الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل نقدي ذرائعي للقصة الموجزة المكثفة ق.م.م / أمومة / للقاصّة المصرية هناء سليمان بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي

عبير خالد يحيي

2022 / 12 / 21
الادب والفن


النص:
أمومة
عاد الصغير من المدرسة, يشكو ألمًا في كفّيه.. سألته أمُّه:
أمن كثرة الكتابة؟
أجابها : لا .. من كثرة التصفيق لأصحابي, لكني حين أجبتُ.. لم يصفّق لي أحدٌ.
خبّأته في حضنها, قبّلت راحتيه الصغيرتين, ثم قضت ما تبقى من عمرها تصفّق له.
الديباجة :
عاد الطفل من المدرسة متألمًا, كفّاه متألمتان من التصفيق لأقرانه في الفصل, على صحة إجاباتهم, بينما هو معتدل الذكاء, وربما كانت إجاباته غير صحيحة فلم يصفق له أحد, أمّه فهمت القصد, وبقيت تسند نقصه حتى بلغ النجاح.
التحليل الإيحائي:
الدلالة الأولى: (عاد الصغير من المدرسة, يشكو ألمًا في كفّيه.. سألته أمُّه: أمن كثرة الكتابة؟ أجابها : لا .. من كثرة التصفيق لأصحابي, لكني حين أجبتُ.. لم يصفّق لي أحدٌ. )
تشير هذه الدلالة إلى أن الطفل لا تُحسبُ له درجات الذكاء بشكل إنجازي, لأن الرُشد غير مكتمل في فترة الطفولة, ففي هذه الفترة يحتاج الإنسان إلى السند التربوي في المدرسة والبيت, وهذه الدلالة تحيل بالإسناد إلى هذه النقطة بالذات, المهمة التربوية.
الدلالة الثانية: (خبّأته في حضنها, قبّلت راحتيه الصغيرتين)
تحيل هذه الدلالة إلى قوة حس الأمومة عند هذه الأم الواعية, المفردة ( خبّأته) هي مفردة مثقلة بالاحتواء, فالأم بالعادة تحتضن طفلها, لكن لفظة ( خبّأته) تحيل إلى فعل إنجازي مبالغ فيه من الاحتواء والتحصين والخصوصية العاطفية.
الدلالة الثالثة: (ثم قضت ما تبقى من عمرها تصفّق له)
تعطينا امتداد الحياة بالحقبات التي تعقب الطفولة, إن الإنسان الذي يمتلك سندًا قويًّا ماديًّا وأخلاقيًّا ومعنويًّا تكون نشأته سوية ومريحة, إذا كانت أسرته تتفهّم الواقع التربوي للنشئ.
التحليل النقدي الذرائعي:
• المستوى النفسي:
بالتأكيد هذه القصة هي إحالة نفسية لأن بطلها طفل, ولقوة العمق النفسي عند والدته فقد أخرجته من قمقم الفشل بالإحاطة الذاتية, فقد غلّفت حياته بغلاف لا يتمزّق, وهو غلاف الأمومة والحنان والدعم, فكانت القوة النفسية لدى الأم هي التي مهّدت وعبّدت طريق النجاح لطفلها المهموم بضعف مستواه.
• المستوى الأخلاقي:
هذه القصة تعتبر نموذجًا للمستوى الأخلاقي الذي يتربّى عليه الأطفال عندما تكون القوة النفسية عند أسرهم متقدّمة, لذا كانت الأم في هذه القصة فعّالة بقوة سيكولوجية أمومتها.
• المستوى المتحرّك:
1- الرمز : استخدمت القاصة رمزين مقفلين ( التصفيق باليدين والإحاطة والاحتواء بالحضن) دالّين عن الفشل والنجاح في حيّز الأسرة, ولكن القاصّة فتحت النصّ من عتبة العنوان, وهذا مأخذ عليها.
2- الإحالة والإسناد: كان الإسناد لطفل هزمته الطفولة حين أحالت إليه هموم الفشل في تلك الفترة الخطرة, بيد أن جزء الإسناد الثاني المغلّف بالأمومة كان جلبابًا حماه من الفشل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال