الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة المتسولين

محمد جاسم الهاشمي

2022 / 12 / 19
كتابات ساخرة


بما ان "المحاصصة " دستورية ويستند عليها قانون الانتخابات ، والتي قصمت ظهر الديموقراطية في واقع العراق الجديد التي كنا نتوقع ان تكون ديموقراطية من نوع جديد ناتجة عن كل تجارب العالم المتحضر من اخفاقات ونجاحات .

وبما ان العراق خرج ليس فقط من عصر الدكتاتورية وإنما من عصور الظلم والاستبداد ، كان من الممكن ان تكون ردة فعله عكسية باتجاه ديموقراطية يبهر بها العالم اجمع ،

إلاّ ان تنوع المجتمع العراقي وكثرة الأحزاب السياسية التي خرجت لنا من ثقوب الجدران ، و لا يوجد قانون احزاب ينظم عملهم وبرامجهم ضمن ضوابط قانونية .

وهذا التنوع يفترض ان يكون حالة صحية وايجابية ، لكنه فرض على الواقع العراقي حالة سلبية في الانتخابات وعلى مسيرة الديموقراطية .

وبعد ان اصبح نائبين لرئيس الجمهورية ومثلهم لرئيس الوزراء ورئاسة البرلمان -بعدما كانوا ثلاثة نواب لكل من المناصب الثلاث- واثنا وعشرون حقيبة وزارية لا تغني ولا تسمن من جوع ، واغلب هذه الوزارات تخصيصاتها المالية ترهق ميزانية الدولة التي نحتاج كل درهم فيها لاعمار البلد والنهوض به من هذا النفق المظلم الذي طالما عانينا منه لزمن طويل .

كذلك توجد شريحة في المجتمع العراقي يجب ان تكون لها حصة من كعكة المحاصصة ، وهي شريحة "المتسولين" .

وهذه الشريحة إذا اجرينا لها تعداداً تقديرياً حسب المحافظات العراقية الثمانية عشرة بمعدل الفي متسول لكل محافظة سيكون الناتج ستة وثلاثين الف متسول ، وهذا تعداد كافٍ لتشكيل وزارة منتجة غير مستهلكة مقارنة بباقي الوزارات .

فالستة وثلاثون الف متسول إذا كان يكسب كل واحد منهم مائة الف دينار يومياً - وهذا ممكن و وارد حسب تقرير بثته قناة العراقية الفضائية - فاجمع واضرب سيكون الناتج مئة وثمانية مليار دينار عراقي .

اي وزارة من وزاراتنا تحقق هذه الارباح خلال شهر ؟
ناهيك إذا كانت الواردات سنوية !

الفت نظر الحكومة الى دراسة هذا الموضوع وجمع هؤلاء المتسولين في وزارة وتضع لهم قانون يسمى "بقانون التسول العراقي" افضل من بقائهم في الشوارع يعكسون حالة سلبية على البلد وعلى الديموقراطية الجديدة في العراق ، ولكي لا تصيبنا عيون الحاسدين من دول الجوار -فقيرة كانت أم غنية - التي لا تملك ثروة مثل هذه الثروة والتي انعمت بها علينا حكومات (حط بجيبك محد يفيدك لعيون العراق كبر شليلك) .

"اللهم انت الغني ونحن الفقراء ، فاغننا بحلالك عن حرامك "

هذا الدعاء طالما ردده ولاة أمرنا في كل صلاة حتى يجنبهم الله مغريات السلطة والمال ، وحتى يكونوا رعاة حقيقيين لشعب ارهقه الظالمين وبلد دمره الفاسدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر