الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط: مستقبل مظلم ومرعب!!

حاتم بن رجيبة

2022 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إثر انهيار الإمبراطورية العثمانية في القرن الثامن عشر دخل الشرق الأوسط و هنا أعني العالم الإسلامي من أفغانستان وإيران شرقا حتى دولة المغرب غربا في حالة انهيار شامل(كأمة تجمعها ثقافة و حضارة مشتركة). قمة الإنهيار كانت مع رضوخ كل تلك الدول إلى الاستعمار المباشر أو الغير مباشر. دولة واحدة فقط بقيت تحت الإستعمار وهي فلسطين بينما تحررت البقية.

انهيار الإمبراطورية العثمانية هو انهيار الشرق الأوسط والعالم الاسلامي انهيارا شاملا ومدمرا و الإنسحاب من الساحة الدولية كقوة و كفاعل . فخلافا للإمبراطورية الرومانية أو الفينيقية أو الإغريقية فإن انهيار الدولة المؤسسة أو الشعب المؤسس: الأتراك جر كل الدول المنضوية تحت غطائها إلى السقوط المدوي. فسقوط روما قزم من دور إيطاليا فقط وسقوط قرطاج لم يشمل إلا الشعب الفينيقي، والإغريقية إلا اليونان بينما عرفت الشعوب الأخرى المجد مع امبراطوريات ناشئة جديدة.

خلافا لفلسطين أصبحت دول الشرق الأوسط تحكم نفسها بنفسها وكانت نظريا تتمتع بالسيادة الكاملة وكان بإمكانها نظريا التحرر من الإنهيار والتخلف وأن تتطور. لكن نظرة خاطفة تؤكد أن الإنهيار مازال قائما.

فبينما ترزخ دول مثل لبنان وأفغانستان واليمن والصومال تحت الإفلاس العلني والفوضى المطلقة و تلاشي معنى الدولة فإن دولا أخرى تعزى التماسك،،المتداعي،، إلى عائدات النفط والغاز الطبيعي مثل دول الخليج وإيران وليبيا والعراق والجزائر. تلك الدول ستضمحل وستعيش الصوملة والإفلاس متى أزاحت الطاقات البديلة النفط من السوق وهذا وشيك للغاية. أما بقية الدول مثل تونس والأردن والمغرب والسودان ومصر وبدرجة أقل تركيا فهي على حافة الإنهيار،لا يفصلها عنه إلا برزخ ضيق؛ مثل المريض في قاعة الإنعاش موصول بجهاز التنفس الإصطناعي يهدده الموت في أي لحظة!!!

أي مستقبل ينتظرنا؟؟

هل سندخل عصر الظلمات كما عاشته أوروبا إثر انهيار الإمبراطورية الرومانية وانقسامها إلى مئات الدويلات تحارب بعضها بعضا ويعيش شعبها الفقر المدقع والجهل الكالح قرونا مديدة ؟؟؟؟

أم هل سيستعمرنا شعب أو شعوب أخرى نعرف المجد تحت غطائها؟؟؟ كأن تنشأ الإمبراطورية الإسرائيلية، أو الإمبراطورية الإيرانية، أو التركية؟؟؟؟

مستقبل مظلم ومرعب!!

التحرر من الإستعمار الحديث من طرف القوى الغربية مثل فرنسا وبريطانيا ونشوء دول وطنية تحكم فيها الشعوب نفسها بنفسها هو فرصة تاريخية أن نضع حدا للهيمنة الأجنبية منذ آلاف السنين: الإستعمار الإغريقي والفارسي والروماني والعربي والعثماني ألخ.

هل كتب لنا أن نعيش الحرمان والفقر والخصاصة أبد الدهر(فنحن كأفراد لم نعرف إلا الفقر منذ وعينا كجنس بشري ) ؟ أم لنا أمل أن نعيش الحرية ورغد العيش كما يتمتع بذلك مواطنو الدول الغربية؟؟؟؟

لن يتحقق الإزدهار إلا في ضل دولة وطنية دون استعمار وحكم الغريب والأجنبي!! فأي مستعمر أصلح حال الشعب المستعر أم سعى فقط إلى استغلاله و استعباده أو إبادته ؟؟؟

فلا محالة لنا إلا محاربة الدكتاتورية و كل أشكال التفرد بالحكم إن أردنا حقا التخلص من الفقر والحرمان والذل!!

لماذا نترك السيسي و بن سلمان و حفتر وسعيد وجنرالات الجزائر والسودان وملوك المغرب والأردن وغيرهم يمصون دماءنا و يجروننا إلى الهلاك ؟؟ لماذا لا نقاومهم ونضحي بكل ما نملك لأجل دول ديمقراطية تعددية مصنعة مثل الدول الغربية أين يصل الرخاء كل فرد في كل شبر من أرض الوطن ؟؟؟ لماذا لا نحارب من أجل سعادتنا وخاصة سعادة أبنائنا وأحفادنا ؟ أم يمنعنا الكسل والخوف والجبن والأنانية؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح