الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكلاء الاحتلال نبت شيطاني

أحمد زكارنه

2006 / 10 / 10
القضية الفلسطينية


يقال إن الجنون لغة إختفاء العقل، وأقسى أنواعه " جنون الحكم".. من هنا بدأ الجنوح المخيف نحو الاقتتال الداخلي للاستئثار بالحكم والحفاظ عليه في وقت نحن أحوج فيه الى رص الصفوف والتجمع وحدة واحدة على قلب رجل واحد.. إلا أننا نحن المتلحفين بعقود الجهالة أصبحنا ننظر باستحياء من وراء حجاب الموت إلى كرسي حكم زائل قبل أن يسدل ستار الحق على قضيتنا العادلة لنصبح بين ليلة وضحاها أسوأ محامين عن أعدل قضية.
ولعله من البديهي أن يعد فشل النظام السياسي الفلسطيني الحالي السبب الرئيس في تواري قضيتنا بالمعنى المادي لانتهاجه سياسة بغيضة لا تملك حلولا لمعضلات الشعب الذي يراد له ان يصبح عجينة طيعة في ايدي نفر لا يرون ابعد من انوفهم ولا ينظرون إلا لكراسيهم المهترئة.
فمن الطبيعي أن يتمادى المحتل في استباحة ارضنا ومقدراتنا ودم ابنائنا ليل نهار، ببساطة شديدة لانه عدونا الازلي الذي كلما اجتاحت آلياته مدننا وقرانا ارتقى شهداؤنا الى العلى فداء للوطن والقضية، أما أن يسقطوا قتلى مغدورين على مذبحة الحكم فانها الفاجعة الكبرى.
حدث ما حدث ومازلنا نسمع ونقرأ البعض وهو يحذر من السقوط في براثن حرب أهلية.. ونتساءل ألم نرتدي بعد رداء العار باشعال نار الحرب الاهلية؟؟!. إن لم يكن فكيف تفسرون سقوط القتلى والجرحى برصاص المرتزقة وكلاء الاحتلال ؟؟ أيعد قتلهم لعبة دم في رواية " عسكر وحرامية" ؟؟ أم أنه ترف رمضاني شرعته الحكومة في شهر مبارك؟؟ بالله عليكم اتخدعون أنفسكم أم تخدعون الشعب، فان خدعتم هذا أو ذاك يوما فلن تستطيعوا خداع التاريخ أمدا.
إن "القوة التخريبية" ومن شكلها ويقف وراءها يجب لفظهم من القاموس الوطني، فهم لا يمتون للانسانية بأية صلة ولا يعرفون معنى للوطنية بأية لغة ولا علاقة لهم بدين الاسلام السمح.. فالمسلم الذي يستبيح دم اخيه المسلم خائن ولا وصف اخر ينطبق عليه كما اشار رسولنا صلوات الله عليه قائلا " من حمل علينا السلاح فليس منا" .
وكرة الثلج التي تدحرجت من غزة الى الضفة الغربية لن توقفها حبات مسكن منتهية صلاحياتها، فالمرض في حوار الدم والنار بات مزمنا لا يعالج إلا بالاستئصال في جراحة اجبارية لن تنجح إلا باقالة وزير الداخلية وتقديمه للمحاكمة بتهمة القتل العمد، فما من ديمقراطية في العالم تبيح قتل الشعب إلا دكتاتورية النظم الفاشية التى نعيش في ظل احدها مع حكومة أعلنتها حربا شعواء على شعب لا يحكم بالحديد والنار.
إن ما آلت إليه ساحتنا الفلسطينية لا تجدي معه المواربة، فمن رأى أحد المرتزقة وهو يفتح النار بشكل عشوائي وفي إطار الصورة بعض المتسلقين من انصار الحزب الحاكم من المدنيين وهم يقذفون المحتجين بالحجارة والكراسى والعصي ، لم يكن يشاهد مشهدا تلفزيونيا في شهر الدراما، وانما كان يرى بأم عينيه مشهدا من مسلسل دام حلقاته من نار نحن حطبها.
ايها القوم إن الاقتتال الداخلي ليس وجهة نظر فلا نحن ولا الآخرون انبياء أو قضاة نعلم ما في صدور البشر حتى نحكم عليهم بالقتل، والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه "((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) صدق الله العظيم [النساء (93)] ".. وشرع القصاص يا اولى الالباب في زمن أصبح فيه بعضنا يعمل وكيلا معتمدا للاحتلال الذي زرعه في ارضنا كنبت شيطاني لا يأتي إلا بافعال شيطانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف