الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة في اليمن.. مجال للموت وعودة لزمن الصوت الواحد

محمد عبدالمغني
صحفي وباحث سياسي

(Mohammed Abdulmoghni)

2022 / 12 / 23
الصحافة والاعلام


حال الصحفيين في اليمن كحال بلادهم المنهكة بفعل القتال المستمر منذ العام 2014 ,حيث يدفعون ثمناً غاليا من اروحهم وحرياتهم ، وهي كلفة باهظة جاءت على حساب عملهم الصحفي اذ غادر معظم الصحفيون اليمن بعد ان اصبحوا عرضة للملاحقة من جميع الأطراف حيث لا يريد أحد صوتا غير صوته.
في العاصمة اليمنية صنعاء اغلقت جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من دولة ايران بعد سيطرتها على صنعاء جميع الصحف المعارضة لها واعتقلت العديد من الصحفيين والعالمين في هذا المجال.
ولا يختلف الوضع في عدن ومحافظات جنوب اليمن التي تخضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من دول التحالف العربي بقيادة السعودية كثيرا عن الوضع في صنعاء فهناك ترهيب ضد الصحفيين واحراق للمنابر الإعلامية وكذا إيقاف واعتقال للصحفيين من قبل الفصائل المسلحة المختلفة.


• جميع الاطراف المتصارعة اتفقت فقط على معاقبة الصحفيين :

نقابة الصحفيين اليمنيين في تقريرها الخاص بالحريات الصحافية في اليمن خلال النصف الأول من العام 2022م، وثقت 50 حالة انتهاك ضد الحريات الإعلامية والصحفية خلال النصف الأول من العام 2022 ارتكبتها مختلف أطراف الصراع باليمن.
وقالت النقابة في تقريرها إنها رصدت 50 حالة انتهاك طالت الحريات الإعلامية ابتداء من 1 يناير إلى 30 يونيو 2022م، منها 11 اعتداء على الصحفيين ووسائل إعلام بنسبة 22% من إجمالي الإنتهاكات، و9 حالات حجز حرية بنسبة 18%، 7 حالات تهديد وتحريض على صحفيين بنسبة 14%، 6 حالات محاكمات واستدعاءات بنسبة 12%، 6 حالات إيقاف لإذاعات مجتمعية بنسبة 12%، و 5 حالات تعذيب بنسبة 10%، وحالتي قتل بنسبة 4%، وحالتي مصادرة لمقتنيات صحفيين بنسبة 4%، وحالتي قطع رواتب عاملين في وسائل إعلام بنسبة أربعة بالمئة .(1)
وأكدت أن الحكومة اليمنية الشرعية بكافة التشكيلات التابعة لها ارتكبت 23 حالة انتهاك من إجمالي الإنتهاكات بنسبة 46%، تليها جماعة الحوثي بـ 16 حالة بنسبة 32% رغم توقف النشاط الصحافي المعارض والمستقل في مناطق سيطرتها بفعل القيود والقمع.(2)


• انتهاكات متعددة ترتكبها في المقام الاول جماعة الحوثي المسلحة :

وثقت منظمة سام للحقوق والحريات في بيانها الصادر في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني نحو 1400 انتهاك ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ بداية الصراع في اليمن ، حيث تنوعت بين حوادث اختطاف وإصابة واعتداء وتهديد واستهداف مؤسسات إعلامية، وإغلاق مكاتب وحجب مواقع.(3)
واكدت سام أن اطراف الصراع المختلفة في اليمن ارتكبت انتهاكات عديدة توزعت على مناطق يمنية عدة وفي مقدمتها: صنعاء، تعز، مأرب، عدن، حضرموت، شبوة، إب، لحج، الحديدة , وأبرزت المنظمة في بيانها ان هذه الاطراف تسببت في تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين اليمنيين، وفي مقدمتها جماعة الحوثي التي تسببت -وحدها- في مقتل 40 صحفي ومصور وحرمان الآلاف من عملهم بين عام 2015 وحتى يونيو 2021". إلى جانب حجب جماعة الحوثي لأكثر من 300 موقع أخباري، ووضع عدد كبير من الصحفيين بصنعاء تحت الإقامة الجبرية بسبب تغطيتهم لانتهاكات الجماعة في المناطق التي تسيطر عليها. (4)

• ان تكون صحفيا في اليمن يعني ان يتم اعدامك :

من جانبها قالت منظمة هيومن رايتس وواتش ان سلطات الحوثيين احتجزت اربعة صحفيين عملوا في وسائل إعلام محلية مختلفة بشكل تعسفي منذ 2015، على ما يبدو بسبب تقاريرهم عن الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون لدى سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومعظم غرب اليمن في سبتمبر/أيلول 2014. حيث كان الحوثيون حينها يشنون حملة شعواء لإسكات الصحفيين. في 2016، عبر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بوضوح عن عدائه لوسائل الإعلام المستقلة، حيث صرّح في خطاب متلفز أن "المرتزقة والعملاء من فئة الإعلاميين أكثر خطرا على هذا البلد من الخونة والمرتزقة الأميين المقاتلين.(5)
في أبريل/نيسان 2020، حكمت "المحكمة الجزائية المتخصصة" في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، على الصحفيين الأربعة بالإعدام بعد محاكمة جائرة بتهمتي الخيانة والتجسس لصالح دول أجنبية، وهي تهم سياسية تستند إلى عملهم الإعلامي فقط. لم تحدد المحكمة موعدا لتنفيذ الحكم بعد.(6)
فضلا عن خطر تنفيذ حكم الإعدام بحق الصحفيين الأربعة، هناك مخاوف حقيقية بشأن الظروف التي يحتجزون فيها. فقد قال ثلاثة محتجزين آخرين أُفرج عنهم في عملية تبادل الأسرى لـ "هيومن رايتس ووتش" إنهم احتُجزوا مع عدة رجال آخرين في زنزانة قذرة شديدة البرودة وبلا نوافذ، لا تتعدى مساحتها ستة أمتار مربعة.(7)

• التعذيب الدائم قبل الاعدام :

تعرض ثلاثة من الصحفيين الأربعة الذين حكم عليهم الحوثيون بالإعدام عام 2020 للتعذيب داخل السجن لمدة 45 يوماً على الأقل بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، حيث تقوم إدارة السجن منذ أغسطس/آب بإخراج أحدهم، وهو توفيق المنصوري، من الزنزانة المشتركة بانتظام لتعريضه للتعذيب والضرب المبرح، قبل حبسه في زنزانة انفرادية لفترات طويلة. وبحسب مختلف الشهادات التي استقتها مراسلون بلا حدود، أُصيب الصحفي بكسر في الجمجمة دون أن يتلقى العلاج اللازم. وتُضاف هذه الإصابة إلى المشاكل الصحية التي يعانيها، وعلى رأسها مرض السكري والروماتيزم وآلام القولون، علماً أن شقيقه عبد الله المنصوري أكد أن الصحفي أصيب بهذه الأمراض أثناء احتجازه، حيث يتعرض لسوء المعاملة داخل الحبس منذ عام 2015. وقد رفض الحوثيون أي زيارات طبية رغم الطلبات المتكررة من أفراد عائلته.(8)

وفي هذا الصدد، قال جوناثان داغر، مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود انه من خلال تعذيب هؤلاء الصحفيين، فإن الحوثيين ينفذون حكم الإعدام الصادر بحقهم على نار هادئة، ولذلك نحن ندعو المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السيد هانس غروندبرغ، إلى اتخاذ كل الخطوات اللازمة لضمان الإفراج الفوري عنهم، كما ندعو الحوثيين إلى الوفاء باقتراحهم المتمثل في السماح لممثلي الأمم المتحدة بزيارة الرهائن وتخصيص فريق طبي لتشخيص حالتهم.(9)

كما اكدت منظمة مراسلون بلا حدود احتُجز في الحبس الانفرادي الصحفيان الآخران المحكوم عليهما بالإعدام، عبد الخالق عمران وحارث حميد، وتعرضا للضرب لأسباب مجهولة، كما نُقلو إلى زنازين تحت الأرض في سجن صنعاء المركزي، حيث يتم احتجازهم منذ عام 2020. ذلك أن الزنازين الانفرادية صغيرة المساحة بلا نوافذ ولا مرافق صحية.(10)

في ذات السياق قالت لجنة حماية الصحفيين ايضا إنه يتوجب على أعضاء حركة أنصار الله اليمنية إطلاق سراح الصحفي توفيق المنصوري على الفور وضمان حصوله على العلاج الطبي المناسب.(11)
وقال جاستن شيلاد، وهو باحث متقدم في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة حماية الصحفيين، إن “معاملة الحوثيين للصحفيين اليمنيين ترقى تدريجياً إلى مستوى الاستعراض الوقح للقسوة الشديدة. يجب على الحوثيين إطلاق سراح توفيق المنصوري وباقي الصحفيين المعتقلين على الفور وعدم الحؤول دون حصولهم على العلاج الطبي.(12)


• مخاطر متعددة ومستقبل حريات مجهول :

بالنسبة للصحفيين الذين يواصلون عملهم في التغطية الميدانية فهم يعملون في بيئة عمل خطرة مما يضعهم أمام خيارات صعبة إما الهروب خارج البلاد وقرار العيش في المنفى او السجن أو تأييد الخط التحريري المفروض عليهم من قبل الأطراف المصادرة لحرية الصحافة في مناطق القتال او مصادرة حقوقهم من قبل مالكي الوسائل الاعلامية.
نقيب الصحفيين اليمنيين الاسبق عبدالباري طاهر قال أن الصحفيين اليمنيين يواجهون اليوم ما هو افظع من ذلك معتبرا ان الخوف في اليمن لا يقف عند قمع الحريات الصحفية وانما يطال الحياة نفسها، حيث يواجه الصحفي الحكم بالموت جوعا أو سجنا أو اخفاء قسري وفي الوقت وفي الوقت الذي يشيد فيه طاهر بدور نقابة الصحفيين اليمنيين في متابعة قضايا الصحفيين والكشف عن معاناتهم إلا أنه يرى ان الوضع في اليمن كارثي بكل المقاييس, حيث أن الاوضاع السياسية التي وصلت حد الحكم بالإعدام على الصحفيين ترشح البلد لتكون في المرتبة الاولى خطرا على الحياة والحريات في ظل فقدان الالاف لوظائفهم ليتحولوا إلى عاطلين عن العمل.(13)

_____________________

• هوامش :

(1) , (2)
https://2u.pw/a6Q2z0
_____________________
(3) , (4)
https://2u.pw/jl7gZI
_____________________
(5) , (6) , (7)
https://shortest.link/aIlx
_____________________
(8),(9),(10)
https://shortest.link/ado0
_____________________
(11),(12)
https://2u.pw/nu6Wvy
_____________________
(13)
https://mansa-ye.org/news-42.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو