الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الكونفدراليه العراقيه ... هي الحل ؟ ج 20

ليث الجادر

2022 / 12 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


• مسألة الدولة من أكثر المسائل تعقيدا وصعوبة. ولعل العلماء والكتاب والفلاسفة البورجوازيين لم يشوشوا مسألة كما شوشوا هذه المسألة
• .
وإذا ما تجردنا عن التعاليم الدينية والأحابيل والتنميقات الفلسفية ومختلف الآراء التي يخرج بها العلماء البورجوازيون وبحثنا عن جوهر الأمر، نرى أن الدولة تؤول بالضبط إلى جهاز الحكم الذي ينفصل عن المجتمع البشري. وعندما يظهر فريق خاص من الناس لا عمل له غير الحكم، ويحتاج لأجل الحكم، لأجل إخضاع الآخرين بالعنف، إلى جهاز خاص للقسر، إلى السجون، إلى فصائل خاصة من الناس، من الجنود وغير ذلك ـ عندئذ تظهر الدولة
لينين ـ حول الديموقراطية الاشتراكية السوفييتية

- دوله المذابح والفواجع

وفق اعتناق التفسير القائل بان السياسه فن الممكن ..وضع التصميم البريطاني لكيان الدوله العراقيه الحديث .وما كان الممكن ان يكون بدون ادراج العامل القووي القمعي كاساس جوهري لهذا التمكين ! تطبيق فن الممكن هذا جاء مناقضا تماما لمفهوم الدوله البرجوازي ومفهوم الحقوق القوميه المشروعه ...فاذا كانت علمانية البرجوازيه تشجع على تمكين ظروف اندماج الطوائف الاسلاميه المختلفه فان القاعده البرجوازيه التي تاسس عليها مفهوم الدوله الحديثه والتي يشترط فيها حق تقرير المصير على اساس الهويه القوميه , يبدوا انه وضع تحت حذاء المصمم البريطاني لكيان العراق الحديث ..فالضباط العرب في الجيش العثماني والقاده القوميين اللذين اخذوا على عاتقهم تحقيق مشروع الدوله العربيه لم يكونوا ليفكروا بمثل الحدود التي شكلها لهم في ما بعد الجبروت البريطاني ..المراجع التاريخيه تبين ان اؤلئك القاده كانوا يرسمون حدود دولتهم المرتقبه من جنوب الموصل . نزولا الى المناطق التي باتت اليوم تشكل دوله العراق ! كان هذا ما يمثل مشروع التمكين العقلاتي , مشروع واقعي يبحث عن كيان دوله اكثر امنا داخليا واكثر استقلاليه ذاتيه ...لكن المارد الجشع البريطاني ذو النظره البعيده , لم يكن ليقتنع بان يعطي بيد وياخذ باخرى , بل ليعطي بيد وياخذ بكلتا اليدين ...فاعطى الموصل ووهب كردستان , ليتنزع نفط الموصل من الاتراك ويعطي امارة المحمره للايرانين .. فخخ كيان الدوله بعد ان نزع (شتات ) مناطقيه من جسد الدوله العثمانيه ...اسس دوله الفواجع والمذابح ..مذابح التركمان ..فاجعة اليهود ..مذابح الاكراد ..فواجع الكرد الفيليه ..فواجع الايزديه ...وخط متواصل لقمع طائفي , مداهن تارة وسافر تارة اخرى ..العملقه البريطانيه لممكنات انبعاث دوله بلاد الرافدين كان لايمكن من ان تتم دون حقنها بنزعة افتراس دائم للاقليات العرقيه والدينيه ..انعكست على مختلف جوانب الحياة والقت بظلالها على التعامل الاجتماعي بين ( العراقيين المفترضين ) حتى ان مسحته الشاحبه طفت على المتداول العربي الشعبي كالفاظ امتهانيه ( كريدي ) بدلا من (كردي ) للتصغير والاستهانه ..(كردي مكطم ) في الاشاره الى ان الكردي ليس له اصلا . ..(عجمي ) للاستهتار بالكردي الفيلي...(يهودي جلف ) للاشاره الى بغض البخل اليهودي ..( نزاح طهاره ) للتدليل بامتهان على المسيحي .. ( صبي نجس ) في امتهان الصابئي ..(شيطاني دينسز ) للاشاره الى الايزدي ...كما ارتبطت واقعيا ممارسة بعض المهن التي يأنف العرب من ممارستها , بفقراء الاقليات العرقيه والدينيه ...فقد اقترنت مهنة التخلص من المياه الثقيله وتنظيف المنازل منها بابناء المسيحيه التلكيف , ومهنة صباغة وترتيق الاحذيه بفقراء الاكراد , ومهنة الخدامه بالفقراء المسيحين من كل طوائفهم , والعتاليين من فقراء الكرد الفيليه , والمفارقه هنا ان اعتى تجار العراق العربي هم من الفيليين ! كما يوازيهم بدرجه اقل التجار الاكراد , وتجارة الخمور التي تدر ارباح خياليه هي حكر للاغنياء المسيح يليهم الايزديين ..اما اغنياء الصابئه فلقد اقترنت بهم مهنة صياغة الفضه والمتاجره بها ...واضح هنا ان للطبقيه احكاما تعلو فوق كل اعتبارات ! وان التمييز والاحتقار والنظره الدونيه الى تلك الاقليات انما تقترن بشكل توائمي مع المرتبه الطبقيه ..ويدلل على هذا اكثر في الاشاره الى حالات الزواج الغير قليله بين العرب والاكراد والاكراد الفيليه من الطبقه الغنيه ...لم تقتصر هذه النظره الدونيه للاقيات الغير عربيه على نطاق المتداول الشعبي وسلوكيته اتجاهها , بل امتد ذلك الى مستوى الانتاج الثقافي ..فالمؤرخ عبد الرزاق الحسني الذي يعتبر مرجعا لتاريخ العراق, كان قد اصدر عام 1950 كتابه ( اليزيديون في ماضيهم وحاضرهم ) والذي ضم واكد فيه الكثير من مفردات المتداول الشعبي الذي من الناحيه الواقعيه يسيء للازديه بما يتعدى مقاييس الاخلاق ..فهو قد جارى ذلك المتداول مبتدئا (اليزيديون, بدل الازديون ) هذه التسميه لديها وقع قبيح عند الشيعه لانه يقترن باسم قاتل الحسين بن علي بن ابي طالب , ثم انه اشار وبالتفصيل الى طقس – لالش- الذي يقيمه الايزديون كل عام في مرقد الشيخ عدي واكد على ان هذا الطقس يشمل ممارسة جنس المحارم وتقصد الثماله وكل انواع المجون !؟ في ما يسمى بالاتنفاضه الشعبانيه عام 1990 وبعد ان استعاد النظام مدينتي النجف وكربلاء من قبضة المنتفضين الشيعه , شاعت بصوره اكيده لدى الشيعه, قصة استعادة المدينتين بواسطة قوات جمعها النظام من العسكريين الازديين اللذين كانوا وحدهم يطيعون اوامر قصف المراقد !! هذه واحده من انعكاسات الماثورات الشعبيه على الواقع العراقي ...الشيعي الذي يسمي الايزديون ب( صخول الشياطين ) أي بماعز الشيطان , ومعروف لديهم بان( الصخل) يواقع امه واخته , ليس من الصعب ان تلصق به تهمه خطيره (بنظرهم ) بل من النافل ان تعلق كل جريمه اخلاقيه ودينيه في اعناقهم !... اما ما ابدته القوى السياسيه الشيعيه من تعاطف مع الازديين اللذين اوقع فيهم تنظيم الدوله الاسلاميه فجيعة السبي والقتل والتشريد , فانما هذا ينظوي تحت عنوان سياسي انتهازي صرف .. عام 19331 اصدر نفس المؤرخ – عبد الرزاق الحسني – مؤلفه (الصابئه المندائيون بين ماضيهم وحاضرهم ) ..وعلى نفس المنوال الذي اساء وغالط في وصف الايزيدين , راح يفسر ويصف الصائبه وطقوسهم بنهج مشبع بالشعبيه ومتناقلاتها ..ظهر عنده ان الصابئه انما يعبدون الكواكب واستشف انهم يعبدون القمر كرب للارباب ..ومثلما تجنى على الايزيدين في تفسير طقوس (لالش ) فانه ذكر بان الصابئين يقومون بخنق المحتضر منهم بعد ان يلبسوه الكفن ..لكن الصابئه وبحكم توافر الظورف الموضوعيه لهم استطاعوا من ان يعبروا عن احتجاجهم على هذا الكتاب وافتراءات مؤلفه ..ولجئوا الى المحاكم للنظر في هذه القضيه , وحينما انعقدت جلسة المحكمه المعنيه بالقضيه ..وقف الرئيس الروحاني للصابئه المندائين الشيخ الكنزفرا دخيل عيدان ليتلو على مسامع الحاضرين نصوص من الكتاب المقدس الصابئي – الكنزا ربا – وكان يترجم للمستمعين احد المختصين باللغات ..اتضح ان الصابئيين لايعبدون الكواكب انما يعبدون الخالق الازلي ..كان هذا كافيا لان تدين المحكمه الكاتب والزمته بسحب الكتاب وتقديم اعتذارا للطائفه ! واعتذر الكاتب لشيخ الطائفه ووعده بعدم اعادة نشر الكتاب ..لكن عبد الرزاق الحسني عاد وكرر نشر الكتاب مرات ومرات بعد سنين ..وفي السبعينيات راح ينشر مقالات مجتزءه من كتابه هذا في مجلة – التراث الشعبي – ومنها مقال – اذا مات الصابئي – الذي عاد واكد فيه بان الصابئه يقومون بخنق المحتضر , وهو بهذا يصر على نعتهم بشكل ما بالاجراميه واللاخلاقيه ..بينما في حقيقه الامر يلجىء الصابئه في حال احتضاره احدهم الى الباسه زي الطهاره الابيض ( الرسته ) اي انهم يبدؤن بتكفينه وتطهيره قبل موته ! ..هنا اتوقف عند ملاحظه لم ابت في تساؤلها ( ربما ساحاول في وقت لاحق من استبيانها ) وهي تتمثل في تساؤل مهم ..هل ان مثل هذه الادبيات هي التي اشاعة المتداولات الشعبيه الدونيه اتجاه الاقليات الدينيه ..ام ان هذه الاخيره عكست رؤيتها وحسها على تلك الادبيات ؟ .. في كل الاحوال فان ظاهرة النظره الدونيه اتجاه الاخر المختلف عرقيا او دينيا او طائفيا تكاد تكون صفه ملازمه لكل المجتمعات الشرقيه التي تحوز على تنوع الاقليات , لكن المتداول الشعبي العراقي ينزع الى التطرف اكثر , والاهم من هذا ان الدوله الصنم كانت قد استثمرت هذا الحس الشعبي ووظفته في الكثير من الاحيان لصالح تكتيكاتها في مجرى اخضاع رعيتها لها ..فلقد استهلت هذه الدوله بواكير سنينها العجاف بمذبحه.. الرتكمان في كركوك ( ذكرناها في الاجزاء السابقه ) ..ثم تلتها مذبحه الاشوريين او ما يعرف بمذبحه (سيميل ) ..بدأ التحضير للمذبحه في اوائل عام 1933 من قبل حكومه رشيد عالي الكيلاني ..فتم بث الاشاعات التي تفيد بان الاشوريين اللذين استوطنوا مناطق جنوب دهوك , يحضرون للانفصال عن المملكه وانهم عمدوا الى تسليح ابناؤهم وقاموا بتسميم المياه وقطع الجسور ..وان السلطات قررت نفي زعيمهم الى قبرص ..وفي 7 ايلول من العام نفسه وبعد ان تشربت عناوين الصحف بتلك الشائعات ووجدت صداها لدى الراي العام ..قاد الفريق الركن بكر صدقي قواته العسكريه العراقيه التي دخلت مناطق الاشوريين وارتكبت مذبحتها بحق اهالي قريه سيميل ..بعد ان اسرتهم وجردتهم من اسلحتهم , ثم اجهزت عليهم بالاعدام رميا بالرصاص ...عاد بعدها مرتكبوا المجزره واستقبلوا بحفاوه من لدن رئيس الوزراء وكرموا من قبل ولي العهد انذاك الامير غازي !! عام 1941 في الاول من حزيران وبعد اعوام من التحضيرات التي قامت بها السلطه ولاغراض واتفاقات سياسيه باتجاه اعداد مناخ شعبي معادي لليهود ..انطلقت اعمال السلب والنهب لممتلكات اليهود واستباحت دماء بعضهم ,, سميت هذه الاعمال فيما بعد بايام (الفرهود ) مارس فيها الغوغاء شتى انواع الاعتداءات بحق المواطنين اليهود ...ثم جاء فيما بعد وفي عام 1948 قانون الدوله السيء الصيت , قانون (تسقيط الجنسيه ) عن كل اليهود العراقيين , المهاجر منهم الى اسرائيل والباقي منهم ... في عام 1970 بدأت حمله تهجير الاكراد الفيليه مستهدفة الاكاديميون والاساتذه واصحاب روؤس الاموال ..حيث تم ترحيل 70 الف منهم الى ايران ...1980 يصدر مجلس قيادة الثوره برئاسة صدام حسين ذي الرقم 666 يتضمن اوامر بترحيل كافة ابناء الفيليه ,فتم تهجير ما يقدر ب200 الف كردي فيلي وتم احتجاز 18 الف شاب منهم في معتقل ( نكرة سلمان ) ليلاقوا فيما بعد حتفهم ولاسباب غير مؤكده او موثقه بشكل ما ...نحن هنا لا ننبش قبر التاريخ لكي نسلتقي فيه , لكن بقاء ذالك التمييز للاقليات على المستوى التنفيذي السياسي والمستوى الشعبي يدعونا الى قبول احتمالات عوده الصور القديمه التي شهدها التاريخ .. خصوصا وان القارىء المتمعن للدستور النافذ يستطيع ان يلمس بان لهجه هذا الدستور تؤكد بالفصيح على لفظه الاقليات , بينما تفتقر تقريبا الى استخدام لفظة المواطن !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تدفع متظاهرين خلال احتجاجات على الحكومة ف


.. في يوم العمال..توتر واشتباكات بين متظاهرين والشرطة التركية




.. اشتباكات بين الشرطة التركية ومتظاهرين احتجاجا على إغلاق ميدا


.. اشتباكات في حرم جامعة كاليفورنيا بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهر




.. اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل وآخرين مؤيدين لفلسطين