الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل نقدي ذرائعي للقصة الموجزة المكثفة ق.م.م / رؤية/ للقاصّ الأردني هارون الصبيحي بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي

عبير خالد يحيي

2022 / 12 / 18
الادب والفن


النص:
رؤية
كانت تريد أن تغيّر شكل أنفها الكبير لتتغيّر النظرة لها, طموحها أن تقهر الواقع, نجحت العملية, دخلت في واقع آخر, لكنها لم ترَ أبعد من أنفها الصغير الجميل .

ديباجة النص:
سرد عادي عن امرأة عندها معاناة من شكل أنفها الكبير, تريد أن تقهر هذا الواقع بإجراء عمل جراحي لتصغير أنفها لتغيير واقعها الجمالي, أجرت العملية ونجحت جماليًّا , لكن نجاح العملية لم يقدّم لها شيئًا مضافًا لما تحمله من ثقافة ضحلة.
التحليل الإيحائي:
الدلالة الأولى: (كانت تريد أن تغيّر شكل أنفها الكبير لتتغيّر النظرة لها, طموحها أن تقهر الواقع)
المرأة تريد أن تجري عملية تجميل لتغيير شكل عضو خارجي ( الأنف الكبير), لكنها لا تعرف بأن الجمال الخارجي منفصل تمامًا عن الجمال الداخلي. الله خلق الإنسان بأوعية جمالية داخلية أكثر من الأوعية الجمالية الخارجية, وقباحة في وعاء جمالي خارجي يقابله عشرات المزايا في وعاء جمال داخلي, لهذا السبب ينعكس الجمال الداخلي المفرط على وجوه قبيحة فيجعلها أجمل الوجوه, فصاحب الجمال الداخلي لا يعرف للقبح مكانًا, لأن الله منحه جمال الثقة بالنفس.
الدلالة الثانية: (نجحت العملية, دخلت في واقع آخر, لكنها لم ترَ أبعد من أنفها الصغير الجميل), تشير هذه الدلالة إلى اعتقاد بعض الناس وذهابهم في درب عمليات التجميل الطويل, لتحسين وتجميل عضو وضعه الله في أجسامهم, فيجدون أن هذه العمليات التجميلية ستزيده قبحًا, لأن الله خلق الإنسان بهندسة خاصة به لا تزيد ولا تنقص, لذلك عمد تجّار الجمال إلى جعل وجوه النساء متشابهة, أزالوا من وجوههن خاصّيتها.... إذًا, لا يُعدَّل الجمالُ الخارجي بعمليات جراحية, وإنمّا يصبح هذا الجمال راجحًا بتماسك عراه مع جمال الإنسان الداخلي (كن طيب السريرة يراك الناس جميلًا ).
التحليل النقدي الذرائعي:
• المستوى النفسي:
كلّ باحث عن الجمال الخارجي هو فاقد لعنصر من عناصر الجمال الداخلي, وبحثه هو بحث عن مفتاح ثقته الداخلية المهزوزة والضائعة, فجمال الوجه لا يسدّ نقصَ الإنسان النفسي, إذ تتأتّى قوّة الإنسان من ثبات دواخله النفسية, وليس من صفاته ومظاهره الخارجية .
• المستوى المتحرك:
1- الإسناد والإحالة: الإسناد كان إلى امرأة تشعر بقبح شكلها الخارجي, وأحال إليها جميع الإنجازات المحصورة بين الإسناد والإحالة, ليبيّن الفرق بين الجمال الداخلي والخارجي, وأيهما المنبع الأساسي للقبح والجمال, وهذاسؤال سرمدي لم يستطع الإنسان الإجابة عنه منذ الأزل, من ضمن الكثير من الأسئلة, لماذا خلق الله يوسف جميلًا؟ وهل كانت حواء جميلة؟ هل أحبّ آدمُ حواءَ لأنها جميلة؟ .....الخ
2- الرمز: استخدم الكاتب في دلالاته رموزًا مقفلة محمّلة بثقافة من تيار الحياة المتناقضة, وهي القبح والجمال, وتلك الثنائية تشكّل إشكالية صعبة لم يستطع الإنسان أن يضع أوزارها منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا, حتى مسكتها التكنولوجيا لتحاول التعديل وفشلت, لأن الله هندس الإنسان في أحسن تقويم بأشكال مختلفة لا يشبه واحدها الآخر كبصمة الإبهام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال