الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب من الدولة العراقية اعتماد مفهوم التنمية من أجل توفير حاجات الشعب العراقي

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الحديث عن أهمية التنمية في تقدم وتطور كافة مجالات الحياة الإنسانية .. لابد أن نسبقها بأهمية مكافحة وتصفية الفساد الإداري المعوق والمعرقل لتطبيق وتطوير مفهوم التنمية وتقدمها وتطورها صحيح أن الفساد الإداري موجود في كافة دول العالم ولكنه يختلف بأشكاله ومستوياته عما هو موجود ومستحوذ وممتداً بأخطبوطه في الدولة العراقية حيث احتل العراق صدارة الفساد الإداري بين دول العالم قاطبة لأنه وجد في العراق مناخاً جديداً ومغرياً قد تشكل في العراق وخاصة بعد التغيير عام/ 2003 وذلك لعدة أسباب منها شكل النظام السياسي السائد في البلاد الذي كونته الأحزاب والكتل السياسية القائم على المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية بالإضافة إلى تدفق مالي غير مسبوق ناشئ عن ارتفاع أسعار النفط والتعامل مع الشركات الأجنبية بشكل مباشر وتعدد مصادر الصلاحيات الاقتصادية بإعادة الإعمار وضعف استقلالية القضاء الذي أصبحت تشوبه بعض مظاهر الفساد مما سبب في سرقة المال العام وهدره .. ولمعالجة هذه الكارثة يتعين قبل البدء بالإصلاح والبناء والإعمار اتخاذ إجراءات استباقية واصلاحات جذرية ابتداءً من استعمال الحزم والصرامة والإرادة والتصميم في تصفية الفساد الإداري والقضاء عليه وإصلاحات سياسية جذرية ابتداءً من النظام السياسي للأحزاب والكتل السياسية الذي بدل اسمه وأصبح يطلق عليه (ائتلاف إدارة الدولة) وتفعيل الأجهزة الرقابية بما فيها الرقابة الشعبية وخاصة مراقبة العقود الحكومية التي تعتبر إحدى أفضل أدوات سرفة المال العام، ويعتبر مفهوم التنمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين حيث أطلق على عملية تأسيس نظم اقتصادية وسياسية متماسكة فيما يسمى بـ (عملية التنمية) وتبرز أهمية مفهوم التنمية في تعدد أبعاده ومستوياته وتشابكه مع العديد من المفاهيم الأخرى مثل الإحصاء والتخطيط الاقتصادي والإنتاج والتقدم ... وقد برز مفهوم التنمية بصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية لأنه لم يستخدم هذا المفهوم منذ ظهوره في عصر أب الاقتصاد الرأسمالي (آدم سمث) في الربع الأخير من القرن الثامن عشر وحتى الحرب العالمية الثانية / 1939 – 1945 حيث برز مفهوم التنمية بداية في علم الاقتصاد حيث استخدم للدلالة على عملية إحداث مجموعة من المتغيرات الجذرية في مجتمع معين يهدف إلى إكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل أفراده الذي يعني زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الأساسية والضرورية المتزايدة لأعضائه بالطريقة والصورة التي تكفل زيادة درجات إشباع وتوفير تلك الحاجات عن طريق الترشيد المستمر لاستثمار الموارد الاقتصادية المتاحة وتحسين التوزيع لعائدات ذلك الاستثمار ثم انتقل مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ ستينات القرن الماضي حيث ظهر كحقل منفرد يهتم بتطوير البلدان المتخلفة في الديمقراطية وتعرف التنمية السياسية بأنها عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب وغايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية المتقدمة ويقصد بها إيجاد نظم على شاكلة النظم الأوربية في تحقيق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية وترسيخ مفاهيم الوطنية والديمقراطية والسيادة والولاء واحترام هيبة الدولة ... ثم تطور مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية فأصبح هناك التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وترقية الإنسان وكذلك التنمية الاجتماعية التي تهدف إلى تطوير التفاعلات المجتمعية بين أطراف المجتمع بين الفرد والمجتمع والمؤسسات الاجتماعية المختلفة والمنظمات الأهلية بالإضافة لذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع
أما في العراق المستباح وشعبه المذبوح فإن التنمية الاقتصادية تنطلق من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادي الجذري من خلال الواقع والمقومات والخصائص الأساسية للاقتصاد العراقي ومن تطلعات المجتمع إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية معتمداً على ما هو قائم وتحديثه وأن يكون الإصلاح الاقتصادي إصلاحاً شاملاً وينطلق من فكر اقتصادي جديد ورؤيا واضحة للمستقبل تأخذ بعين الاعتبار إمكانيات العراق الطبيعية والبشرية وأن العراق يمتلك جميع مقومات النهوض بالتنمية فإن ذلك يقتضي تفعيل هذه المقومات والارتقاء بها لتحقيق النجاح السريع لعملية الإصلاح الشاملة التي يستلزمها الواقع الاقتصادي والاجتماعي في العراق على أن يسبق ذلك التصفية الكاملة والقضاء النهائي على الفساد الإداري المتفشي والمنتشر بشكل كبير في جميع مرافق الدولة العراقية وتنظيف العراق منه لأن عدم تطبيق ذلك وتنظيف الدولة العراقية من الفساد الإداري يعني السماح والتشجيع لحيتان الفساد الإداري بسرقة ونهب جميع الأموال المخصصة لتطوير الصناعة والزراعة في العراق وبقاء العراق جاثماً على صدور شعبه كابوس الفقر والجوع والبطالة والفساد الإداري وتفشي المخدرات وانفلات السلاح والعنف الأسري واقتصاد ريعي غير إنتاجي والشعب مستهلك وكذلك استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذلك لا يتم وينجز إلا من خلال حكومة وطنية تحمل راية الإصلاح والتغيير من أصحاب المقدرة والكفاءة والأيدي البيضاء المؤمنة والمخلصة للعراق وطن وشعب والمتفانية من أجله .. والمجرب لا يجرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا