الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفعة مدوية لقيس سعيد بانتخابات تشريعية فاشلة!!!

حاتم بن رجيبة

2022 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


رغم إدراك الجميع من مؤيدين ومعارضين ومحايدين للرئيس التونسي قيس سعيد بأن نسبة المشاركة الشعبية في الإنتخابات التشريعية ستكون جد هزيلة فإن الإعلان الرسمي عن نسبة المشاركة ب-8,8 % كان رجة عنيفة وصفعة مدوية ومؤلمة وصب دلو ماء مثلج على المؤيدين ومدعاة للسخرية وللشماتة للمعارضين وبصيص أمل للنجاة بالنسبة لقياديي حركة النهضة الإخوانية الذين هم محل تتبعات في قضايا الإرهاب والتسفير إلى سورية وبؤر التوتر وتبييض الأموال والتآمر على أمن الدولة.

كارثة ومهزلة عرف الجميع أنها لامحالة ستقع ، ماعدى قيس سعيد فقد أعماه غروره وحماسته وعناده وتعنته عن الهاوية التي تنتظره ليسقط فيها، عن الصخرة التي تسد الطريق ليصطدم بها فينفجر ويتلاشى!!!

قيس سعيد الذي أنقذ تونس بتجميده للبرلمان في 25 جويلية 2021 ووضع حد لنظام سياسي فاشل، لنظام برلماني مشلول ترتع فيه العديد من الأحزاب، تتغير الحكومة كل سنة وتتغير التحالفات والإنتماءات أسبوعيا، حتى أصبح مهزلة و مسخرة ونفر الشعب من الديمقراطية وأجهزتها، تماما كما صار لبرلمان فايمار في ألمانيا إبان الحرب العالمية الأولى عندما كان مشتتا ومشلولا ليعتلي هتلر سدة الحكم وتكون الكارثة الكبرى وكما هو الحال في العراق ولبنان حاليا أين الشلل التام للحياة السياسية والعزوف عن الديمقراطية والتوق لمنقذ، لدكتاتور و لمتسلط!!!

جاء المنقذ قيس سعيد! وضع حدا للفوضى في البرلمان وأعاد الإستقرار للحياة السياسية. تنفس الجميع الصعداء و رجع بصيص الأمل لاسترجاع هيبة الدولة وللإفلات من براثن الفاشية الإسلامية والتخلص من حركة الإخوان المسلمين دون خوض حرب أهلية دامية كما حصل في الجزائر الشقيقة أو في ليبيا، سورية أو العراق.

انطلق قيس سعيد بكل مقومات النجاح: تأييد شعبي كاسح و تأييد أهم مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات: الإتحاد العام التونسي للشغل مثلا والعديد من الأحزاب: التكتل، الشعب...

لكن عوض أن يستثمر هذا التأييد وهذا الدعم فإن سعيد قد تعنت وتجبر؛ تفرد وتدكتر؛ رفض الحوار وتشريك من أيده في القرار وفي إنقاذ البلاد. خال نفسه المهدي المنتظر والعبقري الأوحد، خال نفسه نبيا معصوما أو فرعونا وربا يأمر فيطاع ولا يناقش. 

جاء العقاب الزلزال المدمر ونال الصفعة المدوية و اللكمة القاضية، لعله يستفيق من غيه ويعدل عن عتاهيته وعناده.

ماكان لقيس سعيد أن يسن دستورا لوحده، ما كان له أن يختار نظاما سياسيا بمفرده، ماكان له أن يحدد شكل الدولة بفكره فقط.

عليه أن يتشارك مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لسن دستور جديد أو لإصلاح دستور 2014 وترميم عيوبه وتركيز نظام سياسي متين وإقصاء حركة الإخوان المسلمين وكل الأحزاب الشمولية والغير ديمقراطية.

ليس كل ما يبدو صحيحا ومعقولا مثل انتخاب الأفراد بدل الأحزاب فعالا و ناجعا على أرض الواقع. على الساسة الإقتداء بالعلوم التجريبية التي تضع كل فكرة للتجربة وعدم التسليم بالبديهة لصحتها. انظروا ما قادت إليه الشيوعية من خراب وجوع وألم وما حققه القذافي و فدال كاسترو وبن ناصر من فشل لتعنتهم ودكتاتوريتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة