الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آفاق احتمال التقارب التركي - السوري

محمود جديد

2022 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


آفاق التقارب التركي - السوري

وصلت سخونة الانتخابات التركية في حزيران المقبل إلى دول الجوار ، وخاصّة سورية،فأردوغان ومعارضيه يطلبون ودّ بشار الأسد بوضوح وجلاء، لأنّ ملفّ اللاجئين السوريين في تركيا ارتفعت أسهمه في بورصة الانتخابات التركية ، فبعد أن استفاد حزب العدالة والتنمية الحاكم من المصانع والأموال المصطحبة معهم، أو المسروقة والمغتصبة ، ومن خبرة الكوادر السورية المؤهّلة ،والذين تمّ تجنيسهم، وجذبهم لحزب العدالة، فإنّ الأزمة الاقتصادية التركية الخانقة دفعت الشارع التركي للنظر إلى وجودهم نظرة غير ودّية، وقد حاولت المعارضة التركية استغلال هذه الأجواء، وتوظيفها في الانتخابات القادمة، والتي تعتبر عودتهم إلى سورية هو الحلّ ، وهذا يحتاج إلى مصالحة مع النظام السوري ..
أمّا أردوغان فلديه خلطة من الديماغوجية والبرغماتية تجعله قادراً على اعتبار الأسود أبيض ، وبالعكس بين عشيّة وضحاها ، إذا كان ذلك يخدم أهدافه ومصالحه، وخاصة في ظلّ الانتخابات المصيرية بالنسبة إلى مستقبله السياسي ، فخسارته كارثة لشخصه، لأنّ ملفّات كثيرة من الفساد ستُفتح له ولأسرته ، وقد توصله إلى السجن، وما محاكمة رئيس بلدية اسطنبول لاستبعاده عن منافسته إلّا إحدى صورها وتجليّاتها، فهو يحلّل الحرام ، ويتحايل على القوانين وحقوق الإنسان ، ويوظّف القضاء لمصلحته مهما تعرّض لانتقادات محلية ودولية ..
استناداً إلى هذا الاستعراض الموجز قد يتعذّر على النظام السوري الاختيار ، فسوابق أردوغان المريرة معه من احتلال للأرض السورية ، ودعم معارضيه، وتصريحاته العدائية ، وعدم الثقة بأقواله ووعوده ، ومطالبته بمنطقة ( آمنة ) بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية، كلّ هذا قد يجعل التريّث والصمت اختياره المفضّل ، على الرغم من خيوط الودّ مع المعارضة التركية التي تواصلت في الماضي .. وفي الوقت نفسه ، فموقف حلفاء النظام السوري يزيد صعوبة اتخاذ القرار، لأنّ روسيا وإيران ترغبان ببقاء أردوغان في الحكم، بسبب تقاطع مصالحهما مع مصالحه ، على الرغم من التناقضات أحياناً، كما أنّهما يعتبرانه أقلّ تمسّكاً بقيود "الناتو "، بينما البديل المعارض سيكون أكثر ولاء وطاعة لأمريكا ، وللناتو حسب تقديرهما ..
وعلى كلّ حال، فإنّ آفاق التقارب التركي - السوري لا تزال ضعيفة الاحتمال ، فمصداقية أردوغان ووعوده ضئيلة في البورصة السياسية الإقليمية، والدولية، لأنّه ماهر في القفز من مكان إلى آخر بخفّة البهلوان، ويستغلّ الموقع الجيوسياسي لتركيّا بذكاء لاقتناص الفرص والظروف إلى أبعد حدّ، وتسخيرها له.. كما أنّ معاهدة لوزان ستنتهي العام القادم ، وعندئذ قد تُخلَقً ظروفٌ جديدة عقب ذلك ليست في الحسبان لجيران تركيا، وقد تنجم عنها أزمات إضافية في المنطقة .
في : 22 / 12 / 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24