الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوبة حنين

مهند طلال الاخرس

2022 / 12 / 26
القضية الفلسطينية


في المنفى ،وحتى لا نموت من القهر ، نحتفظ بأشياء ومتعلقات وذكريات من الوطن وعن الوطن، نسمع ونقرأ حكايا الوطن وذكريات الثورة، نطلب شيئا يذكرنا بالوطن ونحب أن نلتقي مع كل قادم من الوطن كأنه شيئا مقدس كقدسية الارض القادم منها.

نحب أن نرى الوان علم فلسطين ولو على لباس فريق كرة قدم...، ونحب أن تكون الفصول الاربعة شتوية لنخالف الجبروت الأمني ونلبس الكوفية كنشيد صباح أزلي إلى أن ننشد نشيدنا الوطني على ترابنا الوطني.

كل قادم من الوطن أدمنا الطلب اليه بما يروي عطشنا من البلاد، فتارة نوصي القادم على كوز صبر أو قلن عصير او زيت زيتون أو حذاء جلدي أو أي تذكار من رائحة البلاد..، المهم أنه من فلسطين ونحن لاندري مدى الاذلال الذي يعانونه على الجسر والحواجز لتمر تلك المطالب الى أهوائنا لكنها تشبع غريزتنا الوطنية وتمكننا من مباهاة الغير (عنا ضيوف من غربة) وكأن هذه الكلمة هي جواز سفر الفلسطيني في الغربة والشتات.

منذ كنا صغارا نرى سيارات الجسر القادمة محملة بشتى أصناف الشنط التي تعتلي سقف سيارة السرفيس المرسيدس 190 والصاعدة بتثاقل عبر طريق وادي شعيب وثم العدسية لاحقا ، تحفر في قلوبنا شوقا وحنينا الى هذه الطريق ومنها الى الجسر وما بعد الجسر على إمتداد النهر وحتى البحر.

كل ما يذكرنا بالوطن فهو جزء منه..لذلك أحببنا كل حامل ومحمول من الوطن..حتى نسائم الريح الغربية...

مفتاح البيت، أغنية أو موال عتابا، حفنة رمل أو حجر، ثوب،حبة برتقال أو منجا، مطرزة أو منحوته خشبية اوجلدية من شوارع القدس العتيقة... نفعل ذلك ونعرف أن حمل الوطن في حقيبة مسألة عويصة، وأنه على الذكريات وحدها لا يحيا الانسان.... فالفكرة تموت إن ظلت حبيسة في الرأس، وتحيا إذا خرجت لتجلس في الشمس ...
للفكرة حق بأن تصل، وللفرح حق بأن ينطلق، وللقهر حق بأن يعالج، وللعفن حق بأن يريح ويستريح...

إن من يتعرض للذبح لا يحق لأحد أن يحرمه حق الصراخ، ومن يغزوه الشوق ويغمره الحنين لتراب القبلة الاولى لا يحق لأحد أن يُحدثه عن نواقض الوضوء ومبطلات الصيام، او اركان الاسلام والايمان وفضائل زيارة بيت الله الحرام... إلاّ اذا كان صلاح الدين...

فبعد الشهادتين والايمان الحق، لا شيء في هذه الدنيا يعلو على فلسطين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب