الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى يوم عظيم

أحمد فاروق عباس

2022 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم الجمعة ٢٣ ديسمبر يكون قد مر ٦٦ عاما على خروج آخر جندى انجليزى من مصر ، فى مثل هذا اليوم من عام ١٩٥٦ ، بعد احتلال استمر ٧٠ عاما ، سبقه احتلال تركى استمر ٤٠٠ عاما !!
انحدرت مصر طوال هذه الاحقاب الطويلة لتصبح في ذيل الأمم علميا واقتصاديا وصناعيا وحتى خلقيا ؟!

ويأتى بعض الناس الآن وينسون ٧٠ سنة من وجود الإنجليز في مصر ، وينسون قبلهم ٤٠٠ سنة من وجود الأتراك فى مصر ، ولا يذكر أحد ما فعلوه بمصر ، ولا كيف تأخرت على أيديهم ، ويحاسبون حساب الملكين ال ٦٥ سنة التى امتلكت مصر - بعد عبودية القرون الطويلة - قرارها !!

١ - يحاسبونها الآن أنها لم تصبح دولة متقدمة صناعيا وعلميا !!
ولم يسأل أحد نفسه .. وهل كانت مصر متقدمة صناعيا أو اقتصاديا طوال ٤٠٠ سنة من وجود الأتراك فى مصر ؟!!
هل كانت متقدمة اقتصاديا وصناعيا طوال ٧٠ سنة من وجود الإنجليز هنا ؟!!!

٢ - يقولون ان مصر دولة غير ديموقراطية ، ولا يوجد فيها تداول السلطة ؟
ولم يسأل أحد نفسه .. وهل كان فى مصر ديموقراطية أو تداول للسلطة طوال ٤٠٠ سنة من وجود الأتراك فى مصر ؟!

هل كان هناك ديموقراطية وتداول للسلطة طوال ٧٠ سنة من وجود الإنجليز ؟!

- يقولون ان آل ٦٥ سنة الماضية التى رجعت فيها أمور مصر لأبناؤها تميزت أنها فترة " حكم العسكر " !

ولم يسأل أحد نفسه .. الم يحكم مصر طوال ٤٠٠ سنة من الاحتلال العثماني " العسكر " التركى من انكشارية الباب العالى ، الذين كان يبعثهم السلطان التركى إلى مصر ليحكموها ويذيقوا أهلها صنوف الهوان والذل ؟!!

وحتى عندما جاء " عسكرى " فرنسى هو نابليون بونابرت واحتل مصر بجنوده ، وعندما تعثرت خطاه في وادى النيل وذهب ، لم يجد الأتراك سوى " عسكرى " ألبانى من أصل تركى ليحكم مصر باسمهم هو وابناؤه لمدة ١٥٠ سنة قادمة !!

وطوال فترة حكم بريطانيا لمصر ألم يكن " العسكر " الإنجليز هم الحاكمون هنا ولهم الكلمة العليا فى شئون مصر ؟! وثكناتهم في قصر النيل وفى العباسية كانت المظهر الأهم للسلطة الانجليزية فى مصر ؟!

يسألون .. لماذا لم تصبح مصر مثل اليابان ؟
وينسون السؤال الأهم ..
وهل حكم الأتراك اليابان ٤٠٠ سنة تحت اسم الخلافة واخروها عن كل دول العالم حولها ؟!
هل حكم الإنجليز اليابان ٧٠ سنة استنزفوا فيها ثرواتها وآخروا شعبها في كل المجالات ؟!

إن مصر بعد ذهاب الجنود الأجانب من أرضها - سواء أتراك أو انجليز - منذ ٦٥ سنة وجدت أمامها تلالا من المشكلات من بينها :

أ - شعب شبه معدم ويحتاج ثروات بلا طائل لتنتشله من ثلاثية الفقر والجهل والمرض الشهيرة ، ولم يكن فى مصر وقتها شئ ، وقد استنزفها الأتراك العثمانيين ثم الإنجليز مئات السنين ، وعلى حد قول أحمد شوقى ..

واذا مصر شاةُ خير ٍلراعى السوء ِ.. تؤذى فى أهلها وتساءُ
قد أذل الرجالَ فهي عبيدٌ .. ونفوسَ الرجال فهي إماءُ
فإذا شاء فالرقاب فداه ... ويسيرٌ إذا أراد الدماءُ
ولقوم نواله ورضاه ... ولأقوامٍ القلى والجفاءُ
ففريقُ ممتعون بمصر ... وفريقٌ في أرضهم غرباء

ب - خلق إسرائيل لتكون شوكة دائمة في حلق مصر ، أجبرت مصر بعد استقلالها مباشرة على الدخول معها فى أربعة حروب لمدة ربع قرن ، وحتى عندما جاء السلام منعتها من توجيه كل مواردها لرفاهية شعبها ، وفرضت عليها الاستعداد الدائم لأى غدر ..

ج - لم يترك الغرب مصر فى حالها طوال هذه السنوات الخمس والستين ، فانهمرت مشاريعه وخططه تحاول احتواء مصر بدءا من حلف بغداد عام ١٩٥٥ حتى مشروع الشرق الأوسط الكبير عام ٢٠٠٤ !!

ومازال البعض للأسف يلتمس الأعذار للدنيا كلها ، للأتراك وللانجليز ، ويأتى عند بلده ويسلخها بألسنة حداد بلا رحمة وبلا فهم ؟!

هل هو الجهل ؟
هل هى الدعاية المضادة شديدة الإلحاح ؟
ربما ..

ولكن أليس من الأولى للمصريين ، وفى عصر يقال عنه أنه عصر العلم وثورة المعلومات ، أن يفهموا تاريخ بلدهم وبأنفسهم بدون وسطاء من خارج الحدود ، لهم أهدافهم ولهم مطالبهم ، وهى فى كل الأحوال أهداف ومطالب ليست بريئة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا