الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقلاب الألماني

أحمد فاروق عباس

2022 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حملت الأنباء الآتية من ألمانيا نبأ محاولة انقلاب على الحكومة وعلى النظام الجمهورى ، وهى محاولة حاول القيام بها فى الأساس - كما جاء في الأخبار - مدنيين ، وبعض العسكريين السابقين ..

ويثير ذلك مجموعة من الملاحظات :
١ - أن هناك تململا كبيرا في ألمانيا وفى عموم أوربا من القبضة الأمريكية الحديدية على الشئون الألمانية ، فالحكومات فى وادي والشعوب في واد آخر ..

٢ - أن النظام السياسي الألماني وهو ديموقراطي - من المفروض - لم يستوعب أطياف هامة من الشعب الألماني ، لدرجة أن بعض من هذا الطيف الواسع لم يعد مقتنعا بالنظام السياسي كله ، وأصبح يعمل من خارجه ، وبالانقلاب عليه ..

وهو ما يثير تساؤلات مهمة عن طبيعة الديموقراطية فى الغرب ،التى تحرم اقساما كبيرة من الشعب لم تنادى بعنف أو تحمل سلاحا من التعبير عن رأيها ..

وعندنا يطالب الغرب بالتغاضى عمن مارس العنف كالإخوان ، أو حرض عليه مثل علاء عبد الفتاح !!

وهو ما يوضح الهزل في الأمر ، عندما تجعل الحكومة الألمانية من نفسها أحد آلهة الديموقراطية فى العصر الحديث ، وتعطى - ببجاحة - دروسا في الديموقراطية لبلدان العالم النامى ، وآخره ما صدر عن الخارجية الألمانية تعليقا على إلغاء شرطة الأخلاق فى إيران ، وكيف أن ذلك غير كاف من وجهة نظر آلهة الديموقراطية فى ألمانيا !!

٣ - هو أيضا رد عملى على فلاسفة كثيرون ظهروا في مصر مؤخرا ، ويدعون أن المصاعب الاقتصادية فى مصر قاصرة عليها وحدها ، وأن إعلام السيسي يضحك على الشعب بأن الأزمة عالمية ..

ها هى واحدة من القوى الكبرى اقتصاديا في العالم تعانى من مصاعب اقتصادية ومشاكل سياسية ، لدرجة محاولة القيام بانقلاب مدنى - عسكرى ، لأن السلطة القائمة لم تستطع مواجهة الأزمة !!

وأين يحدث ذلك .. يحدث في الاقتصاد الرابع على مستوى العالم كله ، وليس فى دولة من دول العالم النامى ..

العالم كله يموج بظروف مضطربة ، وبتيارات متباينة ، بعضها فى الفكر والآخر في الممارسة ، وبعضها مسالم - حتى الآن - وبعضها الآخر عنيف ..

والقوة الأمريكية وحدها هى ما تمنع فيضان التغيير في العالم كله ، وهو ما يستدعى السؤال :
إلى متى ؟!
إلى متى تستطيع العصا الأمريكية الغليظة منع حركة التغيير ، والى متى تستطيع الوقوف أمام حركة التاريخ ؟

للقوة العسكرية الأمريكية منطقها طبعا ، ومن الخطأ الاستهانة بها ، ونحن نرى أمام أعيننا كيف أنها تتحدى وتشاكس روسيا والصين معا وفى وقت واحد ، وتضع أوربا في قبضتها بدون محاولة للتنفس ..

ولكن ذلك لن يستمر إلى الأبد بطبيعة الأشياء ..
لكن متى ، وكيف .. هذا هو السؤال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط