الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاكل عبر المحيط الأطلسي: لا يمكن لأي من الجانبين الحصول على كل شيء

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)

2022 / 12 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يتعارض المنطق الذي يدفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في التعاطي مع الواقع عندما يتعلق الأمر بالصلة بين الأمن والاقتصاد. نتيجة لذلك ، ظهرت تصدعات في الوحدة عبر الأطلسي بالظهور بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا ، والتجارة ، وكيفية التعامل مع الصين. بدأت الخلافات في الظهور بخصوص الحرب الروسية في أوكرانيا ، و"القومية الاقتصادية" ، والصين. إن كانا يعملان معًا على الأمن، فإنهما ليسا على وئام تام اقتصاديًا، وهذا أمر غير مجدي.

تمر العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفترة عصيبة حيث تبرز الخلافات القديمة في المقدمة.

هناك ثلاثة محاور رئيسية للخلاف:
- إلى أين تتجه الحرب الروسية ضد أوكرانيا؟ ،
- وتصورات القومية الاقتصادية ،
- وكيفية التعامل مع الصين.
هذه كلها قضايا قديمة ارتدت ملابس جديدة، تدخل في صميم العلاقة عبر الأطلسي.

يمكن للدبلوماسية أن تصوغ الحلول ، وقد توفر زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة بعض الحلول قبل انعقاد مجلس التجارة والتكنولوجيا ، لكن لا يمكن لأي من الجانبين أن يحصل على الحلول على الجبهات الثلاثة المترابطة. عندما يتعلق الأمر بالصلة بين الأمن والاقتصاد ، فإن المنطق الذي يدفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلاف.

بدأ الأمريكيون - كأنهم محايدين بشكل ما - أولاً، عند الغزو الروسي لأوكرانيا، بحجج مختلفة: منع التصعيد النووي ، العودة إلى الهم الإدارة الأمريكية الرئيسي المتمثل في صعود الصين ، أو لأنه لا يُنظر إليها على أنها حرب الولايات المتحدة ، وبدأت المناقشات في دوائر السياسة الخارجية في واشنطن بالتركيز على كيفية إنهاء الحرب. .

لكن الأوروبيون ليسوا مستعدين لذلك. خصوصا أعطت النجاحات العسكرية لأوكرانيا على الأرض دفعة للمعنويات التي تشتد الحاجة إليها مع اقتراب فصل الشتاء البارد والطويل هناك. وتحمل الأوروبيون الغربيون وطأة العواقب إلى حد الآن دون الاضطرابات العامة المتوقعة.

تمت صياغة استراتيجية "زمن الحرب في واشنطن" ، لكن الاستجابة كانت إنجازًا كبيرًا للتنسيق عبر الأطلسي. يتمسك الأوروبيون بمبدأ "لا شيء بخصوص أوكرانيا بدون أوكرانيا".

لكن تحت الوحدة الأوروبية هناك تصورات مختلفة تمنع ظهور قيادة أوروبية واضحة. كانت العلاقات الفرنسية الألمانية في صراع ، والعلاقات البولندية الألمانية تتدهور. بينما تنشط بولندا ودول البلطيق في تشكيل استجابة الاتحاد الأوروبي للحرب ، تتبع القيادة في أوروبا أنماطًا أكثر تعقيدًا. كما يمنع عدم وجود اتفاق بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن بروتوكول إيرلندا الشمالية ترقية التنسيق الحالي بشأن أوكرانيا إلى دور قيادي.

وهناك مخاوف دول وسط وشرق أوروبا، والتي وجب أخذها على محمل الجد. فالهجمات التي لا تعرف الكلل على البنية التحتية يمكن أن يكون لها عواقب مزعزعة للاستقرار بخلاف المواجهة العسكرية المباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

بصرف النظر عن من ينفق أكثر (الولايات المتحدة تفعل بالأرقام المطلقة) ، فإن التكاليف الاقتصادية والطاقية والإنسانية لأوروبا لها عواقب أكبر بكثير مما تتحمله الولايات المتحدة.

وكشفت التقارير الإخبارية عن الغضب الذي تسلل إلى الإعلام في بروكسل ، الذي يتهم واشنطن بـ "الاستفادة" من الحرب في أوكرانيا. وعلى العكس من ذلك ، ترى الولايات المتحدة أن شحنات الغاز الطبيعي المسال "المربحة" لها مفيدة لفطم أوروبا عن الوقود الأحفوري الروسي.

وبالنسبة إلى "تييري بريتون" - مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية - فإن "الحمائية" الأمريكية تمثل "تحديًا وجوديًا" لاقتصاد الاتحاد الأوروبي عندما تعمل أزمة الطاقة على تسريع تراجع التصنيع.

نجحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في كثير من الأحيان في العمل من خلال الخلافات التجارية ، ولكن هناك مصائد متناقضة في فكرة عمل الحلفاء معًا على الأمن بينما يتصادمون اقتصاديا.

المجال الثالث للتوتر هو الصين. استجابة لتفضيلات الولايات المتحدة إلى حد كبير ، عزز الأوروبيون علاقاتهم مع بكين في الأشهر الأخيرة ، لا سيما فيما يتعلق بمسائل السياسة الخارجية وفحص الاستثمار. لكن الاقتصادات الأوروبية لا تزال تعتمد على التجارة مع الصين. ووافقت ألمانيا على استثمارات البنية التحتية الصينية في البلاد ، وزار المستشار "أولاف شولتز" بكين ، على الرغم من الانتقادات العامة الكثيرة ، بوفد من رجال الأعمال وبدون أي زميل أوروبي. كما حل رئيس المجلس الأوروبي "تشارلز ميشيل" بالصين ، على الرغم من قمع الاحتجاجات هناك.

فهناك حالات يكون فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متحالفين تمامًا ، مثل المعايير في الفضاء الإلكتروني ، وحالات أخرى لا يرغب فيها الاتحاد الأوروبي في الضغط عليه بسبب التنافس بين الولايات المتحدة والصين ، كما هو الحال في مكافحة تغير المناخ.

إن حجة الولايات المتحدة بأن الأوروبيين لا يمكنهم الحصول على كل شيء - رفاهية الضمانات الأمنية الأمريكية ، وبيئة صحية عبر الأطلسي ، وحرية التجارة مع خصوم الولايات المتحدة - تذهب في كلا الاتجاهين.

كما يمكن للأوروبيين أيضًا أن يجادلوا بأن واشنطن لا تستطيع الحصول على كل شيء: حليف أوروبي يعتني بأمنه ، ويعتمد اقتصاديًا على الولايات المتحدة ، ومتحالفًا في تنافسه مع القوى العظمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب