الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرد الايديولوجي (بين السياسي والديني )

كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي

(Kadhim Lafta Jabur)

2022 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الفرد هو نواة المجتمع وأساس تكوينه ، وما يحمله من أفكار وقناعات ومعتقدات سواء كانت ارضية أو سماوية ، هي ما تسمى بالإيديولوجيا ، وتتعدد أنساق الإيديولوجيا إلى دينية وثقافية واقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها ، فكل نسق يتعامل معهُ الفرد يحمل فكرة وصورة عنه في وعيه ، وهي تمثل توجهاته ، وبما إن الإيديولوجيا علم الأفكار ، فيمكن أن تعليّ شأن فكر وتدني فكر آخر، حسب الإيديولوجيا التي يعتنقها الفرد ومصلحته، فصاحب الفكر الديني يرى عقيدته هي الصادقة والأخرى باطلة ، أو في الاقتصاد يرى أن نظريته انفع للناس من النظريات الأخرى ، أو في السياسة يرى أن نظامه هو الأفضل لإدارة الحكم سواء كان ديمقراطيا أو ملكيا أو أرستقراطيا ، فتعدد اليديولوجيات يعد سببا في تحطيم الدول والمجتمعات ، كون أن مهمتها تزيف الواقع والعمل على تضليله وخلق الصراعات، فكل فكر جماعة يمثل ايديولوجية يحاولون تحقيقها على أرض الواقع ، فبعض الإيديولوجيات يوتوبيا تستخدم الفرد لصالح اهدافها دون جدوى لقطف ثمارها، وتنمو في الوسط السياسي و الديني ، محاوله إيجاد مشتركات بين المجتمعات الإنسانية لتحقيق مصالحها ، وهناك تياران أيديولوجيان تعتمد افكارهما على الشمولية والعمومية للتأثير على مستقبل الشعوب العالمية ، أحدهما فكرة الديمقراطية ، والأخرى فكرة الدولة الكونية ( المهدوية) ، فكلاهما يشغلان حيزا أساسيا للسياسات العالمية والصراع بينهما ،لتطبيق تلك الأفكار على أرض الواقع ، الإمبراطورية الأمريكية تسعى لفرض أيديولوجيتها على شعوب العالم من خلال نشر الديمقراطية ، التي فكرتها لا تشبه تطبيقها ،وخير دليل البلدان التي احتلتها أمريكا بوصفها محررة ومنها واقع النظام العراقي . وإيران التي تسعى لفرض أيديولوجيتها الدينية على شعوب المنطقة من خلال استغلال أفراد طائفة معينة ودعم طوائف أخرى لفرض إرادتها السياسية والاجتماعية ، كما ان الفرق بين الأمريكي والايراني هو فرق في الاستغلال ، الاول يستغل تكوين أنظمة الدول (الحكومات) ، والآخر يستغل نظام الأفراد ( الشعوب والسياسيين) ، الأيديولوجيات التي تركز عليها تلك الأنظمة تخضع لتأثير الوعي السياسي والآخر الشعائر الدينية ، وما هذا إلا تجسيد للصراع العالمي بين الديني والعلماني حول من يقود المستقبل ، لذلك نجد غياب المواطنة لدى الفرد العراقي نتيجة تقوقعه في احضان أحد الاتجاهات الأيديولوجية ، اما أن يكون صاحب وطنية دينية ، أو علمانية سياسية مع غياب ثقافته الحضارية ، ولنا في نظرة علي الوردي للشخصية العراقية مآب ، اذا تظهر المواطنة لدى الفرد العراقي في ازدواجية التعامل مع المواقف الوطنية ، مره بوصفه علمانيا ومره أخرى بوصفه دينيا ، ولسنا بصدد معرفة الحق من الباطل لتلك المفاهيم الشمولية، الا ان الإنساني قاصر عن تطبيق الإرادة الإلهية في الأرض ،لأن الإيديولوجيا فيها إيجابيات وعليها سلبيات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما