الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في لقاء مع الكاتب فؤاد حجازي .. - المشاكس (70) - صفحات من أوراقي الصحفية

السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)

2022 / 12 / 23
الادب والفن


رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظ
- المشاكس- (70)

19/12/1982

في لقاء مع الكاتب فؤاد حجازي ..

يوسف إدريس أنتهى ككاتب صاحب قضية
الكاتب لابد و أن يكون له رؤية جادة ..
القاهرة مع السيد حافظ ..
احد الأسماء الأدبية الجادة .. الحادة . في الساحة الثقافية شارك في الساحة الأدبية ..
حمل المشاعل للأجيال القادمة بإصدار .. دار للطباعة والنشر فقيرة في شكلها ثرية في تقديمها المواهب الأدبية الجادة .
فؤاد حجازي
شهادة يعتز بها ..
20 كتابا بين الرواية والقصة والمسرح وثيقة جيل من الأجيال ..
وقد شارك بالمعارك في بورسعيد واليمن وضد إسرائيل في 1967..
واسر في داخل الأرض المحتلة لعدة اشهر ..
وخرج ليكون في الساحة ..
شكلا من اشكال الفن ..
أعود فأسأله :
فؤاد حجازي عاش تجربة بين القصة القصيرة والمسرح والرواية فأيهما الأسبق ولماذا التنقل بين أسبق .. وقد كان هذا طبيعيًا .. فلقد بدأت محاولاتي الأولى في عام 1956 والبلاد حبلى بالمعارك على المستوى الاقتصادي إرهاصات كثيرة بعد طرد الملك في عام 1952 ومحاولة اللحاق بالعصر – لم يقدر لها أن تتم – وعدوان إمبريالي إسرائيلي . ومطلوب من الإنسان المصري أن يواجه كل ذلك . و أنا موظف بسيط أحلم بغد مشرق . و أخطو بخطوات غضة على أعتاب الجامعة لم يقدر لي أن أستمر و أعيش في عائلة بسيطة واقرأ جوركي . ونجيب محفوظ و أحس برغبة في التعبير عن بيئتي القصيرة .. و أحس برغبة في التعبير عما يجيش في صدور البسطاء وكانت القصة القصيرة ونقلها لم يشتد عودها بعد .. واقرأ كتاب المطلع السوفييتي يرميلوث عن قصص وحدة قائمة بذاتها – تقول كل شئ – كأنها رواية كاملة – أي أنها عمل فني مستقل – تعطي بذاتها وليست شيئًا مسليًا أو شيئًا قصيرًا لتمضية أوقات الفراغ .
لعلك تعجب لو علمت أني كنت وقتها أحب قراءة الروايات الطويلة ولا أكتب القصة القصيرة ثم جاءت إحساسات وجدت أن الأصلح لها هو الرواية . أي أن الرواية فرضت نفسها عليَّ .
ووجدتني أخذ راحتي فالقصة التي تعني بالتكثيف أو بوهج الاكتشاف . لا تسمح لك أحيانًا بالتعبير عن قطاع كامل من الحياة . أما المسرح فقد كانت محاولتي فيه إبان الإزدهار في الستينات ولاقيت نجاحًا لا بأس به في قصور الثقافة في الريف ولك أن تتصور مسرحًا ينصب في جرن ويأتيه الفلاحون من كل صوب ويحددون هم موعد رفع الستار وعندما تعجبهم فقرة تمثيلية يطلبون إعادتها وكنا نستجيب لهم . ويمتد العرض حتى بعد منتصف الليل ..
جمهور غفير لا يحلم به أي مسرح في القاهرة وحماس حقيقي . وكلماتك تدخل قلوبهم وتظل معهم وقتًا طويلًا فلا يدري أحد و لا هم بالطبع متى سيرون المسرح مرة أخرى .
بماذا تعلل انتشار المجلات الفقيرة في الطباعة في أنحاء مصر ؟
لعلك تقصد المجلات او الكراسات المطبوعة بالأوفست بعد تصويرها .. في الحقيقة الديمقراطية تدين لتقدم التكنولوجيا في هذه الناحية .. كان التصوير من قبل يتم على ورق حساس .. وهو مكلف جدًا .. اما هذا الاختراع .. هذا المكن الرائع الذي يصور على ورق عادي .. و أحيانًا على ورق جرائد .. فقد ساهم في انتشار مطبوعات الفقراء .. وساهم في تخطي الرقابة .. كان أي كاتب لكي ينشر كتابه لابد أن يدفع به إلى الرقابة .. طبعًا محال أن يتقدم الأدب في وجود رقيب يقول هذا ممنوع وهذا محظور .. ولا يمكن أن تتقدم حرية التعبير .. ومعروف أن الرقيب محافظ بطبعه أو بالسلطة التي يمثلها .. فكيف يتقدم المجتمع و أنت تريد فضح سوءاته .. حتى يمكن تلافيها ..؟!
وكيف يمكن التعبير عما يختلج في نفس إنساننا العربي .. نحن نعرف أن كل ما يختلج في نفوسنا من المحظورات ..؟!
وكيف يمكن التعبير عن طموحاتنا نحن البسطاء .. وهي طموحات في رأي بعضهم جرائم على وشك أن ترتكب ؟!
أقول كانت المطبعة القديمة لا تساعد على سرعة الطباعة .. وكان من يتخطى الرقابة .. معرض لضبط مخطوطه في المطبعة .. التي تستغرق في طبع الكتاب عدة اشهر .. أما الاختراع المدهش .. فيمكنك من طبع كتابك في يوم واحد .. فأي رقيب يستطيع أن يلحق بك ..؟! و أي شرطي يتمكن من ملاحقتك ؟ّ او ملاحقة كتابك .. حتى يفعل ذلك .. يكون المطبوع بين أيدي القراء .. طبعًا لا تقل لي أن الرقابة ملغاة في مصر .. حقًا هي ملغاة رسميًا وعلى الورق .. ثم من الباب الخلفي يمر العسس على أصحاب المطابع ويمنعوهم من طبع أي ورقة إلا بعد أن تمر عليهم .. ولكن هذا الاختراع المدهش ساعد أيضًا أصحاب المطابع على التمرد على سلطة العسس .. فهو يطبع لك بسرعة . ويحملك المطبوع ويقول لك بسرعة ، ويحملك المطبوع ويقول لك : لا أعرفك ؟
بالطبع كان لهذا تأثيره في سرعة انتشار هذه المجلات والكراسات .. الأديب ينشد الحرية .. ها هو العلم يهديها له .. فاغتنمها .. من جهة أخرى .. الجهات الرسمية التي تسيطر على منافذ النشر في الصحف والمجلات ، وتخنق أي أمل أمام الشباب ، جعلهم يجدون ضالتهم في مثل هذه الكراسات .. ولقد بدأنا نحن هذه المسألة فأول مخطوط مطبوع بهذه الطريقة في مصر هو كتابي " سجناء لكل العصور " .. وقد دفعت الثمن السجن بضعة ايام والخروج بكفالة ولم يصدق الناس .. وبعدها التقط الأدباء انفاسهم وتوالت المطبوعات .. ومن الطريف أنك قد تقرأ لصاحب كراسة هنا أو هناك أنه أول من إبتكر هذه الطريقة في الطباعة .
جيل أخر الطموحات الأدبية صيحة يوسف ادريس .. ما تعليقك على هذا ..؟!
يوسف إدريس انتهى ككاتب صاحب قضية منذ زمن بعيد .. ولما كان لا يستطيع أن يعيش إلا كنجم ، فهو بين حين و آخر ، يفرقع قضية ما لجذب الانتباه ، ولكي يشعر بأنه مازال نجمًا يسطع في ساحة . و أخر هذه الصيحات هو أنه أخر الطموحات الأدبية ، كأن الدنيا أجدبت من بعده ، وسوف توجد طموحات من بعدنا نحن أيضًا .. فهذه سنة الحياة والتطور .. وبالتأكيد فقد حدث تجاوز ليوسف إدريس ككاتب .. ونظرة واحدة لعشرات الأعمال القصصية من الأجيال التالية تثبت ما أقول .. و إذا كان هو قد فاز بنقاد كبار تشيعوا له .. فالزمن لم ينته بعد .. وسوف يفرز نقادًا يتشيعون لمن تخطوه .. ولمن أضافوا ولمن سيضيفون لبنات من بعده .. إنها لعبة الزمن .. والزمن لا يرحم .. والزمن لا يغربل .. ومن أدراك أن مكانة يوسف إدريس ستظل كما هي بعد عشرين عامًا مثلًا ..؟
الجيد والآصيل والصادق والمعبر عن طموحات الناس سيبقى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود