الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة المسرحية ــ التماعة 36 ـــ سينصفنا التاريخ .

محمد نور الدين بن خديجة

2022 / 12 / 18
الادب والفن


ـــ جمعية الحياة المسرحية ــ التماعة 36 ـــ سينصفنا التاريخ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





... أمس من يوم 16 دجنبر 2022 ذهبت إلى محل عمل الصديق وأحد قدماء مسرح الهواة بمراكش ومؤسس لحمعية الحي المسرحي بالحي الحسني دوار العسكر سنة 1985 بمراكش .. كما سبق له الاشتغال بنادي الهواة الجمعية التي تفرعت عنها تجارب أخرى منها الحياة المسرحية والتي تاسست في 17 دجنبر 1987 بمقر دار الشباب عرصة الحامض والتي لم تكن مجرد دار الشباب بل دار ثقافة بكل معنة الكلمة والتي كانت تعج بالفرق المسرحية والغنائية والسينمائية وأندية الترفيه والتنشيط كنوادي الشطرنج وغيرها ....لايمكن تذكر الدار دون تذكر الحاد المليحي مديرها الفذ اللطوف ... والذي نجح في مهمة تسيير وتدبير صعبة أنذاك .. خاصة أن أغلب أطر الجمعيات كانت يسارية بل وراديكالية ... والحاج المعروف بهواه الاستقلالي حاول قدر أو أكثر من قدر الإمكان أن يتدبر الأمر بذكاء خلاق ... والفترة فترة ملاحقات ومتابعات لأطر وقواعد اليسار خاصة اللينيني منه .
ستكون فرصة مع عبد الرحي المحلاوي لتذكر المرحلة والتذاكر في شأنها الايحابي والسلبي فيها ... ما إن مرت لحظات حتى صادفنا دخول جمال أزكاغ أحد قيدومي الحياة المسرحية والذي لم يطل فيها كثيرا .. ولكن على العموم كانت له بصمة متميزة في عمل رحلة الرجل الطيب حيث شخص دور الفقيه حاصة حين شاركنا في الملتقى المسرحي المنظم بشراكة مابين اتحاد كتاب المغربي وجمعية النبوغ بمدينة المحمدية جارة مدينة البيضاء وهي مدينة كذلك ذات طابع عمالي ومعروفة بقوة المكون النقابي العمالي بها أنذاك . وهي مدينة الزجال الفقيد عبد الله الودان الذي مات في ظروف غامضة بالمنفى الفرنسي سنة 1993... زعرف بأزجاله المنتقدة للأوضاع بالمغرب أنذاك وعرفت طريقها للتلحين والغناء أنذاك ممع تلة من الفنانين الملتزمين كالسعيد المعربي وكمال الحرس
https://www.youtube.com/watch?v=OGlZaRA8nnE
ـــــ كمال الحرس يغني من زجل عبد الله الودان .
https://www.youtube.com/watch?v=bhRSMujHNjc&t=24s
ـــــ السعيد المغربي يغني المحاكمة من زجل عبد الله الودان .
فاسترجعنا تلك الذكريات العارمة بالعطاء والتضحيات الجسام . وكم كانت المصادفة أبهر حين تذكرت بأن تأسيس الجمعية كان في دجنبر 17 منه لسنة 1987 أي تقريبا 35 سنة على ولادتها .... من يتذكر من نسي ومن تناسى ... زلكن التاريخ لاينسى وعلى الأوفياء العمل على ثوتيق المرحلة كل حسب طريقته وحسب وجهة نظره زبأسبوبه المتاح ... لأن هذه الحركة أفرزت مشخصين ومخرجين وكتاب متميزين عبر أرجاء المغرب . بل وأفرزت مبدعين اتخدزا اتجاهات أخرى تشكيليون ... سينمائيون ... روائيون .. شعراء إلخ ...
... أـذكر ذاك اليوم الذي التقينا فيه بدار الشباب عرصة الحامض لتأسيس مشروع مسرحي ارتأءى مؤسسوه أن يكون هادفا جادا وتقدميا ومنحازا لثقافة التحرر أي ثقافة اليسار واصة الماركسي منه كمنهل نظري يؤطر التجربة الفنية والجمالية للجمعية والأعضاء الملتحقين بها .. وبالفعل كان هذا الورش الفني والجمعوي مشتلا لتكوين شبيبة تحررية مناضلة وصلبة ...منها من ساهم فيما بعد ففي العمل السياسي أو النقابي أو المدني ...نوات الثمانينات
... كانت سنوات الثمانينات وما تلى انتفاضتي 81 و84 سنوات الملاحقات والمطاردات والاستشهادات والتخفي ... وكانت رغم ذاك سنوات التحدي والمقاومة وتأسيس جمعيات جديدة من شباب أغلبه من الثانويات والجامعات ... وأغلبه ينتمي للطلبة القاعديين اللينينيين أو متعاطفا معهم ... وكذا لشبيبة رفاق الشهداء الذين سيؤسسون رفقة أطرهم يسار الاتحاد الاشتراكي حزب الطليعة الاشتراكي .... فرغم هذا كان ولان هذه الأنشطة تؤطرها حركة اليسار الراديكالي ... وكان كل نشاط بمتابثة احتفال جماهيري عارم ...
كان الهدف الأساس هو كيف نحل إشكالية النخبة في علاقتها بالطبقات الشعبية الكادحة المتطلعة للتغيير ...
وهذا مالا لاحظته خاصة في تجربة الحياة المسرحية حيث حاولنا بكل الإمكانيات المتاحة للتواصل من مسرح وأغنية وندوات ومعارض العمل من لال هذا المنحى ... بل وأن العروض المسرحية التي قدمناها كان يحركها هذا الهاجس المثق التقدمي وعلاقته بالشعب وكيفية تجاوز أزمته في علاقته بالشعب ... من خلال عرض : ــ رحلة الرجل الطيب لكاتبه مهدي حلباس ـ عن مأساة أبي ذر الغفاري .. ثم ـــ يامد البحر متى تأتي لصاحبه الكاتب المرموق لحسن قناني عن دونكيشوط ... ثم دلال الورد لصاحبه محمد نور الدين بن خديجة ...
يقول الكاتب المسرحي عن رائعته ـــ يامد البحر متى تأتي : في أحد مقالاته مايلي :
أ)- نص « دونكيشوط قحطان » لصاحبه لحسن قناني:
ـــــ مسرحية دونكيشوط هي عبارة عن معاينة لجملة من المحطات في رحلة غرائبية، يقوم بها شخصان هما دونكيشوط وسانشو، واللذان رغم آشتراك الإسم بينهما وبين شخصيتي رواية سيرفانتس، إلا أنهما يظلان يحتفظان مع ذلك بملامح خاصة، ملامح عربية هموما وزمانا ومعاناة. أما الدونكيشوط العربي هذا فرغم كونه بطلا صنعته إرادة البطولة وحدها، إلا أنه ظل نقطة تقاطع لكافة أشكال البطولة: تقاطع البطل/ الوهم مع البطل / المبدأ مع البطل/ السؤال.
أما سانسو هذا، فهو لا يشبه سانشو سيرفانتس الذي قدمته الرواية سادجا طَيْعًا مسالما، سانشو في المسرحية يمتاز بنوع من الحكمة، أفرزها طول المعايشة للناس والأشياء، والصبر على مرارة المعيش على خلاف حكمة دونكيشوط المتأتية من بطون الكتب الصفراء …
ومن محطة لأخرى عبر خريطة الرحلة، تأخذ حكمة دونكيشوط في الاقتراب من حكمة سانشو، ويأخذ الفكر الباحث عن كائنه، في الاقتراب من الواقع المتماهي في ممكنه، ليكشف دونكيشوط في الأخير وبعد أن يزيل عن وجهه كل الأصباغ، بأن سانشو وكل الذين يشبهون سانشو من البسطاء، ماهم إلا وجهه في المرآة..ـــــ
... هل خرجنا من هذه التجربة سالمين ولو بقدر ممكن من النزوع الدونكيشوطي النخبوي إلى دونكيشوط تحرري متجذر وسط الشعب ... ربما مازلنا نحتاج للكثير من أزماتنا المتمفصلة عموما مع أزمة اليسار العالمي عامة ... لنواصل المسار على أقل من التقة في الذات والمحيط العام ...
تلك عالمية دونكيشوط في تلاقح مع شعبية سانشو حتى نواضل الطريق ونفتح فجوة المستقبل للأجيال الحالية والقادمة ...
ــــ ونحن نحتفل بمرور 35 سنة على تأسيس الحياة المسرحية وكاحتفال كذلك بحركة المسرح عموما ... لا يسعنا إلا أن نقول كما قال فيذيل كاسترو في محاكمته عندما كان شاب : سيذكرني التاريخ ــــ سيذكرنا التاريخ .

ولأن الحقيقة التاريخية لايمكن تجاوزها أو التكر لها فهي تظل شاهدة نافرة تتسرب مابين المسارب والشقوق لتقف كشجرة يانعة ثابتة الجذور ...
وفي تصريح للمثل المغربي إدريس الروخ مايوافق هذه الحقيقة ... رغم ماتنكر لها المتنكرون : تعددت تحارب المسرح في المغرب بتعدد الاسماء التي مارست فعل الفرجة في كل اشكاله ..واشتغلت على النص كلغة لفظية وعلى الجسد كتعبير حركي سينوغرافي ..وعلى أهمية المسرح في تطهير الفرد والمجتمع من ترسبات الماضي وتقلبات واستبداد السلطة وأنانيتها في عدم اشراك المواطن في ابداء الزأي واخد القرار ..

لغة التغيير دراميا في القضايا المغربية منذ الاستقلال اتضحت ملامحها في حركة مسرح الهواة ..حيت المطالبة بحريات اكثر ويتحرر العقل والجسد من ارث الماضي وبتطوير لغة تواصلية جديدة بعيدة عن العنف والقمع وقادرة على البناء بدل الهدم ..لغة تجعل من الانسان إنسانا وتضعه في موضعه يبدع ..يفكر ..يبدي الرأي ..يحاور ..يجادل ..يرفض ..ينتفض ..يؤسس لمعرفة جديدة وثقافة مغايرة ومفاهيم حياة مختلفة عن تلك التي عاشها من قبل .

ان المسرح المغربي بتجاربه الاستتنائية كادت ان تقوده في وقت ما الى الريادة والانفراد بمسرح مغربي عربي مختلف عن الأشكال المسرحية الغربية .

لقد ابانت تجارب العديد من الاسماء الفنية في حقل المسرح بالمغرب عن حنكتها في تنشيط الذاكرة المسرحية في كل مناطق المملكة بتعرية الواقع وطرح الأسئلة الوجودية المقلقة بصيغة فلسفية ..وهذا ماافرز لنا نصوصا غارقة في التجريب ..عميقة في مصطلحاتها ..مثقلة بهموم اللحظة ومكبلة بحبال التاريخ الذي لم نتصالح معه حثى الان ..

من بين هذه الاسماء نجد عبد الكريم برشيد ومسرحه الاحتفالي بمعيّة الطيب الصديقي وعبد الرحمان بن زيدان والمسكيني الصغير لمسرحه الثالث ناهيك عن حوري حسين ومسرح المرحلة ثم الفنان عبد الحق الزروالي والمسرح الفردي ..وكذلك مسرح النقد والشهادة مع محمد مسكين ..دون ان ننسى محمد تيمود .. الغ .

ولعلهم جميعا بالاضافة الى اسماء اخرى …حاولت جاهدة ان تنعش الممارسة المسرحية بالمغرب خصوصا في السبعينات والثمانينات والتسعينات ..حيث كان لمسرح الهواة في المغرب قوته وقدرته على التأثير وعلى جعل الفرجة المسرحية ممكنة وفاعلة وبعيدة في نفس الان عن كل ماهو تجاري واستهلاكي ..

فالمسرح من هذه الزاوية جاء ليعيد الأمور الى نصابها وان يقلب المواجع وينبش في قلب الجروح لتحريض الفرد والمجتمع على الفعل والانفلات من خموله وكسله ..

مسرح خاطب الطلاب والعمال والمهمشين والانتليجنسيا وعامة الناس ..تنقل بين فضاءات المسارح القليلة الموجودة هنا وهناك ..قدموا عروضا في دور الشباب وفي المقاهي ومقرات الأحزاب وفي النوادي والساحات والمدارس والجامعات ..فتحوا أفق الفرجة في القرى والبوادي ..بامكانيات منعدمة وبعزيمة لا حد لها ..كتبوا وأخرجوها ومثلوا وأنتجوا أعمالهم بما في جيوبهم ..كانوا فعلا عشاقا للمسرح ..لم يملوا ولم ييأسوا ولم يتوقفوا من المحاولة وإعادة الكرة مرة بل مرات ..كانوا هم شخصيات مسرح الواقع ..منهم من مات حصرة ومنهم من توقفت عزيمته قهرا ومنهم من تعطلت آلياته وتفتت ومنهم من استمر بمرارة ولا يزال ..

مسرح الهواة الذي كان امتدادا لتجارب المسرح العالمي لم يسعفه الحظ والظروف والقرارات السياسية ومسطرة الإدارة في الانتشار ( الا القليل من تجارب المرحلة والتي استمرت وانتشرت وبالأخص في عالمنا العربي ) .

لقد حكم على مسرح الهواة بالإعدام في كل ماكان قد اعتمده ( مهرجان مسرح الهواة / المهرجانات المواكبة لتجارب مسرح الهواة بالمدن الكبرى -الفرق المسرحية الهاوية التي تحولت الى فرق محترفة / كتاب مسرح الهواة ومخرجي مسرح الهواة بعد ان انسلخوا وابتعدوا عنه …الغ )ومع هذا نقول ان تاريخ المسرح المغربي لم ولن يكون له جدوى ولن يحقق ما حققه الان من امتيازات ( ولو نوعا ما بسيطة ) لولا تجارب الهواة ومبدعي الركح ونقاذه ومؤسسيه.ـــــ
ــــ مسرح الهواة بالمغرب ــ الأصل ... لإدريس الروخ عن المجلة الإلكترونية : الفرجة ...

ــــ إنتهى على وعد بالتماعات أخرى عن تجارب أخرى ...


ـــ محمد نور الدين بن خديجة ـــ مراكش البهجة الحمراء يوم 18 دجنبر 2022


ـــــ











ــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذار واجب
محمد نور الدين بن خديجة ( 2022 / 12 / 18 - 22:02 )



وقعت أخطاء كثيرة خلال هذه الحلقات من الالتماعات منها ماهو بسبب الرقن ومنها ما هو لغوي لأن أغلب ما كتبت كتبته مباشرة وارتجالا .. وكذا بسبب ضعف في الرؤية .. وبه وجب الاعتذار للقراء
.. كما أعتذر لمن أكون قد نسيته ونسيت ذكره في هذه الالتماعات

ومن ربما أخطأت في أسمائهم ..

وللتصحيح ورد اسم الحاج المليحي خطأ في الرقن باسم الحاد المليحي

وبه وجب الشكر والتقدير لكل من تابع هذه الاتماعات التي لاتدعي حقائق مطلقة بل وجهة نظر تخص صاحبها .

اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد