الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟

محمد حمد

2022 / 12 / 19
الادب والفن


ارسل له اغاني فيروز فيرسل لي دعاء الامام الصادق !

على الرغم من بعض الجهود المتواضعة التي تقوم بها قلّة من الخيّرين. الا أن وضع الثقافة في العراق، وفي غيره ايضا. تدهور وانحدر، كوضع السياسة طبعا، الى اسفل درجات التدهور والتردّي والضياع. وتحوّلت إلى سوق رائجة لكل بضاعة فاسدة ومغشوشة وبعيدة جدا عن الثقافة بُعد كاتب هذه السطور عن العراق. واصبحت الغاية العظمى لدى الكثير من دعاة الثقافة والمحسوبين عليها هو البحث عن موطيء قدم ولو تحت اقدام الآخرين. فلا رفيب يراقب ولا حسيب يُحاسب. والكل في الهوى سوا. وضمير المثقف، في خضم هذه الفوضى، اصابه التلف والعطب في أهم مكوّناته الرئيسية. وكأنّ لسان حال البعض يقول:"دعني اجرّب حظي...لعلّ وعسى ".
كانت الثقافة فيما مضى ترتكز، في رأيي المتواضع، على ثلاث ركائز او قواعد اساسية. يكمّل بعضها البعض. وتتجه باتحاه متساوٍ ومتناغم الى الامام. في عملية تفاعل وتطوّر مستمرة. وهي كالآتي: المؤلف (شاعر او قاص) والناقد والقاريء. كل واحد من هؤلاء كان يعي جيدا دوره ويحترم بالمقابل دور الآخرين أيضا. اما الآن فقد اختلطت الأدوار وتداخلت. وظهرت إلى السطح عملية تزاحم وتشابك بالاقلام بين الأطراف بغية الاستحواذ على اكبر حيّز أو مجال دعائي ليس إلّا. ففي زمن ليس ببعيد كان تقييم مادة منشورة يخضع لهذا الثلاثي الذي ذكرت في أعلاه. كان الكاتب أو الشاعر على سبيل المثال يرى نفسه في مرآة الآخرين. ولهذا كان البعض يُشار له بالبنان. أما اليوم فالأمر مختلف بشكل ماساوي. فأصبح المؤلف أو الشاعر يرى نفسه في مرآة الفيسبوك، ويُشار له بعدد اللايكات. يبحث عن قيمة عمله الادبي في علامات الاعجاب والتعليقات الجميلة. ومعظمها للمجاملة وتكاد تتشابه مع كل منشور!
يتجاهل الكثير منا ان وفرة الإنتاج "الثقافي" ليست بالضرورة دليلا على جودة المنتج. (ما كلّ من طلب المعالي نافذا - فيها, ولا كلّ الرجال فحولُ) كما قال المتنبي.
فعندما تدخل آلى السوبر ماركت، والثقافة اليوم تستحق هذه التسمية. تجد نفسك مرغما على إلقاء نظرة، واحيانا نظرة طويلة، على الرفوف التي امامك. وربما كان هدفك الوحيد هو البحث عن علبة معجون أسنان. والغريب ان كل ما يعرض، حتى في سوبر ماركت الثقافة، يجد له أنصارا ومريدين وزبائن متحمّسين ولديهم قابلية على هضم كل شيء حتى الاعشاب الجافّة. وهذا دليل على أن الكثير من الأمور في ميادين الثقافة، وليس الثقافة وحدها، جرت عليها، بقصد او بدون قصد، عمليات تشويه وتقبيح منظّمة، بما فيها تشويه أذواق الناس. إلى درجة ان الكثيرين بجدون ضالتهم الكبرى في توافه ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد لاحظت، بعد متابعة دقيقة لبعض المواقع على الانترنت، ومنها مواقع رصينة، ان هناك من يتكرّر اسمه على الصفحة الاولى لموقع معيّن لست او تسع مرات. وينشر في مختلف المواضيع، شعر ترجمة بحث دراسة أو مقال سياسي...الخ، وكأنه في سباق مع الزمن. فهو برأيي كمن يقوم بتجهيز الزبائن بالاكلات السريعة. والحقيقة أنني لا اجد تفسيرا مقنعا لهذا الإلحاح في النشر ولهذا القصف المركز وبشكل شبه يومي على القاريء والمتابع.
أن البعض يتصوّر نفسه "مهم جدا" وان المتابع أو القاريء لا يستطيع البقاء على قيد الحياة ليوم واحد دون أن يقرأ ما ينشر فلان ابن فلان الفلاني. لا اذكر الاسم احتراما للخصوصية.
وحتى لو كان الواحد منّا عبقري زمانه وفيلسوف عصره لكان حريّ به ان يترك مجالا للقارئ لكي يلتقط انفاسه. لكي يستذوق أو يهضم أو يستعذب ما نشرناه يوم امس مثلا. مع العلم أن عالم الانترنت الواسع وكثرة المواقع الثقافية في عصرنا هذا يمنح الكثير منّا الحرية الكاملة لمتابعة كتّاب وشعراء آخرين، في أكثر من مكان. وبالتالي ليس لدينا ما يكفي من الوقت والجهد والتركيز لقراءة ستة أو سبعة مواضيع لنفس الكاتب وبمختلف المجالات، وفي ظرف يومين او اقل !
لكن الغرور، على ما يبدو، والنرجسية والسعي المحموم لاعلاء الشان والبحث اللامجدي عن شهرة لن تأتي ابدا. جعلت بعض المثقفين يفقد صوابه ويهيم على وجهه في عالم من الوهم وخداع النفس والشعور بالزهو الزائف. والرغبة الصبيانية في تعويض ما فات أو ضاع "ثقافيا من سنين العمر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب