها تريد وترغب بأن يصبح العراق وطن وشعب جثة هامدة كما في الدول الأفريقية المتأخرة.
ومن أجل استمرار ديمومتها وبقائها في سلطة الحكم بادرت إلى قانون المعلوماتية الذي (يكسر الظهر) بصيغته سيئة الصيت (حرية التعبير والتظاهر) الذي استهدف بها هذه الفسحة من الحرية التي أتاحها الدستور العراقي للشعب وربما تطالب بتعديل قانون العقوبات الجنائي وتطبق مادة (الإعدام) على المتظاهرين (المهددين للأمن الوطني العراقي) حسب الطريقة الإيرانية والتركية ... كان المفروض بالإطار التنسيقي بعد فشل عشرون عاماً في سلطة الحكم فسح المجال لقوى جديدة وكان في طليعتها القوى الوطنية والديمقراطية والتيار الصدري الذي حمل راية الإصلاح والتغيير في العمل من أجل الإصلاح والتغيير بما تفرضه المصلحة العامة لبناء العراق الجديد ... إن عدم القيام بالعملية الإصلاحية التي تنقذ الشعب من مآسيه وآلامه وعذابه لأن الشعب العراقي ما عاد بعد الآن أن يتحمل ويصبح ساحة لاختبار وتجارب الوزارات على حساب فقره وجوعه وحرمانه وآلامه ومآسيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة خاصة على فرانس24 حول نتائج الجولة الأولى من الانتخابات


.. فيضانات تضرب بلدة نواسكا الإيطالية وتتسبب بانهيارات ارضية




.. اتفاقية جنيف: لا يجوز استغلال وجود الأسير لجعل بعض المواقع أ


.. نتائج الانتخابات الأولية: فوز المرشح الغزواني في انتخابات ال




.. صورة لـ-بوتين مع قلب أحمر-.. تقطع خطاب زعيم حزب الإصلاح البر