الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهكذا تجري الأمور

سلام صادق

2006 / 10 / 10
الادب والفن


هناك الموتُ لافتةٌ خافقةٌ أعلى البناية
او مرفرفةٌ على عمودٍ هجرتهُ الكهرباء
عبوة موقوتةُ في كل منعطفٍ وشارع
لنسفِ الفائضينَ عن الحاجة
والتخفيف من شدّة الزحام
او لتحديد النسل
لكن ليس على الطريقة الصينية
وربما يجيءُ بأكثر من هذا
فلكي ينثر الاسفلت لون حداده
على نوافذ ماتبقى من بيوتٍ
واشجارٍ وطيورٍ فاتها ان تهاجر
فالموتُ صديق ودود للكل هنا
لافرق لديه بين فقير وفقير
يوزع عطاياه على الكل بدون تمنن
ويدخل كل مكان بدون استئذان
فقد يقفز الاسلاك الشائكة
بين اعراض الحب وعوارض الحرب
ليسجل رقماً قياسياً عالمياً
وقد يعبر حاجز الاسمنت الذي يحجب النخل
عن احضان النهر
فيهدم ماتبقى ومن ثمّ يعيد الاعمار
هنا حيث الازقة تغتسل بقاذورات الساحة
القطط والكلاب النافقة مرمية على الارصفة
جنباً لجنبٍ والجثث التي لم تعد تخاف نباحها
الرؤوس التي على اجسادَ لم تكن لها
وضعت عليها كيفما اتفق
فقط ليكتمل قوام المجزرة الرشيق
الاطيان تغطي الواجهات
وآثار الحرائق خلفتها ألسنة اللهيب
ومضت لمزاولة العابها النارية في مكان آخر
وابقت على عجائز من تراب
صبايا في سواد
اطفال من فزعٍ وكآبة
بنادق في المفارق
مرقطون ظنوا ان ببغدادَ أحراشاً
فأتوا
يمارسون هواية الصيد
الموت هنا لغة يتقنها الكل
ولايفهمها احد
غير الموت
ولذا يلحّ على ان يتهجى اسمه
على سحنات وجوهنا وهي مغبرّة او مدماة
منذ فجر التاريخ
الذي لم يبزغ للآن
وسوف لن يبزغ ابدا
دون إبادتنا !
وهكذا تجري الامور بشكل طبيعي
فلا حاجة للتعجب والاستغراب
فالموت هنا ليس اكثر من لافتةٍ سوداء
وفسحةٍ - إن وجدت- في مشرحة
وعويلٍ لايكفهِ الدمعُ
وجنونٍ من رصاص
وطيشٍ غزير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي