الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية -بازيريك- للروائي عبد الرحمن الماجدي

فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)

2022 / 12 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


رواية تفك ألغاز بساط علاء الدين ، تأخذنا إلى عالم ساحر أبعد من خيالنا، حيث الزخارف والبساط الطائر ، وكأننا أزاء فيلم عنوانه "بازيريك"
بخروج الروائي عن المألوف في السرد وبتشويق عال ، قدم لنا هذه الرواية التي تثير تساؤلات عديدة منها: من هو ايليا الذي ورث البساط السحري ؟ .. هل هو علاء الدين ؟ الذي وصل الينا في قصة بسيطة ومخفية المقاصد ومغلفة بالخيال والبراءة مثل فيلم كارتوني " علاء الدين والمصباح والسحري"، وقد جاء ذلك على لسان بطل الرواية "رضا"
، وحقيقة وجود البازيريك الأصلية وكل الأحداث والتفاصيل التي أشيعت عنها، هل هناك بساط سحري حقاً ؟
وما علاقته باليهود الذين سكنوا العراق ؟
... هذا الكم من علامات الاستفهام التي طرحه الروائي يرغم القارئ على تناول الصفحات بنهم وبتركيز عال ، حتى لا تختلط عليه أحداث الرواية المتشعبة ،
كما حدث لبطل القصة ، حينما وجد نفسه تائها" بين الحلم والواقع ، عندما فقد المتجر والتاجر بعد عودته لهولندا. تعدّ هذه الرواية تحفة أدبية نسجت بلغة راقية لقلم متمكن وخلاق ، برموز متعددة وربما في لحظة ما ظننا أنها تدعم الخرافة ، ولكن لغتها وتنوع الثقافات التي عرضتها : العربية، الفارسية، الهولندية ، السيبرية والبابلية القديمة والكثير من التفاصيل المعاصرة، هي صور لما يدور في عقل الروائي ، فكم واحد منا يخفي في خاطره مئات الأسئلة التي تبقى حبيسة فكره، لذلك كان وجودها بهذا الشكل تمازجاً بين رؤاه وما نتلقاه ونستخلصه من الرواية، الذي ظهر أحياناً بصورة رؤوس أقلام و أحيانا أخرى بتفاصيل كاملة ودقيقة...
"بازيريك" ملحمة قائمة على متون التأريخ والدين والعرف والمعتقد و لها صورتان : قديمة معلقة على أسوار بابل، وحديثة تظهر في متاجر السجاد والأسواق وحتى في المتاجر الألكترونية ، ف(بازيريك ) أكبر من كونها قطعة سجاد فاخرة صنعها أمهر النساجين، يود المولعون بالانتيكات والتراث اقتناءها ليزينوا بها ركنا" في بيوتهم أو مكاتبهم أو ربما ليعوضوا رغبة" دفينة" في امتلاك شيء مبهر ومختلف ونادر.
أن وجود سجادة سحرية حملت حفيد نبي، ساهم بها الطير ، فكانت معجزة في عصر فيه وجود الانسان مرهون بقوة السيف لا بأنواع أخرى من الأساليب ، كما في عصرنا الحديث دون ان ننسى ما تضمنته من مشاعر فياضة وعواطف ملتهبة عندما قدم ايليا السجادة السحرية لتدفن مع حبيبته بعد أن فدته بروحها ليعيش هو ،
رغم كون السجادة بازيريك رمزاً لنجاة شعب تم أسره وإذلاله في تمجيد لأسمى معاني وجود الإنسان ألا وهو الحب والتضحية...

إعتمد الراوي صوتي :
البطل "عبد الرحمن"بصيغة المتكلم و الصوت القادم من عمق التاريخ بصيغة الغائب وكأننا نقرأ روايتين في آن واحد ..

(بازيريك) هو نسج روائي لبساط ملحمي من العلامات الحضارية التي توازي ملحمة جلجامش ، التي تستحق الصدارة في الأدب العراقي والعربي وان تكون مكانتها في القمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال يروون تفاصيل قصف مدرسة نزحوا إليها في دير البلح بقطاع


.. كاميرا الجزيرة ترصد غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوب




.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟


.. شهداء وجرحى بغارة إسرائيلية على مسجد يؤوي نازحين في دير البل




.. مظاهرات في مدن ألمانية عدة تأييدا لفلسطين ولبنان