الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاهي ملجأ لكل عاطل عن العمل

مروان صباح

2022 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


/ يعود السؤال العتيق مجدداً إلى الأضواء💡، ليس لأنه فقط واحد من الأسئلة الخالدة في مسيرة العربي ، بل لأن النظريات التى تقترحها الأنظمة لم تكن على دراية كافية بواقعها الاقتصادي والاجتماعي أو حتى السياسي ، بل ولأن هذه المرة كان بالفعل 🙄 العربي قد أستطاع إختراق المألوف المتعفن أو ما كان مسكوت عنه كما يتوجب القول ، تحرك على نحو مفاجئ صاعق ، لقد ألتهم قلوب ♥ البشرية بارتكابه انتفاضته الأولى ، كانت تحركاته توثق بشكل مهني ، إذنً ، هل نقول أن كل تلك الدماء🩸التى زهقت في الانتفاضات العربية ذهبت أدراج الرياح ( هباءً منثوراً ) مع من ذهبوا من قبل ، أو حتى كل الليالي التى أمضوا فيها المتظاهرين أيضاً لم تأتي بثمارها ، ولكي نكون منصفين حقاً 😟 ، لا شيء ذهب هباءً ، لكن في نفس الوقت ، لم يتغير وضع النظام العربي كما الناس كانت تطمح له ، أي أن التداول على السلطة أمر لم ينجز ، بالطبع ، ليس من أجل 🙌 التداول كما هو في تونس 🇹🇳 ، بل كان العربي يرغب وفي مقدمتهم مشعل نار 🔥 الانتفاضات ، الراحل التونسي محمد البوعزيزي والذي كما هو معروف حتى التخليد ، لقد أضرم النار في نفسه فأشعل ثورات الربيع العربي ، لكن لم تكن الانتفاضة التونسية والتى أطاحت بنظام بن علي الاستبدادي الفاسد تتطلع لهذا الوضع الذي وصل له التونسيون طبعاً ، بل كانوا الناس يعتقدون بأن الحكومات البرلمانية ستذهب إلى إعادة هيكلة النظام على ركائز اقتصادية جديدة ، تعتمد على الإنتاج المنافس وكذلك تطوير البنية التحتية والتى تلائم النموذج العالمي ، بل في المقابل ، وهو جوهري ، كان التساؤل قد طُرح منذ عقود على طاولات المقاهي الشعبية ، وهي في واقع أمرها ، تُعتبر الملجأ أو الهروب لكل عاطل عن العمل ، بالفعل 😧 ، كان السؤال الذي أنبثق من رحم المظالم ، يقول التالي ، ما هي علاقة التعليم العالي بمقاهي الأرصفة ، وهل الأنظمة تقصدت رفع مستوى تعليم الفرد لكي ينتهي به الأمر على الرصيف ، وفي جانب آخر ، يتساءل المراقب ايضاً ، هل أعتقد 🤔 العربي بأن التغير سيؤمن له عيشاً سهلاً ، أو أن المسألة أكبر من هذا وذاك ، لأن ببساطة ، على سبيل المثال ، المهاجرون من المغرب العربي في أوروبا 🇪🇺 ، أعتادوا على الكدح لساعات طويلة ، بالطبع لمعرفتهم المسبقة بأن هناك مقابل مالي جيد 😌 واستقرارً أجتماعياً حتى لو كان لا يتوافق معهم ثقافياً .

اللافت أكثر ، وفي السنة التالية ، كشفت التقارير الدولية عن وقائع كارثية وأخرى مازالت في الطريق ، قد تكون بعضها هجومية / شرسة ، تشرع مقادير من المنهجية السابقة غير علمية أو تفتقد لقراءة الواقع المتضخم ذاتياً اولاً ، وهو ما افتضحته الانتفاضات العربية ، لقد أظهرت الوقائع ما بعد الاحتجاجات عن أرقام تشير ☝ بأن شباب الدول العربية لا يرغبون العمل في الأسواق الناشئة أو بالمهن المختلفة ، كأن هناك عقلية اقتصادية من نوع أخر ، تقول بأن الشاب العربي ( المحتج في الشارع ) ، يحلم 😴 بحياة كما يشاهدها بالمسلسلات دون أن يقدم الجهد المطلوب ، وهذه التقارير دفعت الكثير لطرح تساؤلات حول ما يفكر 🤔 به الشاب العربي من خلال الوقائع على الأرض 🌍 ، وإذا كانت البطالة على سبيل المثال في أوروبا 🇪🇺 أو الولايات المتحدة 🇺🇸 أو في عموم الغرب ، لا ينظر 👀 لها من عين 👁 كامل السكان الذين موجدون في البيوت 🏠 بقدر أن الحسبة تكون فقط لمن قدم طلب للشغل ، على الرغم من أن اليوم عالم الإنترنت بات البوابة لهذا الفضاء ، فجميع الشركات والمؤسسات والمصانع وغيرهم ، يستقبلون طلبات الراغبون بالعمل من خلاله ، في ظل قطاع حكومي متضخم يواجه صعوبات في داخله وأيضاً يترقبه 👀 مِّن الخارج أمواج طويلة من الشباب الذين يسعون إلى الانخراط في قطاعات هي بالأصل ضعيفة ولا تنمو إدارياً ولا حتى إنتاجياً ، ولأن القطاع الخاص مازال مشوه حتى الآن ، لهذا لا نشاهد عمليات من الشد والجذب كما هي في الدول التى تمتلك اقتصاداً جاذباً ، فهناك 👈 ما يؤكد على الاستقطاب بين الأعمال الجيدة والأخرى السيئة ، وقد تكون المرحلة البعثية والتى انقسمت بين أفكار مثل الاشتراكية الناصرية أو البعثية في كل من سوريا والعراق 🇮🇶 مهدت لهذا الكسل الذهني ، عندما تبنت مفهوم القوى العاملة في النظام على حساب القطاعات الخاصة ، من هنا 👈 كما يبدو 🙄 بدأ التشوه الاقتصادي دون أن يتم مراجعة ذلك على مرّ العقود الماضية ، وهذا على سبيل المثال ظاهر بين الدول التى تبنت هذه النظريات الاقتصادية والاجتماعية وبين دول مثل الخليج العربي التى واكبت تطورات الأسواق الاقتصادية والاجتماعية العالمية ، فهذه الدول نسبة الانخراط الشعبي في الأسواق العمل أكثر من الدول الغربية ، ومؤخراً باتت تتوجه نحو الإنتاج الغير نفطي .

ولأسباب متعددة متعارضة مع بعضها البعض ، لكنها أيضاً تتقاطع عند قاسم مشترك واحد☝، هو نقد السياسات السابقة والحالية ، ولا جديد هنا 👈 ، فهذه أبواب متعاقبة في سيرة قديمة لا تتوقف عن الإعادة لإعادة إنتاج ذات الفروع ، وما لا يعيه الحاكم ، أن شخص مثل بوعزيزي ( 26 ) عاماً ، كان قد ألتحق في التعليم ومن ثم رفض 🙅 رفضاً قاطع الالتحاق في مؤسسة المقاهي الشعبية ، لكن للأسف بسطة الرصيف لم تجلب له الكهرباء لبيته وقد عاش بلا أمل في بلد وقع تحت حكم ديكتاتور ظالم ، والذي جعله كل ذلك يومياً يجرّ عربته مسافة طويلة لكي يعود لأهله ببعض النقود ، بالطبع ، إذا تمكن من الفرار من أعوان الشرطة 👮‍♂👮 ، وهذا الجرّ اليومي راكم الإحباط حتى جاء اليوم والذي أنفجر بوجه ظالمه ، لم يكن الانفجار 💥 على مستوى شخص فحسب ، بل كان الإحباط كامن بين الشباب والشابات في مقاهي الرصيف والجامعات والمعاهد ، الجميع كانوا يتربصون تلك اللحظة ، فالراحل لم ينفجر بسبب بضاعته بقدر أنه بكى على نفسه من الخجل عندما صفعته ممثلة الديكتاتور في الشارع ، لقد خجل من نفسه لدرجة أنه حرقها 🔥، بالفعل 😳 ، لقد كسر الحاجز الأهم أمام العربي وتجاوزت الناس تلك الحافة بين الخوف 😨 والحرية ، والذي أطاح العبور بطواغيت حكام العرب في كل من مصر 🇪🇬 وليبيا 🇱🇾 وتونس 🇹🇳 واليمن 🇾🇪 والسودان 🇸🇩 والجزائر 🇩🇿 وانتقلت سوريا بفضل تشابك نظام الاسد الغير وطني إلى أرض مفتوحة بعد استباحتها مِّن قبل الميليشيات الطائفية ، وبالتالي ، عندما ينظر المرء لشخص مثّلّ بوعزيزي ، سيكتشف أن كل ما كان يمتلكه من إحباط ، لأنه لم يحظى منذ ولادته بكهرباء داخل بيته 🏠 أو بعض المال من أجل 🙌 امتهان مهنة شريفة ، رغم الساعات الطويلة التى يقضيها في السوق ، في المقابل أيضاً ، وبين شخص أخر في قارة آخرى ، فكل همه هو أن تقر حكومته الزواج المثلي 🏳‍🌈 لكي يستطيعون المثليين 🏳‍🌈 ممارسة العناق والقبلات والحياة الاجتماعية العادية .

وما إلى هذا وسواه من أصعدة تستهل الصداع الأعلى بين البشرية ، وكما يتوجب لها أن تقدم الخلاصات الدولية حول التشابه أو نقل العدوى ، ومع ذلك فأننا لا نتردد في قول الحقيقة ، ولعل في طليعة الدول التى تأثرت بالربيع العربى ، هي الولايات المتحدة 🇺🇸 ، على الفور الناس هناك👆 انتفضوا وكتبوا شعارهم الرئسي ( حياة السود مهمة ) ، كان هذا الشعار ولاحقاً شعار ( أوسكار شديد البياض ) هما التحول والتلاقي الفريد بين الشرق والغرب ، كأنهما كانا يرقصان رقصة 💃 زوربا معاً ، ثم جاء شعار مكمل للشعارين السابقين ( أنا☝أيضاً ) ، فعلاً 😟 لقد تحولت حياة البشرية في تلك المرحلة إلى سياسة بإمتياز ، كل جانب من جوانب الحياة العامة أصبحت سياسية ، وهذا طرح سؤال ⁉ مركزياً ، ليس محض سؤال نظري بقدر أنه مركب / تركيبي ، لماذا تتقدم دولٌ وتتخلف أخرى ، هل لأن هناك 👈 جغرافيات تدخر موارد طبيعية وآخر تفتقد لها ، أو أن الرأسمالية ( الامبريالية ) التقليدية لها دور في التقدم الاقتصادي والذي عكس ذلك على الحياة الاجتماعية بمناحيها المتعددة ، وهنا 👈 الكثير من الباحثين ، كما أيضاً الكثير من الناس العاديين يتساءلون جميعاً عن إخفاق الدول التى نجح فيها الربيع العربي ، على سبيل المثال ، دولة مثل تونس 🇹🇳 مرت بين ثلاثة مراحل ، مرحلة الديكتاتورية الأمنية وأيضاً مرحلة الحكومات البرلمانية وأخيراً مرحلة التفرد بالحكم ، جميع المراحل الثلاثة عجزت الوصول إلى التنمية والتقدم ، وهذا يعود بالطبع إلى عدم الدراية الكافية منذ إنشاء الدول الوطنية للخصائص المختلفة عن الدول المتقدمة تحت النظريات الثلاثة ، نظرية المنظر الاقتصادي الكلاسيكي ( البريطاني 🇬🇧 ) ديفيد ريكارد والفيلسوف الأخلاقي الإيرلندي 🇮🇪 ادم اسميث والفيلسوف الالماني والناقد كارل ماركس ، جميعها نُقلة للدول النامية لكن الناقلون لم يكونوا على معرفة بأحوال البلدان المتأخرة ، تحديداً بكفاءة مؤسسات القطاع العام والخاص والتى عجزتا تاريخياً على مراكمة رأس المال بسبب الفساد ، فكيف يمكن 🤔 لهذه الدول التطور اقتصادياً طالما خزينة الدولة على الدوام مسروقة وأيضاً مديونة للخارج ، بل على الأغلب أتبعت هذه الدول بقصد أو عن جهل سياسات اقتصادية واجتماعية ( حمائية ) ، أخرجت اقتصادها من الأسواق العالمية كالدولة السورية وكوريا الشمالية وكثير من الدول .

منافع هذه التقارير الدولية ، أنها لا تتكتم عن مسائل جوهرية باتت شاهدة في التكوين السياسي ، دائماً كان من ينتجها يتمتع بأخلاقيات عالية / عالمية ، حتى لو كانت مواردها سياسية بامتياز ، لكنها على الدوام أفلحت في التفريق بين الضحية والجلاد ، وعلى سبيل المثال ، كان مجيء الرئيس قيس سعيد 🙃 إلى سدة الحكم ، قد أعاد النظرة القديمة في إدارة شؤون البلاد ، ولأن الرجل أستفاد من أصوات 🗳 الأحزاب السياسية في تونس 🇹🇳 والتى أظهرت فيما بعد أنه لا يمتلك قواعد شعبية ، أضطر الرجل ولكي يستمر في الحكم اللجوء إلى القطاع العام ( المتضخم والفاسد ) ، وهذا القطاع لديه طبقة وسطى ، صحيح أنها متعاونة لكنها في ذات الوقت فاسدة وتختبئ خلف القطاع الأمني وطبقة الرجال الأعمال الفاسدين سواء بسواء ، فهذا التحالف بين السلطة الأمنية والرأسمالية المتصدعة ، لا يوجد بينها أقتصاد صناعي حقيقي ، بل هو اقتصاد احتكاري ، تماماً كالذين يحتكرون اللحوم المستوردة أو أيضاً الحبوب أو مشتقات النفط ، لهذا تجد فيها بطالة عالية وسجون ممتدة بطول وعرض البلاد ، وأيضاً ، مهاجرون يملؤون البحار والحدود البرية والمطارات ، كل ذلك أستحدث نظاماً إضافياً لهذه الدول ، هو نظام التحويلات العمالة في الخارج ، إذنً ، في المحصلة النهائية ، لم تستطيع المرحلة الأخيرة إيجاد واقعاً اجتماعياً جديداً ، وبالتالي مازال العربي يغرق في الماضي الكئيب ، لأن الجوهر في المسألة ، مازال القطاع الخاص مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعقلية المنظومة العتيقة ، وهذا القطاع لم يكن يوماً ما يمتلك ثقافة مشجعة 📣 على الإنتاج الحقيقي ، لهذا أغلب المتعلمون يصابون باليأس أو بالأحرى يتعلمون من المقاهي أكثر مما تعلموه داخل جدران المدراس والكليات والجامعات ، وهذا اليأس 😩 بدوره وعلى طول الخط يستولد ثقافة العزوف عن البحث عن العمل ، لمعرفتهم المسبقة بالهياكل الموجودة في الأسواق ، كما هو حاصل على سبيل المثال في تونس 🇹🇳. والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال