الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميناء الفاو معادلة وتعويض عن نفط العراق

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ميناء الفاو الكبير هو ميناء عراقي في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة وتبلغ تكلفة الميناء حوالي 6,4 مليار دولار وبمساحة كلية تبلغ 54 كيلومتر مربع وتقدر طاقة الميناء 96 مليون طن سنوياً ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والميناء العاشر على مستوى العالم وسيكون عمق الميناء 19 متر من أجل أن يستوعب أكبر السفن التجارية ويعد هذا الميناء ذا أهمية كبيرة في حركة البواخر ويصبح مشروعاً استراتيجياً يربط الشرق بأوروبا عبر العراق وتركيا وسوريا عن طريق ما يسمى بالقناة الجافة .. كما أن هذا الميناء سيغير خارطة النقل البحري العالمية لأنه سينقل البضائع من اليابان والصين وجنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر العراق وبالعكس عن طريق الترانزيت بدلاً من قناة السويس وقامت الحكومة العراقية بتمويل المراحل الأولى للمشروع على أن يتم تأسيس شركة محلية قابضة .. واستلمت شركة دايو الكورية الجنوبية إفشاء كاسر الأمواج الغربي في موقع الميناء وشركة أرشيرودون اليونانية بإنشاء كاسر الأمواج الشرقي ووصل الميناء لمراحل متقدمة حيث بلغ الإنجاز 40% وإن هذا الميناء الهدف منه إيجاد مردودات مالية كبيرة على العراق.
لقد أثار إنشاء ميناء الفاو الكبير حفيظة وردود فعل كبيرة دولة الكويت ودول خليجية أخرى حيث قامت دولة الكويت بالتضييق على خور عبد الله من أجل عرقلة وصول البواخر إلى ميناء الفاو مما دفع الحكومة العراقية إلى تغيير مسار القناة الملاحية الموصلة إلى ميناء الفاو الكبير دون المرور بالجانب الكويتي من خور عبد الله وجعل القناة الحديثة مباشرة ضمن المياه الإقليمية العراقية مما كلف ذلك العراق الكثير من الأموال والوقت. كما باشرت دولة الكويت ببناء ميناء مبارك الكبير في عام/ 2010 قبالة السواحل العراقية على جزيرة بوبيان على بعد كيلو مترات قليلة من مشروع الفاو الكبير التي تعد أحرج منطقة ملاحية في العالم كونها تفرض واقعاً جغرافياً وسياسياً على العراق لأنها تغلق الرئة البحرية الوحيدة للعراق الذي لا يملك منفذاً بحرياً غيرها وتحرم العراق من ارتباطاته البحرية مع البلدان الأخرى ... كما تحركت دول خليجية أخرى ضد ميناء الفاو الكبير على اعتباره يهدد موانئ جبل علي في دبي كما عارض مشروع الفاو الكبير ومقاومة تنفيذه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت وساندت دولة الكويت في إنشاء ميناء مبارك الكبير من أجل احتواء نفوذ إيران المتزايد على الكويت وإخماد مخاوف الكويت كما أن من غير المستبعد أن تكون الإمارات العربية قد ساهمت أيضاً بضغوط على الحكومة العراقية منذ إعلان المشروع في السنوات الماضية.
لقد مارست الكويت بالرشاوي للمسؤولين العراقيين من أجل خنق وإلغاء بناء مشروع الفاو الكبير ومنها الرشاوي والهدايا لوزير الخارجية السابق هوشيار زيباري والوفد المرافق له لمعارضة بناء المشروع كما أن هناك تنافس ضاري بين الأحزاب والكتل السياسية والعوائل المهيمنة على الحكومة من أجل الحصول على مكاسب ومصالح في المشروع .. كما جرت مفاوضات بين العراق والكويت وبضغط من دول اللجنة الخماسية بعد هزيمة صدام حسين عام/ 2003 وهي أمريكا وفرنسا وبريطانيا والكويت فاضطر العراق سحب ممثليه لأن اللجنة بدلاً من تقسيم خور عبد الله بموجب أعمق نقطة في قاع الخور ولكنها جعلت الجزء الضحل والذي لا يمكن للسفن والبواخر أن تبحر فيه من حصة العراق والجزء العميق من حصة الكويت ولكن الحكم العراقي بعد الاحتلال اعترف بهذه الحدود وصرف مبالغ كبيرة لترسيمها في عهد حكومة المالكي واستكملت في عهد العبادي.
إن العراق يتعرض الآن كما في الماضي إلى عرقلة وإلغاء وفشل هذا المشروع الاقتصادي المهم في تاريخ العراق الحديث من خلال أصدقاء دولة الكويت ودول الخليج العربي من السياسيين العراقيين لأن هذا المشروع تكمن أهميته بما يقدمه للشعب العراقي من عوائد مالية كبيرة ستجعل منه إضافة وبديل لعائدات النفط العراقية وسوف يساهم ذلك في تنمية وبناء اقتصاد واسع وكبير مما يساهم في خلق وبناء وسعادة ورفاه الشعب العراقي.
كما يعتبر هذا المشروع الستراتيجي الكبير امتحان لسياسة رئيس الوزراء السوداني وصموده وإرادته أمام الشعب العراقي من أجل نجاح واستكمال هذا المشروع الذي يقدم خدمات كبيرة وحياة مرفهة وسعيدة للشعب العراقي.

المصادر : المواقع الفضائية للإنترنيت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب