الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل نقدي ذرائعي للقصة الموجزة المكثفة ق.م.م / ضمائر ورق/ للقاصّة المصرية شيرين طلعت بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي

عبير خالد يحيي

2022 / 12 / 18
الادب والفن


النص:
ضمائر ورق
قال كلمة حق؛ قطعوا لسانه بعدها, وزّع أوراقًا في كل مكان, وَفورَ أن وجدتها الشرطة نبتت للأوراق ألسنة.
ديباجة النص:
الثيمة العامة للنص تتلخّص بمقولة ( ما ضاع حقّ وراءه مطالب), وعلى اعتبار أن كلمة الحق تُقال في وجه إمام جائر, وهي كلمة مؤثّرة مرفوضة سياسيًّا في عرف الكثير من الأنظمة القمعية, فإن الكاتبة تحيلنا إلى الثيمة السياسية, فالشرطة ( أمن المنظومة السياسية) تلاحق كلمة الحق التي يعلنها لسان إنسان سياسي حقّاني, فتكمّ فمه بالاعتقال, وقد تكون جائرة جدّا فتقوم فعليّا بقطع لسانه, لكن كلمة الحق الممنوعة التي لم يعد باستطاعته نطقها بلسانه المقطوع, تجد طريقها الجديد, فيكتبها بيده فوق الأوراق ( منشورات), تقوم مقام الألسنة, تلاحقها الشرطة أيضًا. فالإنسان الجاد المؤمن بعدالة مطلبه لا يعدم وسيلة المطالبة به.
التحليل الإيحائي:
الدلالة الأولى (قال كلمة حق؛ قطعوا لسانه بعدها) تحوي الإسناد إلى فاعل هو ضمير مستتر للفعل الإنجازي قال, هو رجل قال كلمة حق, الجملة الثانية حوت إسنادًا ضدًّا للأول, وهو ضمير متصل ( واو الفاعل الدالة على الجماعة), وفعل إجرائي(قطع اللسان) قابل الفعل الإنجازي(قال كلمة حق), والإحالة الإيحائية أن كلمة الحق عندما تكون ممنوعة في حضرة السلطة الظالمة ( الضد) فإنها تُبتر بقطع اللسان ( الوسيلة).
الدلالة الثانية: ( وزّع أوراقًا في كل مكان, وَفورَ أن وجدتها الشرطة نبتت للأوراق ألسنة).
تحيل إلى أن الحق لا يضيع طالما بقي الإصرار على تبليغه والمطالبة به, فلا يعدم الإنسان الوسيلة, فيبلغ حقّه بطرق كثيرة كلها خاضعة للعدل, فإن فقد اللسان كوسيلة لتبليغ الحق بالكلام المنطوق, فإن اليد تعاوض ذلك الفقد بالكلمة المكتوبة.
التحليل النقدي الذرائعي:
• المستوي السيكولوجي:
انطلقت القاصّة من حقيقة سيكولوجية, تؤكّدها الذرائعية, وهي أن الإنسان ينطلق بداية في أي عمل سلوكي من داخله, فقد وجدت القاصّة أن صاحب الحق هو شخص يغلب عليه شعور الانتصار داخليًّا, فلا يتأثّر بما يمكن أن يحدث له خارجيًّا, وهذه هي الصلابة النفسية عند صاحب الحق, لا يهتزّ عنده لا الكيان الداخلي ولا الخارجي, بل يصبح الكيانان متلازمَين في القوة والصلابة.
• المستوى الأخلاقي:
إن الدلالات في هذا النص تدلّ شكلًا ومضمونًا على قوة الإنسان حين يمتلك قيمة الإخلاص التي تنطلق من ذات حقيقية لا رياء فيها ولا تدليس, بل تحمل تلك الذات جميع المفردات الإيجابية لظواهر أخلاقية أبرزها الإخلاص والصدق والحق والأخلاق, لتصبح الذات ضميرًا خالصًا, ولتغدو القاصّة انعكاسًا لتلك الظواهر الأخلاقية, تنقلها كما هي من رأس قلمها إلى بياض الصفحات, وترى الذرائعية أن ما يكتبه الكاتب هو صدى لما يكنزه من أصوات تنادي بالحق والصدق والقيم الأخلاقية الراقية.
• المستوى المتحرك:
1- الرمزية: أخذت الرمزية في هذا النوع من القص ق.م.م حيّزًا استراتيجيًّا واسعًا, فقد استخدمت القاصّة رموزًا مغلقة لم تطرح نفسها بصورة مرئية( سيمانتيكية) وإنما طرحت ذاتها بأقوال حمّلتها برموز مغلقة, مغلفة بإيحاءات سياسية واجتماعية وأخلاقية تعطي للكاتب حرية القول برصانة وصلابة.
2- التقنيات: استخدمت القاصة تقنية الدلالات الموجزة والتي تنقسم على نفسها إلى قسمين: المرئي والمخبوء, وهذا هو الدأب الذرائعي الذي تلاحقة الذرائعية كمخرجات لمدخلاتها الفكرية .
3- الإحالة والإسناد الذرائعي: ظهر جليًّا بتكوينات هذه القصة بسبب التسلسل الهرمي لبنائها الفني, فقد كان الإسناد بشخصية تمثّل الحق بشكل صلب, فأحيلت إليها جميع الإنجازات التي احتوتها الدلالات بشكل إيحائي غير مرئي, فأعطت مخرجات جميلة جدًّا, تعكس جماليات التعبير الإيحائي, ولعل أبرز هذه الجماليات الإيحائية كانت في العنوان ( ضمائر ورق).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا