الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استمرار الحرب الروسية الاوكرانية .... ذر للرماد في العيون

خالد بطراوي

2022 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لا تحتاج روسيا الى أدلة وبراهين كي تثبت لذاتها أولا ولغيرها ثانيا أن أوكرانيا ما هي إلا "بوز مدفع" للمواجهة الساخنة مع أمريكا واوروبا ودوائر الامبريالية وأباطرة السلاح والأدوية والمخدرات.
ولا تحتاج روسيا أيضا لرصد هذا التصريح أو ذاك من قبل هذه الدول للتدليل على صحة ما تذهب إليه من إتهامات للغرب و/أو لاقناع شعوب العالم "بعدالة" مواجهتها مع الغرب على الأرض الآوكرانية.
روسيا لديها من المعلومات حول مساعي الغرب لفرض طوق أمني عليها ليس عشية بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا بل قبل ذلك بسنوات. لكن صمتها آنذاك ... فسّره الغرب على أنه قبول فالمثل الشعبي يقول " السكوت علامة الرضا"، وفي ذات الوقت جاء تأخرها في الرد ليس في صالحها إن كانت معنية فعليا بفرض حقائق عالمية تنهي نظام القطب الأحادي. لكن كل ما حصل في السابق، كان ثمرة تفاهمات أبرمتها روسيا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع الغرب لاقتسام مناطق نفوذ وتبادل مصالح ... ليس أكثر. فروسيا اليوم ليست الوريث الشرعي للاتحاد السوفياتي سابقا.
وكما هي العادة، في كل مكان وزمان، فإن اقتسام المصالح لا يدوم كثيرا في السياسة العالمية، وهو مرهون بمتغيرات عديدة وتوازنات قوى تختلف من حقبة الى حقبة، لذلك جاء العمل العسكري الروسي على الأرض الآوكرانية الذي يرتقي الى توصيف "إحتلال عسكري" ( Belligerent Occupation) بغية تحقيق معادلات جديدة.
ولو أرادت روسيا أن تحدث توازنات جديدة في العالم وتنهي فعلا الأحادية القطبية في النظام العالمي الجديد، لما صمتت على كل ما عصف بالبلدان العربية من صراعات داخلية نجمت عن أكذوبة " الربيع العربي"، ولما سمحت مبكرا لقوى الظلام أن تنتشر وتسود وتحكم في بعض البلدان العربية، ولما سمحت لأثيوبيا أن تنشىء سد النهضة الذي يمس بالأمن المائي وبالتالي الأمن القومي المصري والسوداني ولكانت قد أجرت إتفاقيات دولية بخصوص هذا السد، ولما سمحت وتسمح تقريبا يوميا للضربات الاسرائيلية في العمق السوري ومن فوق قاعدتها العسكرية في سوريا المعروفة باسم "حميم" ولما سمحت بمحاولات السيطرة الامبريالية على أمريكا اللاتينية أو الإفقار المدقع للقارة الافريقية، ولا للغطرسة الإسرائيلية في الدعم اللامحدود وفي الميدان للجيش الآوكراني أو للممارسات القمعية الإسرائيلية بحق شعوب الشرق الأوسط والشعب العربي الفلسطيني بشكل خاص.
ومن هنا تأتي تصريحات بعض الزعماء الروس غير مقنعة أو باهتة اللون كأن يقول السفير الروسي في فلسطين أن روسيا لا تستطيع الضغط على اسرائيل كونها لا تملك كما الولايات المتحدة الامريكة مصالح معها،
وكما تلاحظون أيها الأحبة فان تسليط الأضواء على الحرب الروسية الأوكرانية قد خفّ كثيرا ما يشير الى تراجع الاهتمام العالمي ( الرسمي والشعبي) بالحرب الدائرة، ويبدو أن كافة الاطراف تنشد ذلك، فالروس يكتفون بحجم الضربات في العمق الأوكراني، وأوكرانيا لا تملك القدرات للتصعيد، وأمريكا وأوروبا تكتفيان بهذا المستوى من المعركة ولا تريد مزيدا من التصعيد او الحسم وهي جاهزة على الدوام للتضحية حتى ولو بآخر مواطن أوكراني.
خلاصة القول، يبقى ذرا للرماد في العيون ما لم تتجذر المواقف الروسية نحو نصرة شعوب العالم وقضايا التحرر، وما لم ترد روسيا وبحزم على غطرسة الغرب والصهيونية وممارساتها في كافة أرجاء المعمورة، ما لم تعيد التوازنات السياسية العالمية، وإلا .... سوف تستمر حرب الاستنزاف الروسية الاوكرانية وتستمر في الحاق الضرر أولا بالشعب الآوكراني ومقدراته وثانيا بالشعب الروسي ومقدراته وثالثا بكل تواق لعدالة توزيع ثروات هذا الكون على سكان المعمورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لديكم البديل الاكثر جذرية من بوتين
د. لبيب سلطان ( 2022 / 12 / 24 - 13:53 )
سيدي الكاتب المحترم
من قراءة مقالكم اجد ان خير بديل لبوتين هم القاعدة وداعش واية الله وميليشياته و كيم جونغ
الحفيد والاخونجية واردوغان والحقيقة انهم مع بوتين في مسعاه ولكن الاخير مجرد يستحي من نصفهم الاول على الاقل، ان يقول حلفاءه في معركته ،فهو اذكى منهم ، وبدله يستخدمهم ليساوم ، مع اميركا قائدة الشر، ولكن الاخيرة ترى انه بمثل هذا الجوب لايستحقون، وهنا المشكلة، فقرر ان ،تكون اوكرانيا، البنت المتمردة ، ساحة لعضلاته ولكن الاسوء حدث، فعظلاته ظهرت فاشوشية، والبنت المتمردة، ظهرت لبؤة تدافع عن عرينها ، فما الحل ياسيدي ، افتي لنا رحمكم الله

اخر الافلام

.. ملتقى الباكالوريا- مراجعات في برنامج العربية: الحماسة- التوح


.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي




.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق


.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را




.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض