الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب فلسطينيا لمواجهة حكومة نتنياهو المتطرفة

محمد زهدي شاهين

2022 / 12 / 24
القضية الفلسطينية


لا بد لنا من الاعداد والاستعداد لنقطة اللا عودة بقدوم اليمين المتطرف بقيادة وزعامة نتنياهو الذي عاد ليتصدر المشهد في كيان الاحتلال الاسرائيلي من جديد.

بالتأكيد هي عودة غير محمودة كونها تحمل في طياتها خطراً يهدد المنطقة برمتها والذهاب بها نحو التصعيد والمجهول في ظل حكومته الأكثر تطرفاً من سابقاتها.
عودة لكرسي ولمنصب رئاسة الحكومة جعلت نتنياهو يضحي بكل شيء من خلال تنازلاته للأحزاب اليمينية المتطرفة في مقابل عودته لهذا الموقع ، ومن المتوقع في ظل هذه التنازلات بأن يظهر في المرحلة القادمة في كونه مجرد دمية في ايدي تلك الاحزاب المتطرفة التي تشكل منها الإتلاف الحالي ، إذ يصعب عليه كبح جماحهم ونزعتهم العدوانية اتجاه ابناء شعبنا الفلسطيني. لكنها وفي ذات السياق ومن باب أخر ستجعل الخيارات والمسار والسلوك السياسي الذي سينتهجه نتنياهو والحكومة الاسرائيلية الجديدة محصور بين مسارين أو خيارين لا ثالث لهما.
إذ سيجد نفسه مضطراً ومرغماً لسلوك احدى هذين المسارين:
المسار الأول وهو المرجح والمرشح حدوثه هو التساوق والانسجام التام بين مكونات الحكومة الاسرائيلية الجديدة كونها يمينية متطرفة ، وافراغ الازمة الداخلية الاسرائيلية والالقاء بها ومحاولة اجتيازها من خلال الهروب منها بالضغط على الجانب الفلسطيني كونه الطرف الاضعف وفقاً للرؤية الاسرائيلية، مما يعني تصعيد الانشطة العنصرية والمتطرفة وازدياد العنف وارتكاب المزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين، وجرهم الى مربع التصعيد لخلق وايجاد مبررات واهية لشرعنة تلك الاعتداءات.
هذا النهج التصعيدي سيخلق بالتأكيد ازمات كبيرة للاحتلال على المستوى الاقليمي وازمات محدودة على المستوى الدولي مرشحة للصعود.
على مستوى الاقليم ستجد المملكة الاردنية الهاشمية نفسها تقف امام اِقدامها على اتخاذها قرارات وخطوات مهمة جداً في ظل الاخطار التي تحدق بالمسجد الاقصى المبارك في ظل هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة التي تهدد بالمس بالمقدسات مما سيخلق حالة من التوتر الشديد بين المملكة وكيان الاحتلال. وفيما يتعلق بالشأن الإيراني فالأمور مرشحة للتصعيد.
أما على المستوى الدولي وعلى الرغم من احتمالية حدوث ازمات وبشكل خاص مع الادارة الامريكية نتيجة للسلوك السياسي المتوقع للحكومة الإسرائيلية المتطرفة إلا أنها ستبقى ازمات محدودة مرشحة للتصاعد ببطء شديد كالإدانات العلنية على الاغلب لانحياز الإدارات الامريكية المتلاحقة لكيان الاحتلال.
المسار الثاني احتمالية حدوثه صعبة وتكاد تكون مستحيلة لكنها احتمالية واردة جداً، وهي إما انهاء حياته السياسية من خلال تقديمه استقالته من رئاسة الحكومة الإسرائيلية أو من خلال انهيار الائتلاف الحاكم نتيجة لتتابع الاحداث وتتطوراتها
.


إن المطلوب فلسطينيا من اجل مواجهة هذه الحكومة المتطرفة هو الاندفاع اتجاه استخدام القوة الناعمة دونما تردد على كافة المستويات الخارجية والداخلية. الخارجية من خلال التوجه لمحكمة الجنايات الدولية بعد دراسة التبعات القانونية المترتبة على الجانب الفلسطيني للانضمام إليها.
وعلى المستوى الداخلي يجب تعزيز وتدعيم القوة الناعمة من خلال العمل على ثالوث القوة الفلسطينية البديهية وهي:

أولاً: تذليل كافة العقبات والمعوقات من اجل اتمام المصالحة الفلسطينية من قبل كافة الاطراف، فالتاريخ لن يرحم احد.

ثانياً: العمل على اصلاح النظام السياسي الفلسطيني بشكل عام وفي مقدمته محاربة الفساد، ولا بد بأن يكون هذا الأمر من ضمن الأولويات.
هنا لا بد لنا من التنويه ايضاً بأن اصلاح النظام السياسي الفلسطيني يتطلب اجراء انتخابات فلسطينية عامة، وفي ظل عدم السماح بإجرائها من قبل الجانب الاسرائيلي في مدينة القدس فلن يكون هناك انتخابات في الوقت الراهن لهذا لا بد من التوافق والاتفاق الفلسطيني وتجاوز هذا الأمر داخلياً فالمصلحة الوطنية تتطلب ذلك.

ثالثاً: ترتيب البيت الفتحاوي من خلال مصالحة فتحاوية شاملة وعقد المؤتمر العام الثامن على وجه السرعة، فوجود فتح قوية بحد ذاته يعتبر ضرورة وطنية ملحة.
إن معززات ومدعمات القوة الفلسطينية الناعمة تعتبر رافعة للحالة الفلسطينية إذ تمكننا وتهيئنا لاتخاذ اي خطوة نريد بكل اريحية تامة. في ذات السياق لا بد لنا من التنويه والتفرقة هنا بين التوجه والاندفاع نحو استخدام القوة الناعمة وتبنيها في كونها خياراً فلسطينياً مرحلياً أو في كونها حالة قد فرضة نفسها على الساحة الفلسطينية عنوة لأسباب معنوية على إثر انتفاضة الاقصى.
إن حالة القوة تكون ضد حالة الضعف والهوان، وهذا ما يجب أن تكون عليه الحالة الفلسطينية في تبنيها للقوة الناعمة في كونها خياراً فلسطينياً خالصاً لم ولن يهمل اسقاط استخدام القوة الصلبة. لكن في حال ظهر الأمر بأن التوجه لاستخدام القوة الناعمة هي حالة قسرية ارغمتنا الظروف على تبنيها فهذا يعد بمثابة انكساراً وتخاذلاً وهذا الأمر مستبعد كل البعد، لكن الاعلام الاسرائيلي يسعى جاهداً لترويج وتغذية هذه الصورة ويلعب على هذا الوتر الحساس من اجل افراغ الحالة النضالية الفلسطينية من محتواها النضالي وزرع بذور الهزيمة في الشخصية الفلسطينية، وهذا ما لن يكون ابداً....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة