الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النسبية بين برتراند رسل واينشتاين بترجمة زكي نجيب محمود

حسين عجيب

2022 / 12 / 21
العولمة وتطورات العالم المعاصر


" النسبية " بين أينشتاين وبرتراند رسل ، بترجمة زكي نجيب محمود

وبعد أكثر من عشرين ساعة قراءة ...
أعدت نسخ الفصل لسببين شخصي ، وثقافي مشترك .
السبب الثقافي والمشترك يمكن فهمه ، بعد تكملة القراءة .
وأما السبب الشخصي ، لأتأكد من فهمي الصحيح ، أو المناسب للنص .

( إن عالم الذرة الواحدة تتتابع أحداثه في وثبات مباغتة لا في اتصال تطوري بين اللاحق والسابق ، فالألكترون الذي يدور في فلك معين يقفز فجأة إلى فلك آخر ، أعني أنه لا يكون أولا في مكان ما ثم يصبح في مكان آخر . دون أن يمر في انتقاله هذا على النقط المتوسطة بين الطرفين ، وقد يبدو هذا الكلام كأنه أقرب إلى السحر لكنه هو الأمر الواقع ، اللهم إلا إذا كشفنا عما يفسر لنا هذه الظاهرة تفسيرا يتجنب مثل هذا الفرض العجيب ، ومهما يكن من أمر ، فهي ظاهرة لا تحدث إلا حيث يكون هناك الكترونات وبروتونات ، أما في المناطق الخالية منها ، فهنالك يكون التدرج والاتصال ، أعني أن كل شيء ينتقل عندئذ في طريق متصل لا وثوب فيه ولا مفاجأة ، ويجوز لنا أن نطلق على أمثال هذه المناطق كلمة " الأثير " أو " الخلاء " _ ونظرية النسبية تعنى بما يحدث في هذه المناطق ، مقابلة ذلك بما يحدث في مناطق الألكترونات والبروتونات ، فإذا غضضنا النظر عن نظرية النسبية ، كان ما نعرفه عن مناطق الأثير هو أن موجات تمر خلالها ، وأن هذه الموجات حين تكون موجات ضوئية ، فهي تسلك على نحو معين يصفه ماكسويل ( الاسم مكتوب بالإنكليزية أيضا ) في معادلة تسمى باسمه ، على أنني حين أقول كلمة ( نعرفه ) في هذا السياق فإنما أتجوز في القول ، لأننا في الحقيقة نجاوز حدود علمنا حين نتحدث عما يحدث خارج أجسادنا ، فلسنا نعلم بحق عما يحدث هناك إلا حين تصل الموجات المذكورة إلى أجسادنا ، وإذن فكل ما نعلمه عن تلك الموجات هو أنها تنشأ من أسباب معينة في طرف ، وتكون لها نتائج معينة في الطرف الآخر ، فليس من حقنا في واقع الأمر أن نتصور هذه الموجات وكأنما هي بالضرورة " في " الأثير ، وحسبنا أن ننظر إليها على أنها عمليات منظمة معلومة القوانين ، أما ما هي في حقيقتها ، فذلك ما سيظل مستعصيا على المعرفة إلى الأبد .

( توقفت عند هذه العبارة غير العلمية ، ولا المنطقية بالطبع :
من الذي يمكنه القول أن هذه الفكرة ، أو المشكلة أو الموضوع ، لا يمكن فهمها _ ليس بالنسبة له _ بل للبشرية كلها وإلى الأبد !؟
أيضا لأذكر بموقف القديس أوغستين المتواضع :
بالطبع اعرف الزمن ، لكن لو سألني أحد ما هو الزمن ؟
لا أعرف بماذا أجيب ) .

...نشأت نظرية النسبية من دراسة ما يحدث في المناطق التي تخلو من الألكترونات والبروتونات ، فلئن كانت دراستنا للذرة قد انتهت بنا إلى أن الانتقال يكون على وثبات لا اتصال بينها ، فقد جاءتنا النسبية بنظرية تجعل بين الطرفين طريقا متصلا ، وما تزال هاتان الوجهتان من النظر متعارضتين ، لكني أحسب أنهما سيلتقيان عما قريب ، لأني لا أرى بينهما تناقضا منطقيا ، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن يجيء من يصل الواحدة بينهما بالأخرى .
مرة ثانية لا أصدق !
( الاختلاف بين الفيزياء الكلاسيكية بما فيها فيزياء الفلك ، وبين فيزياء الكم لا يمكن انكاره أو التقليل من شأنه وحجمه ، وهو من النوع التناقضي .
في الفيزياء الكلاسيكية ، التجربة موضوعية ومنفصلة عن المجرب ( الفاعل أو المراقب ) .
وفي فيزياء الكم ، التجربة بالعكس مشتركة بين المراقب أو المجرب وبين بقية عناصر التجربة _ هذا جوهر الاختلاف بين نوعي الفيزياء ، بالإضافة إلى اليقين بالنسبة للفيزياء الكلاسيكية ، وعدم اليقين ( أو عدم التحديد ) بالنسبة لفيزياء الكم .
وهنا أتدخل بضفتي الشخصية ، كاتب النظرية الجديدة :
المشكلة بين نوعي الفيزياء ، سببها الموقف المعكوس _ الخطأ _ من الزمن . يتجه الزمن أو الوقت من المستقبل إلى الماضي ، بعكس الحياة والأحياء ، حيث يكون اتجاه الحركة من الماضي إلى المستقبل .
تكملة ثانية :
على أن ما تهتم له الفلسفة في نظرية النسبية هو تحطيم الزمن الواحد الذي يشمل الكون كله ، والمكان الواحد الذي لا يطرأ عليه تغيير أو زوال ، فالنسبية تستبدل بالزمان والمكان المطلقين شيئا واحدا يمزج بينهما تسميه " الزمان _ المكان " ، ولهذا التغيير أهميته العظيمة ، لأنه يغير فكرتنا عن العالم الطبيعي من أساسها ، كما أن له _ فيما أظن _ أثرا على علم النفس ، وإنه لعبث من الفلسفة المعاصرة أن تمضي في حديثها دون أن تقف عند هذا الوضع الجديد ، وهذا ما سأحاول شرحه الآن بقدر المستطاع .
الادراك الفطري وعلم الفيزياء فيما قبل نظرية النسبية كلاهما يعتقد أنه إذا حدث حادثان في مكانين مختلفين ، فلا بد أن يكون هناك جواب حاسم لهذا السؤال : هل حدث الحادثان في وقت واحد ؟
لكن تبين أن مثل هذا الاعتقاد يقوم على أساس خاطئ ، ...
فافرض وجود شخصين ( أ ) و ( ب ) في نقطتين بينهما مسافة بعيدة ، لدى كل منهما مرآة وطريقة يرسل بها إشارات ضوئية إلى زميله ، فالحوادث التي تحدث للشخص ( أ ) سيكون لها بغير شك ترتيب زمني معلوم ، وكذلك الحوادث التي تحدث للشخص ( ب ) ، لكن الصعوبة تنشأ عندما نحاول ربط الترتيب الزمني عند ( أ ) بالترتيب الزمني عند ( ب ) ، فلنفترض ان ( أ ) سيرسل إشارات ضوئية إلى ( ب ) ستعكسها المرآة التي عند ( ب ) ثم تعود بعد زمن معين إلى ( أ ) ، وغذا فرضنا ان ( أ ) على الأرض وأن ( ب ) في الشمس ، كان هذا الزمن طوله 16 دقيقة ، فترانا عندئذ نقول أن الزمن الذي استغرقته الإشارة في طريقها الأول من ( أ ) إلى ( ب ) هو نصف مجموع الزمن الذي تستغرقه في ذهابها وعودتها ، غير أن الأمر ليس بهذه البساطة كلها ، لأنه متوقف على تحرك ( أ ) و ( ب ) بالنسبة أحدهما إلى الآخر ، لهذا كان كل ما يحدث للشخص ( أ ) بعد ارساله للإشارة الضوئية وقبل أن تصل عائدة إليه ، ليس هو على وجه التحديد قبل ولا بعد ولا متآن ( متزامن ) مع حادث وصول الإشارة إلى ( ب ) ، فتستحيل المقارنة بين التتابع الزمني في المكانين المختلفين .
وكذلك في فكرة " المكان " وغموض معناها ، فهل تعد مدينة لندن مكانا ؟
( أعتذر عن التكملة ، لا يمكنني تحمل هذه الثرثرة أكثر ...)
الكتاب موجود على الشبكة :
الفلسفة بنظرة علمية ( تلخيص وتقديم ، الدكتور زكي نجيب محمود ) .
الكتاب صدر سنة 1927 .
وترجم إلى العربية سنة 1960 .
.....
ملاحظة أخيرة :
ناقشت بشكل تفصيلي ، وموسع ، مواقف نيوتن وأينشتاين من الزمن أو الوقت ، بشكل خاص . في نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، لمن يهمه الأمر .
وهذا تذكير سريع ومكثف جدا :
موقف نيوتن من الزمن ، يتلخص بإهماله للحاضر ، واعتباره قيمة لا متناهية في الصغر ، تقارب الصفر ويمكن اهمالها في الحسابات .
موقف أينشتاين بالعكس ، يهمل الماضي والمستقبل ويعتبر أن الحاضر يمثل الزمن الفعلي .
النظرية الجديدة تتضمن كلا الموقفين ، الحاضر نسبي واتفاق اجتماعي _ ثقافي ، بينما الماضي والمستقبل موضوعيان .
مثال على ذلك :
اليوم الحالي ، أين يوجد بالفعل ؟
أيضا الجواب بتكثيف شديد :
اليوم الحالي يمثل الحاضر ، بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يمثل الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يمثل المستقبل ( أو يوجد في المستقبل ) بالنسبة للموتى .
اليوم الحالي ، يوم القارئ _ة .
ملاحظة أخيرة :
فكرة التزامن ، أكثر أخطاء أينشتاين الصريحة والمباشرة ، ومثال على التزامن ، أي حديث على شبكة النت ، بين عادة اشخاص يتوزعون في القارات المختلفة .
بالإضافة إلى مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، أو الفرق بين الزمن والوقت .
أيضا ناقشت الفكرة ، بشكل مفصل في نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، خلال حياتنا الفعلية : الزمن والوقت والزمان واحد .
لكن ، ربما يكون الزمن موجودا قبل الانسان ، وقبل الحياة أيضا ؟
هذه المسألة معلقة بين العلم والفلسفة ، وربما يتأخر حلها لقرون .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تؤجج شركات الأسلحة لهيب الحرب في الشرق الأوسط؟ | الأخبار


.. حزب الله يعلن استهداف دبابة إسرائيلية وإيقاع طاقمها بين قتيل




.. مراسلة الجزيرة ترصد الأوضاع الإنسانية من داخل دار الأمل بلبن


.. وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه تكثف جهودها لتدشين مخب




.. ترمب ينتقد تصريحات بايدن ويدعو إسرائيل إلى ضرب المنشآت النوو