الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى روح أمي

محسين الوميكي
كاتب

2022 / 12 / 21
الادب والفن


أمي
يا قمر سمائي
يا نبض القلب
يا نور عيني
يا أيقونة
لا تُعوض
أمي
يا أبهى لوحة
رسمها الخالق
ومنحني إياها
بكل سخاء
أمي
يا زهرة حديقتي
ونسيم ربيعي
آه يا أمي
تقفين أمامي
منحنية الظهر
تحملين عذاباتك
في صمت
وعلى ثغرك
ترتسم ابتسامة
خالدة
وبين ضلوعك
آلام تحدث صوتا
صامتا
أسمعه وحدي
ووحدي أتنفسه
آه يا أمي
آلامك آلامي
وآلامي آلامك
تلك
التي لا تنسى
أحكي قصتك
للبحر الهائج
ليهدأ
وللطفل الذي يبكي
ليكفكف دموعه
ويصمت
وللطيور
لتغرد للطبيعة
البائسة
أحكي قصتك
للزمن الذي
غدر بك
للتعب الذي
نال منك
للمتاهات التي
ابتلعتك
آه يا أمي
اعتقدنا
أن الألم عابر
لكنه
كان سكرات الموت
التي أكلتك أكلا
وألحقتك
على وجه الرحمة
بالرفيق الاعلى
على غفلة منا
آه يا أمي
كم الفراق
صعب
ومر في آن
هل أنساك
كيف أنساك
وأنت الطبيعة
في روعتها
وأنت الحنان
يمشي على قدميه
وأنت السماء
التي تمطر الطمأنينة
والأمان
وأنت البحر
الذي يهيج حبا
كيف أنساك
وأنا أراك
في فنجان قهوتي
كل صباح
وأنا أراك
خلف سطور
قصيدتي
التي لم أكتبها بعد
كيف أنساك
آه يا أمي
ماذا يشتهي الإنسان
في دنيا الله
ماذا يريد
يضحك للشمس
حين تبزغ
ويبكي للسماء
حين تغيب نجومُها
أنت شمس
تبزغ على الدوام
ونجوم سمائك
لا تغيب
تضيء بلا انقطاع
وأنت شمسي
التي تغرس أشعتها
في ثنايا قلبي
لتلد الطبيعةُ
الأزهار والورود
آه يا أمي
هل أتاك حديث الحزن
عيون دامعة
تحن إليك
قلوب دامية
تشتاق إليك
وجوه متجهمة
تبحث عن ذكراك
في حجرات المنزل
في الأزقة
في دروب الحياة
اليومية
في خيوط ملابسك
في سجادتك
وفي كل شيء
يحمل رائحتك
آه يا أمي
كنت لي
الطبيب بعد ربي
والعيون التي
أرى بها الدنيا
كنت لي
الحائط الذي أسند إليه
ظهري
كنت لي
الحضن الذي أرتمي فيه
كلما ضاق صدري
كنت لي
ظلي الذي لا يفارقني
كنت لي
إعصار الحنان
وبركان الشوق
كنت لي
رمز الحب
وهدوء السكينة
كنت لي
النهر الذي لا ينضب
آه يا أمي
فضلت مغادرتنا
رغما عنك
في صمت
بلا ضجيج
وفي يوم الجمعة
وخلسة
اخترت مرغمة
أن تتركينا
خلفك
ننحت تمثال الحزن
ونبكي خفية
آه يا أمي
غيابك بعثر أوراقي
غيابك لوحة حزن
فيما تبقى من أيامي
آه يا أمي
كنت
كنت صندوق أسرارنا
كنت حلول مشاكلنا
كنت القلب الذي
يسمع لآهاتنا
كنت السد الذي
يرد المياه إلى مجاريها
كنت ولا زلت
رغم غيابك
بوصلتنا
ونحن كنا نمشي
على ظهر صبرك
لنبلغ أهدافنا
آه يا أمي
ناولتني المفتاح
لأفتح الأدراج
منها ما انفتح
ومنها ما امتنع
قلت لك:
"قولي لي شيئا"
قلت بلهجة آمرة:
"اقرأ"
قلت لك:
"سأقرأ وسأكتب"
عندها استيقظت
كان حلمك
وحلمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??