الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 3/5

ضياء الشكرجي

2022 / 12 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المقالة للأسبوع المصرية تعتبر كل ما ذكر هو "استمرار لخطة القضاء على العقيدة وفتح الطريق أمام (الفرقان الأمريكي)". وكالعادة فإن العرب والمسلمين مصابين بهوس المؤامرة، وحتى لو سلمنا أن هناك مؤامرة من قبل الجهة الأمريكية صاحبة المشروع، فلا داعي لهذا الفزع والهلع والتحذير من المؤامرة على العروبة والإسلام، فحتى لو تبنت الإدارة الأمريكية كما تقول المقالة، وما أتسبعده دون أن أنفيه، فأمريكا ليست إلها يقول للشيء كن فيكون.
الحروف اللاتينية بديلا عن العربية
حسب الصحيفة فإن المشروع يربط بين مشروع لتينة العربية، أي لتينة الحروف، لا اللغة، وبين "حركات الإصلاح والسعي نحو تطبيق الحرية والديمقراطية في أوسع معانيها"، وبالرغم من أني لا أتبنى ثقافة العداء لأمريكا، لكني كناقد شديد أتصور لسياساتها، فإن أمريكا أثبتت فشلها في مساعدة الشعوب على تحقيق الديمقراطية، وأنا على يقين أن أوروبا كانت ستكون أجدر منها، ولكن لحد الآن لا تجرؤ أوروبا على أن تدخل منافسا لأمريكا فيما يتهلق بالسياسات العالمية. ولا أدري من أين أتى أصحاب المشروع بهذه المسلمة بأن "أحد الأسس الهامة [لنشر وتجذير ثقافة الديمقراطية والاعتدال] هو أن يتعلم التلاميذ والطلاب في الجامعات وكذلك المثقفون طريقة جديدة لكتابة اللغة العربية والتعبير عن المعنى الذي يريدون توصيله إلى الآخرين". فهل يملك الحرف اللاتيني الذي أرجحه شخصيا هذا المفعول السحري حقا؟ أبدا.
وأيضا تنقل المقالة عن المشروع: "إن العرب يصرون الآن على أن يكون حوار الحضارات والثقافات برنامجا حقيقيا من أجل التقريب بين الشعوب العربية والغربية، وعليهم أن يدركوا أن تحقيق ذلك لن يكون إلا من خلال الاتفاق على تغيير أشكال اللغة العربية والتأثير على المحتوى الثقافي الذي يمكن أن تعتقد فيها الأجيال القادمة". وهنا أيضا خلط واضح بين أمرين، فثقافة التطرف والتكفير والعداء للغرب واليمقراطية، سيمكن أيضا أن تنقل إلى العربية الجديدة مُلَتْيَنَة الحروف. فلن تتحرر "العقول العربية والإسلامية [المتطرفة منها] من الموروثات السلبية في الانتقام والعنف والإرهاب" بمجرد أن نكتب العربية بالحروف اللاتينية. والغريب أن المشروع حسب الصحيفة المصرية يجد فيما يجد من مشاكل في العربية مشكلة التنقيط، يعني في الحروف (ب ت ث ج خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن ي)، وهو ينطلق من الحروف اللاتينية المستخدمة حصرا في هجائية اللغة الإنجليزية، ويغفل عن الأشكال المخحتلفة المضافة في لغات أخرى على عدد غير قليل من الحروف مثل (a c e g i o s u)، فهناك من الحروف المشار إليها ما تعلوه نقطة أو نقطتان أو خط أفقي أو علامة تشبة السبعة وأخرى تشبه الثمانية، أو خط مائل في حرف الـo. أبقى أرجح استبدال الحرف العربي رغم جماله بالحرف اللاتيني، لكن هذا لا علاقة له بما يذهب إليه المشروع المذكور، إذا وجد فعلا.
المشكلة كل المشكلة والمؤامرة كل المؤامة والخطورة كل الخطور حسب المقالة هو دعوة المشروع لكتابة القرآن بالحروف اللاتينية. أين تكمن المشكلة إذا كتبنا كنموذج سورتي الفاتحة والتوحيد بالحروف اللاتينية، كما أدناه:
Bi-simi- llāhi- rraḥmini- rraḥīmi, alḥamdu li-llāhi rabbi- lcalāmīna, arraḥmāni- rraḥīmi, māliki yawmi- ddīnni, iyyāka nacbudu wa iyyāka nastacīnu, ihdina- ṣṣrāta- lmustaqīma, ṣirāta- llaẖīna ancamta calayilm, ġayri- lmagḍūbi calayim wa la- ddāllīna.
Bi-simi- llāhi- rrahmāni- rrahimi, qul huwa- llāhu aḥadun, allāhu- ṣṣamadu, lam yalid wa lam yūlad, wa lam yakun -llahu kufuwan ahadun.
أما النصوص غير القرآنية، إذا ما اعتمد مشروع تجديد العربية، والذي يعتمد تسكين أواخر الكلمات، فسيكون الأمر أبسط بكثير. وذلك كنموذج النص أدناه، من خاتمة كتابي (العربية الجديدة):
Uḥibb marratan uẖrā an ucīd kitābat ẖātimat kitābī hāḏā bi lcarabiyya lğadīda, wa bi lḥurūfi llātīniyya hādihi lmarra. Arğū allā takūn siyāḥati tta ammuliyya fi lcarabiyya fī ḍcilāl cilimi lluġa fī kitābi ssābiq ġayr ḏāt fā ida, wa kaḏālik arğū an takūn fā ida fī mašrūc tafṣīḥi lcāmmiyya fī nafsi lkitābi lmaḏkūr, wa aẖīran arğū an takūn kulli lfā ida fīmā ṭaraḥtuh fī mawḍūci lcarabiyya lğadīda fī hāḏa lkitābi llaḏī actabirhu l ahamm.
وأواصل ما نقل عن المشروع الأمريكي الحقيقي أو المدعى، حيث ينقل عنه فيما يتعلق بالقرآن: "إننا يجب أن نقنع العرب والمسلمين أن ترجمة هذا الكتاب المقدس القرآن إلى اللغة اللاتينية وتغيير أشكال الحروف العربية سوف يؤديان إلى انتشار أوسع له، وبالتالي سيزيدان من قوتهم". وهنا لا أختلف في هذه النقطة مع المشروع، إلا ربما باختلاف الدوافع، لكني أشير إلى الخطأ، لا أدري من أصحاب المشروع أم من الترجمة العربية، وهو القول بـ "ترجمة القرآن إلى اللغة اللاتينية"، بينما هي ليست ترجمة بل كتابة القرآن بالحروف اللاتينية، وليس باللغة اللاتينية.
ولا أتفق مع من أسمته المقالة ماثيورث ماشار، والذي لم أعثر على اتسمه في الغوغل، لا بالعربية ولا بالحروف اللاتينية، والذي يقال أنه تابع لمركز الحضارة التابع للخارجية الأمريكية، أن سبب وقوع أكثر الناطقين بالعربية في أخطاء هو الحرف العربي حصرا، وذلك بسبب تشابه بعض الأحرف، ويأتي بالحروف التالية كأمثلة (ص، ض، س، ش، ر، ز، د، ذ، ج، ح، خ،: ب، ت، ث ف، ق ع، غ ، ط، ظ ، ض)، فلا أحد يخطئ بالخلط بين هذه الأحرف، بل أكثر الأخطاء التي يجري الوقوع فيها من نوع آخر، إما إملائية وإما نحوية، باستثناء الاذين بخلطون بين حرفي الضاد والظاء لا بسبب تشابه الشكل، بل لعدم تمييز بينهما في اللفظ، خاصة في العراق والخليج، فلو كان الخلط بسبب تشابه الشكل، كان الأولى ألا يميزوا بين الصاد واضاد، وبين الطاء والظاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح