الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح بتازة بين واقعِ وسؤالِ وَهَنِ السنوات الأخيرة ..

عبد السلام انويكًة
باحث

2022 / 12 / 19
الادب والفن


دوما كانت تازة فضاء فنون أدائية حية منذ عقود من الزمن، لعل المسرح من تعبيراتها الأكثر صدى الى عهد قريب. مع ما يسجل لأعلامه ما كانوا عليه من كفاح منذ ستينات القرن الماضي من أجل ترسيخه وإغناء مشهده ولغته وكيانه وفرجته، وهو ما جعل مساره بالمدينة عموما طيلة هذه المدة بزخم إنتاج ووهج واسهامات وفعل وتفاعلات أثثتها أسماء واستحقاقات هنا وهناك داخل البلاد وخارجها. مع أهمية الاشارة لِما طبع تجارب المدينة المسرحية، من شجاعة أدبية ونصوص وذكاء تعبير فضلا عن حضور ومخيال واخراج وعرض وخشبة وتشخيص واحتفالية. دون نسيان ما كان عليه سلف مسرح تازة هذا من تأسيس وبناء واشعاع، خاصة سنوات ثمانينات وتسعينات القرن الماضي حتى بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة. وهو ما طبع المدينة بورش مسرحي جعلها شرفة من شرفات أب الفنون بالمغرب، قبل أن يشهد واقع حالها خلال السنوات الأخيرة ما شهده من فتور.
وغير خاف أن المسرح كان عنوان مشهد تازة الثقافي على امتداد حوالي نصف قرن، لِما كان عليه من صدى ابداع وحضور وانفتاح على تراث وجدل عيش وقضايا انسان ومقامات، فضلا عما كان يتنفسه من جديد. هكذا كان مسرح المدينة بنبض وزمن رافع مؤثث لمواعيد وتلاقحات، جمعت أسماء وتجارب عدة من قبيل: قويدر الزرهوني، محمد العوفير، الباهي العلوي، محمد بلهيسي، أحمد بنجدي، أحمد بلغازي، فتيحة حيمر، مصطفى أزرق، سلام طنيطن، نور الدين بنكيران، عبد الحق بوعمر، حفيظ سالمي، نجيب طريمس، يوسف وطاتي، عبد السلام برينسي، رشيد سهلي، مداني عدادي، رشيد فناسي، محمد بنجدي، محمد معلاوي، نور الدين فرينع، محمد بلخدير وغيرهم كثير ممن لمع لونه في المشهد. فضلا عما طبع المدينة من تجارب جمعت بين لواء مسرحي، مسرح تأسيس ومسرح بلدي وغيره من أرشيف محلي يبدو أنه فقد قدرا معبرا من بريقه الى حين.
بعيدا عن ذاكرة المدينة هذه، يسأل رأي واسع من مهتمين ومتتبعين عن ما الذي تبقى من مسرح تازة بعد ماض مشرق، وأين هو الآن كحضور ونوع ونصوص وتدافع وفرجة، ماذا تبقى منه عمليا واشعاعا ودينامية مثلما كان عليه الى عهد قريب. وما سر ما يوجد عليه من منطقة ظل غير خاف خلال السنوات الأخيرة، ومن فتور ووهن بات حاله، وأين هو بنزين فرجته من أسماء كانت بوهج رفيع الى عهد قريب، وما سر صورة ومكانة وفرجة ونبض مسرح يبدو أن وتيرته لم تعد كما كانت، خلافا لِما كان عليه من قطب يعج بنظر وطرح وإبداع وضيف..، وهل ما هناك من نزيف مبدعين مسرحيين متميزين من أبناءه، كان بأثر فيما يبدو عليه من موت شبه سريري فضلا عما يتقاسمه من خربشات مناسباتية خلافا لِما طبعه الى عهد قريب، ناهيك عن أسماء وتجارب كانت بدور رافع لشأنه وهيبته، تلك التي تعودت تازة على بصمتها وايقاعها وفرجتها وكاريزميتها. فأية شروط ذاتية وموضوعية جعلت مسرح تازة بما هو عليه، وهل كشفت"عيشة قنديشة" ذات ربيع عن مشهد موت يوجد عليه هذا التعبير، فأحرقت بسحرها عمائم أهله بعد ما أبانت من بصمة وروح وأريحية ووهج وخصب مقابل ما هناك من بقية خريف باقية ... لا غير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد