الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتاء شديد السخونة

أحمد فاروق عباس

2022 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


التحركات العسكرية والسياسية الروسية في الأيام الأخيرة تقول ان شتاء الحسم الذى توقعه كثيرون قد أقترب بشدة ..

فبوتين يزور مقر قيادة الجيش الروسي ، ويجرى مع قادة العسكرية الروسية حوارا مطولا ، مفتشا فى الخيارات والبدائل ..

ثم يذهب بنفسه - اثناء سير المعارك - إلى دولة بيلاروسيا ، وكان المعتاد دائما أن يذهب إليه رئيس بيلاروسيا ، وهو ما يجعل التفكير في غزو روسى للعاصمة الأوكرانية كييف - القريبة جدا من الحدود البيلاروسية - ممكنا ومتوقعا .

تزامن كل ذلك مع تصعيد روسى في الحرب فى الأيام الماضية ..
ويمكن القول أن إستراتيجية روسيا فى الشهرين الأخيرين كانت قائمة على حرب الاستنزاف ..
استنزاف وانهاك اوكرانيا جنودا وسلاحا ، واستنزاف داعميها الأوربيين مالا ورصيدا سياسيا ..

وهنا يصبح السؤال .. مع التصعيد الروسي المتوقع فى الأيام والأساببع القادمة ، ومع الدخول الروسي القوى فى اوكرانيا كيف سيكون الرد الأمريكى ؟

حتى الآن أمريكا زادت وجودها بقوة في بولندا وفى قواعدها في ايطاليا ، وإن كان الجهد الأمريكى كله الآن منصب على الجهد المخابراتى ونقل السلاح المتقدم - وهو ما سمح لأوكرانيا بالصمود حتى الآن - والمساعدات المالية والاقتصادية الكبيرة لأوكرانيا ..

ومع التطورات الأخيرة والمتوقعة فى الحرب الأوكرانية ، فإن درجة حرارة الأزمة ستصل إلى درجة الغليان ..

زاد على ذلك أن الشرق الأوسط مقبل هو الآخر على شتاء ساخن ، بعد أن أعلنت إيران من يومين أن قدرتها على تخصيب اليورانيوم زادت الى الضعفين ، أى أن مسألة وصولها إلى السلاح النووي مجرد قرار سياسي الآن ، وليس قرارا تقنيا ..

وأمريكا تقلب خياراتها في إيران ، ومحاولات صنع ثورة ملونة في إيران - كما حدث فى ثورات الربيع العربي - مستمرة طوال هذا العام في طهران والمدن الإيرانية ، والمظاهرات اليومية لم تنقطع من إيران من شهور ، والغرب وراءها بكل تأكيد ..

وإذا فشلت أمريكا فى صنع ثورة ملونة في إيران ، فلا أحد يعرف الخطوة الأمريكية التالية ، وقد استبقت إيران الأمور وأعلنت أنها ستنصب منظومة إس ٤٠٠ فوق المواقع النووية الإيرانية ، تحسبا لضربها ، وهو ما ازعج الامريكان أكثر ..

وهنا يطرح سؤالا آخر - أكثر إلحاحا - نفسه :
ما أثر كل ذلك على الاقتصاد العالمى ؟!
فيبدو إن مزيدا من الاضطرابات فى الأسواق العالمية فى انتظارنا ، وارتفاع أسعار البترول والغاز والغذاء ومستلزمات الإنتاج حتمى في هذه الظروف غير المستقرة ..

اى أن العالم كله مقبل على مزيد من المشاكل ، والصراع بين المحاور الجيوسياسية سمة هذا العقد من تاريخ العالم ، مثلما كان الإرهاب والحرب عليه - وان بالادعاء - سمة العقد الأول من القرن ٢١ ، وثورات الربيع الملونة فى العالم العربى - وما تبعها من إطلاق تنظيمات الإسلام السياسى بالألالف - سمة العقد الثانى ..

ومن يقل أن العام المقبل فقط هو العام الصعب ، أقول له أن السنوات القادمة كلها سنوات صعبة ، ومن الخير ان يفهم الناس ذلك ويكيفوا أمورهم وحياتهم عليه ، وهو ما ينهى سنوات الدعة والراحة ، وينهى أيضا - فى الغرب على الأقل - الحقبة الجميلة من تاريخه الحديث ..

والعزاء أن نتيجة الصراع الحالى على القمة العالمية سيفتح أمام الشعوب أبوابا للأمل بلا حدود ، بشرط أن تراقب بفهم وذكاء ، وتعمل بعدها بهمة وشجاعة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح