الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربع عوائل تتحكم بمصير العراق-القسم الاول

طلال شاكر

2006 / 10 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ نشأ ة الدولة العراقية الحديثة 1921 وقبلها والعراق تتجاذبه تاثيرات ونفوذ عوائل( نبيلة) بأ نتماءات دينية وعشائرية واقطاعية ومالية تملك السطوةوالجاه والتعاقب، وفي اغلب المنعطفات الحاسمة لعبت هذه العوائل ادواراً استثنائية ساهمت في بناء مفهوم العراق بصيغته السياسية الملموسة. بعيد تأسيس الدولة العراقية تضاءل الدور السياسي المباشرللعوائل النبيلة بأستثناء ادوارثانوية للعوائل الاقطاعية والدينية لكن نفوذها وتحالفها بقى مشدوداً وفعالاً ومؤثراً في العلاقات مع النخب السياسية الحاكمة، وبخاصة العوائل الاقطاعية وكان ذلك واضحاً في فترات متقطعة أبان العهد الملكي. أن مكانة العوائل في المعيار الملموس للحالة العراقية وتجسيداتها، لايبدو امراً طارئاً أو مصطنعاً،فتكوين العراق الاجتماعي وأرثه وثقافته صنعا الى حد بعيد ( تلك المكانة النافذة لهذه العوائل النبيلة) والتي تحكمت بمصير العراق الى حد الان دون استثناء العوامل المؤثرة الاخرى ،و رغم كل التبدلات العميقة التي اجتاحت العالم بمعايير الاقتصاد والسياسة والعلم والاتصالات والثورة التكنولوجية بمعناها الشامل، فقد ظل دور هذه العوائل بارزاً وملحوظاً، وتجد ظلال تاثيراتها بادياً في صناعة القرار السياسي، مع ملاحظة تكرر حالات انكماش تاثيرها ودورها السياسي وتراجعها ،عندما تكون الدولة قوية وتأثير الاحزاب السياسية في البلد مؤثراً، وفترة 58 ، 59، مؤشراً مهماً على تراجع دور العوائل النبيلة الى حد كبير، وبالطبع لايغفل المرء دور بعض العوائل والبيوتات التجارية الايجابي والتنويري في المراحل الانتقالية في المجالات الاقتصادية والفكرية النهضوية وبخاصة قببل وبعد تاسيس الدولة العراقية. ان حكم العراق من قبل العوائل النبيلة،
بدى بمثابة مرسوماً أزلياً ظل يلاحق العراق في مختلف ازمانه، بمنطوقه الذي ينص على وجوب قيادته وحكمه من قبل عائلة او عوائل بمواصفات نبيلة، سلالة مختارة، وانتماء رفيع، وموقع متميز،الخ وكان حكم العائلة الشريفية القادمة من الحجاز،كعائلة ملكية حاكمة، اول تدشين لهذا المرسوم الازلي في العصر الحديث رغم قصر تأثيره ومحدودية تاثيره وقلق وجوده مع العلم ان ثورة الرابع عشر من تموز كسرت هذه القاعدة واقصت النفوذ المؤثر لتحكم العوائل التقليدي عن المسرح السياسي مؤقتاً. بعد968 ا نشأت تضاريس خارطة سياسية جديدة أنقلبت فيها الكثير من المفاهيم وغادرت معناها بسطوة الحاكم الجديد الذي ارغم جملة من القواعد السياسية أن تجافي سياقاتها نحوتطويعها لرغباته المشوهة ومنها دور العوائل السياسي، التي اخذت منحى اخر، هو استخدام مكانة العوائل (النبيلة) وتاثيرها لخدمة النظام الشمولي الجديد وجعلها تدور في عجلته العقائدية دون أن تصنع حركتها، وهو في كل الحالات دوراً تابعا وليس قيادياً. الدكتاتورصدام حسين رفض معايير حزب البعث الشكلية في النظرة الى الموقع القيادي واسسه، وسار نحو ترسيخ قبضته على الحكم بعيداً عن المقاييس الثورية لحزب البعث باساليب مختلفة، ومنها مسألة تسيد عائلته الحكم وموضوعة توارثه، فتجلى ذلك واضحاً، في نزوع صدام وعائلته واعمامه، نحو تسجيل اول أختراق لذلك المرسوم الازلي الذي اشترط ان تكون العائلة الحاكمة من اصول نبيلة بما يتطابق ومقتضيات روح هذا المرسوم المقدس وألزاميته فاستعاض عن رفعة النسب ومكانته واشتراطاته المرهقة، بانتمائه الى نسب ثوري مزعوم بمواصفات ، مستحدثة، تلغي
قسرالاشتراطات التقليدية لحكم السلالات، التي يجب ان تحكم، فوجد في حزب البعث ضالته المنشودة، ككيان( ثوري) فوق منطق النبالة والرفعة، متملصاً من شراك هذه القاعدة القسرية مؤقتا ...
لكن الامر ظهر لصدام وعائلته أن هذا الاخراج المؤقت غير كافي لحيازة لقب (عائلة نبيلة) بمحدداتها المطلوبة عبر حزب البعث وتزكيته فقط.. فأستنجد بلقب مزعوم عبر شجرة نسب ملفقة تربطه بسلالة النبي محمد وبيته الكريم كخطوة مهممة تعزز( انتمائه النبيل)، رغم ان التكارتة تحكموا بمصير العراق باسم حزب البعث ولم تؤرقهم عقدة الانتماء النبيل، فيكفي ان يكون المرء تكريتياً ليحكم وليتبوأ مركزاً ونسباً مختاراً لكن ذلك تراجع وبقى تأثيره بحدود الطاعة والولاء الامحدود للعائلة الصدامية (النبيلة)..، بعد أن ضاقت قاعدة الحكم البعثي شكلاً من تحكم العشيرة الى سطوة العائلة المطلق، وبالتالي استلم صدام وعائلته الحكم دون عائق الانتماء الى اُصول نبيلة بمعناها المباشربعد ان صنع بديله! لكن مع ذلك لم يظهر صدام ولاعائلته نبلا يوحي برفعة الاصل والانتماء الجديد بتقاليده النمطية، كسلوك اوتفكير حتى في حدوده الدنيا وظل يعاني من دونية انتمائه ووضاعة اصله حسب اعتقاده او بوحي من شعوره المضطرب ولولا سقوطه المشين لاصبح العراق رهينا لحكم وتوارث عائلة صدام ونسله الى اماد غير معلومة. والعراق كما اسلفت عموماً حكمته أو اثرت في مصيره السياسي عوائل ذات انتماءات دينية اواثنية اوعوائل ثرية متنفذة، شيوخ عشائر كبار الاقطاعيين، اغوات،بيوتات تجارية تديرها عوائل غنية واكثرها تأثيراً تلك التي برزت من خلال كيانات سياسية استحوذت على قياداتها زعامات ذات كاريزما حقيقية اومصطنعة من تلك العوائل المتنفذة، وتاريخ العراق حافل بنشاط تلك الاسر والعوائل النبيلة، وكانت ثورة العشرين الصورة الاكثر تجسيداً لملامح العوائل المتنفذة دينية كانت ام عشائرية او تجارية في تكوين ملامح ومضمون الثورة، بالطبع دون صنع اهدافها التي لم تتحقق حسب رغبة العوائل، بسسب أن اياً من هذه العوائل لم يكن بيضة القبان القادرة على قلب الموازين السياسية بشكل مصيري بسبب الطبيعة السياسية لتلك المرحلة وخصوصيتها وتوزع مرتكزات القوة لاسيما بوجود القوة البريطانية المحتلة، وهي في أغلب عمر الدولة العراقية الذي يمتد الى الى عقود، عجزت عن تكوين حركة سياسية جماهيرية تابعة لها، بأستثناء الحركة القومية الكردية التي قادتها العائلة البرزانية والى حد اقل عائلة الحكيم والصدر في فترات تاريخية متفاوتة. ان البيئة العراقية تصر دائماً على تكرار نماذجها بتجليات
مختلفة وبألوان غريبة، فالتربة العراقية الغريبة بطبعها وأرثها وتقاليدها ومفاجاءتها معتادة ان تعطي نفس الحاصل في كل المواسم دون الالتزام بجودة المنتوج او ضرورة الطلب علية، فالامر غير متعلق باختياراتنا ورغباتنا المنسية.؟
لاسيما ونحن نعيش الان فترة ازدهار وسطوة العوائل النبيلةالحاكمة والمتحكمة في العراق وابنائها القادة الكباريتمخطرون باصولهم النبيلة.. أوبرفعة عوائلهم السامية، كما هو جاري في مضمار المشهد السياسي العراقي، حيث يصول ويجول ابناء هذه العوائل الكريمة النسب تارة مهددين وتارة متوعدين بمؤازرة اتباعهم ونوابهم وحوشيتهم ولاأحد يتجاهل سطوتهم. ان تاريخ سقوط الدكتاتورية عام 2003 وماتلاها كان تجسيدا نموذجياً لحكم العائلات وسطوتها ومكانتها وتأثيراتها لكن بسيناريو واخراج جديدين يتناسب ومتطلبات المرحلة حيث استقوت بجبروت وضعف الوافد الجديد الذي ورطته الحسابات الخاطئة بتعامل سطحي مع الحالة العراقية وبخطل اجراءاته في بيئة لاتحكمها على الارجح قواعد ثابتة.. في هذا الظرف المحتدم ظهرت المعية هذه العوائل بستراتيجياتها المدفونة، فبدأت بتركيز النفوذ في الشارع و تقاسم
السلطة من خلال رؤية طائفية وقومية مدروسة ، وذلك بتكوين محميات طائفية وأثنية لآحكام السيطرةعلى مقاليد الامور،أستناداًالى سلوك برغماتي وتلامس سطحي ومشوه وغريب مع مفاهيم الديمقراطية وتطبيقاتها الشكلية في العراقً، التي لم تستقر فيه المفاهيم الجديدة بعد، رغم الانتخابات والدستور والحرية ومنافذ الديمقراطية الملتبسة، فهذه العوائل تجاوزت الدور التقليدي الذي كانت تلعبه في السابق عندما كانت تقف بمسافة خلف الحدود الحمراء المرسومة لها بعناية ، لكن العهد الجديد منحها زخماً لم تحلم به في تاثيره وفعاليته، فلم تقصر في اغتنام ألفرصة السانحة لمد نفوذها وسطوتها، دون الاكتراث، لسقم وطن ينتفض من( حمى ) نقل عدواها ابناؤه الضالون، الذين بدأوا بتقاسم اسلابه دون رحمة وهو مازال حياً يقاوم تشييعه، وهذه العوائل تقرأ صورة الفاتحة عليه . يبدوان قدر العراق التعيس اوقعه بلافكاك تحت هيمنة وسطوة عوائل متنفذة ذات اصول نبيلة ودماء زرقاء اخذت تحوز كل ممكنات التأثير والتحكم في السلطة الجديدة وخارجها، كل واحد من هذه العوائل يتملك مشروعاً سياسياً متشابكاً وملغماً، لكنه في النهاية يتنافر مع فكرة بقاء العراق موحداً ، بغض النظرعن الخلافات والاشكاليات التي تغلف توجه سياسة كل عائلة ازاء سياسة العوائل الاخرى، فهذه العوائل المجتمعة،تمارس تأثيراًهائلاً ومصيرياً على بقاء بلدنا موحداً، وعلى مواقفها يتقرر الى حد بعيد، مصير ومستقبل العراق ونظامه السياسي ،من خلال هيمنتها على القرار السياسي في البلد، وسياساتها الاستقطابية الضيقة التي تعممها في الوسط الذي تتحكم فيه، وهي عوائل في منطقها وسلوكها اقرب الى الدكتاتوريات المطلقة منها الى الى
الكيانات المعتدلة المتفهمة لواقع العراق ومشاكله، وكما نوهت فهي تقود وتشرف على تنظيمات سياسية وتملك الية تنظيمية تقود اتباعها وهي بذات الوقت تسعى الى تقوية نفوذها العائلي وترسيخ تقاليد التعاقب القيادي لابنائها في حكم الدولة والمجتمع .


، وهذه العوائل بكل اسف لعبت و تلعب دوراً سلبياً مازال يعرقل بناء مرتكزات الدولة الوطنية الديمقراطية ،من خلال خطابها المضلل واجندتها الباطنية والعلنية التي ترتكز عليها وتقدمها( بالتقسيط) وعلى مراحل ، من خلال تنظيماتها ومليشياتها وأنصارها، في حين استحوذ المحسوبين من هذه العوائل على مقدرات السلطة الضعيفة لتصبح اقطاعيات مغلقة وفاسدة لانصارهم، الذين صاروا جزءاً من الفساد الاداري وعنواناً لتفاصيله، بكل ما في المصطلح من معنى . وعلى خلفية هذه الاوضاع وتداعياتها ترفض وبكل قوة قيام حكومة مركزية قوية يحتاجها العراق بشكل ملح وعاجل، للوقوف في وجه الارهاب وهزمه اوالبدء بمشاريع انمائية وعمرانية صادقة، وهي تتحمل مسؤولية كبرى، في جعل السلطة المركزية عبارة
عن كيان هش وضعيف وبالتالي تساهم بشكل غير مباشر في جعل الارهاب والارهابيين يتمادون في قهرالمواطنين وقتلهم لعدم وجود سلطة مركزية تحميهم وتدافع عنهم.ورغم التناقضات بين مشاريع هذه العوائل الاربعة، لكنها تلتقي موضوعياً مع ستراتيجية بقاء العراق ضعيفاً وبلا حكومة مركزية قوية كخطوة اولى، وبعدها تبدأ الفدراليات العشائرية والطائفية والاثنية بصورتها المشوهة كبدائل عن الفدراليات الادارية الصحيحة والتي لااعتراض عليها من حيث المبداً أطلاقاً. ان اختلاف قادة هذه العوائل في المناورة والتكتيك السياسي وبعض من تفاصيله ليس له اهمية،فالمهم في الموضوع وحدة الهدف الذي يجمعهم، وهوانهاء العراق ككيان واحد موحد،او في جعله اسماً بلا مضمون واقعي على الارض،مما يستحيل بناء دولة وطنية ديمقراطية بمواصفات عصرية،
وهذا مايعجل امكانية تفتيته مسألة وقت لااكثر ولاأقل وهذا واحد من رهاناتهم المرجحة ،والاماذا يفسر المرء تحكم عائلة الصدر بمدينة الثورة ذات الثلاثة ملايين نسمة، تغيير اسمها، حكمها بقوة الميليشيات، تحويلها الى كانتو طائفي... فهل هذا يتساوق وفكرة بناء دولة وطنية ديمقراطية..! وهذا مجرد مثل واحد على سلوك هذه العائلات مع العلم أن التيار الصدري يعارض مبداً الفدرالية انها مفارقة ساخرة؟.
و بلا كلل يعمل ممثلو هذه العوائل من خلال التأثيرالمباشر على قرارات السلطة، بواسطة، كياناتهم السياسية وتنظيماتهم وممثليهم، ونفوذهم عملياً هو الذي يسيطر على البرلمان والمفاصل المهمة في الحكومة. وكل من هذه العوائل تمارس دورا مؤثرا يملك عمقه وتاثيره على القرار السياسي العام رغم التفاوت في قوة صنعه وفعاليته واتجاهاته، وهذه العوائل الاربعة ، وبكل ثقة وشرف اوكد واتحمل مسؤولية مااقول ان جل سياستها واجندتها قد زادت الطين بلة، ووضعت العراق امام مفترق طرق
خطير فأزدواجية مواقفها وسوء مسلكها وخطابها الغلوائي المتعصب ثلم الارادة الوطنية الموحدة
وثلم قيم المواطنة، و همش دور الدولة كمرجعية للعراقيين لابل الغى دور مؤسساتها وجعلها ركيكية
فاقدة لللاحترام والنفوذ،دولة مخترقة بالطائفية والفساد الاداري والمحاصصة وأزلام النظام البعثي الصدامي ،لاتحظى بالهيبة والمكانة،والدلائل كثيرة ويعرفها اي عراقي متابع....





أن هذه العوائل برموزها وشخصياتها الفاعلة على الساحة العراقية، تقاسمت الادوار وهيمنت على القرار السياسي وتحكمت فيه بطريقة مدهشة من خلال الاتكاء على الهوية الطائفية والاثنية التي غدت بديلاعن المواطنة العراقيةوالعوائل هي.

عائلة البرزاني . عائلة الحكيم . ، عائلة الصدر. عائلة الضاري. وسوف اسلط الضوء على دور كل عائلة، في التأثيرعلى العملية السياسية، وكيفية ارتهان القرار السياسي العراقي ، لارادتها و سطوتها....! يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ