الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمثلة عن الأجساد :أمكنة النوم في رواية الأستريا

الحسن علاج

2022 / 12 / 28
الادب والفن




لورانس جيافاريني *

ترجمة : الحسن علاج

" يتم تعريف التاريخ بتمامه وكماله بواسطة علاقة ما بالجسد ( الاجتماعي ) ، وأيضا بعلاقته بالحدود التي يفرضها الجسد ، سواء حول طريقة الجلوس حيث يتم الكلام ، أو حول صيغة الموضوع الآخر ( ماض ، ميت ) حيث يتم الكلام . " ميشال دو سيرتو Michel de Certeau) ( ، كتابة التاريخ ، باريس ، غاليمار ، " فوليو / " مقالات " ، 2002 [ 1975 ] ، ص : 94 ـ 95

أن نجعل من النوم مكانا للتفكير حول وحدة أو انقطاع الوعي مثلما درج فكر جان لوك 1 (Jhon Locke) على توظيف ذلك ، لهو التعرف في النوم على لحظة دالة للوجود البشري أو ، بعبارة أخرى ، تمييز ما نعتبره في الوقت الراهن شكلا من أشكال التجربة ؛ علاوة على ذلك منح تلك التجربة مكانا في قصة ـ بالإمكان تسميتها قصة " ابتكار الوعي" ، مثلما قام إتيان باليبار 2 Etienne Balibar) ( بفعل ذلك .

يبدو أن التجربة الحديثة للنوم ، التي تتم استعادتها بواسطة التخييل الروائي ، تسكن هذه القصة ذاتها ـ وإن كان ذلك مع تأخر زمني معين ـ ممتزجة بإعادة رقاد نادر ومألوف في نفس الوقت ، مؤلم وموجه للمحكي أيضا . سوف يصبح السارد الحديث ، من الآن فصاعدا ، ذلك الذي يعرِّف الوجود الملحّ للوعي في ذكرى غياباته ؛ يوجد عمل كامل في التعرجات المفتوحة بواسطة استحضار المعاناة والاستثناءات المرتبطة بعادة ما . بالإضافة إلى ذلك فإن رؤية ، البحث عن الزمن الضائع المشكلة جدا من وعي الذات حول ذلك النعاس الرحمي ، تطورت إلى جانب تلك المعرفة الأخرى الحديثة ، التي تم ابتكارها في نفس الحقبة ، ثم إنها وظفت تجارب مماثلة ـ النوم ، الحلم . على أنه كي تكون معاصرة لابتكار التحليل النفسي ، توجب على رواية بروست ،على الفور ، إعادة وصلها بنفس التاريخ المماثل لها ؟ تعاصرية ، ترابط كتابات تدلان على انتماء ، تضمين في قصة بعينها ، إذا ما وقع اختيارها على الإحالة على أمكنة متميزة للفكر أو الرسائل ؟ فإن الموضوعات ذاتها ـ النوم في هذه الحالة ـ بإمكانها الانتماء إلى قصص غير متجانسة ، وإن كانت متجاورة ، مبدئيا حينما تتشيد تلك القصص حول أحداث التأسيس ، حول ابتكارات قابلة للتأريخ ، يمكن وسمها ، إن تلك العتبات الزمنية كان ينبغي عليها ألا تظهر كما هي لأنها تقوم باستعادة موضوعات الماضي : ونفس الشيء ينسحب على لوك Locke) ( بعودته إلى نوم سقراط .

1 جان لوك ، مقالة حول الإدراك الإنساني [An essay concerning human understanding , 1694 , 2 édition ] ، ترجمة ، تقديم وملاحظات بواسطة ج . م . فيينا ، باريس ج. فران ، " مكتبة النصوص الفلسفية " ، 2001 ، كُتب I و II ، الكتاب II ، فصل 1 ، فقرة 10 و11 ولاسيما الصفحة 172 : " [...] فإذا كان من الممكن أن الروح تتوفر ، في جسدها النائم ، على أفكار ، أفراح ، هموم ، ملذات ومشاق منفصلة حيث يكون الإنسان واعيا ، لن يتقاسم ذلك ، سوف يكون بالتأكيد أن سقراط النائم وسقراط اليقظان سوف لن يكونا نفس الشخص : إن روحه وهو نائم والإنسان سقراط يتخذ روحا وجسدا ، حينما يستيقظ ، سيتحول إلى شخصين متميزين . [...] " ؛ وكذلك في الجزء II ، الفصل 27 ، فقرة 19 ، ص: 533 : " فإذا كان سقراط نفسه ، سهرانا من جهة ، ونائما من جهة أخرى ، لا يتقاسمان الوعي ذاته ، فإن سقراط اليقظان وسقراط النائم ليسا نفس الشخص " .

2 إتيان باليبار ، " المقالة اللوكية للهوية " ، تقديم لجون لوك ، هوية واختلاف . ابتكار الوعي ، ترجمة كوست ، طبعة إتيان باليبار ، باريس ، سوي ، " دراسات " ، 1998 ، ص : 9 ـ 101 ( ص : 11 بخصوص مشروع وضع المقالة في المقالة التي تكون الفصل 27 من الكتاب II من مقالات حول الإدراك الإنساني ، ثم نشرها على هذا النحو في هذه الطبعة ، بداخل " دروس في الابتكار الأوروبي للوعي " ) يُنظر أيضا ، مقالة " وعي " ، في باربارا كاسان (مديرة) ، المفردات الأوروبية للفلسفات " معجم ما لا يقبل الترجمة ، باريس ، سوي ـ روبيرت ، 2004 ، ص : 260 ـ 273 .









فلإن عاد لوك3 نحو سقراط ، وليس نحو الأستريا4 لهنوري دي أورفيه Honoré d’Urfé) ( ، فلأنه يعتزم كتابة تاريخ للفلسفة ، ثم إن الرواية الرعوية ، ليست بالنسبة إليه ، واحدا من الأمكنة التي يمكن تمييزها عن هذا التاريخ . يؤكد إتيان باليبار من جانبه بأن " الرسائل " لها مكانتها في مجال تحليل " ابتكار الوعي " ، مع افتراض " الأحداث الفكرية التي تدشن الحداثة 5 " . بالإمكان الاعتقاد ، أن حدسا ما ، يقود إلى إدراج العديد من إغفاءات الرواية الرعوية في منعطف القرن السادس عشر والسابع عشر ، في هذا التاريخ ؛ خصوصا وأن التاريخ الأدبي قد جعل منها بسهولة رواية افتتاحية للعصر الكلاسيكي . تتقوى أعمال المؤرخ الرسمي حينما لا تتعارض . ومع ذلك ، فمن غير الأكيد أن يتم ضم إغفاءات الأستريا على الفور إلى تاريخ ما ، إن لم يكن إلى تاريخ سابق على ابتكار الوعي . زد على ذلك ، أن " ال" إغفاءات ، بدلا من "ال" إغفاءة ، صحيح أنها بالتأكيد ليست خطابا حول " ال" نوم ، فحتى في الوقت الراهن ، فهو في كثير من الأحيان غير متميز في كثافته 6 ، التي هي موضوع الرواية . وفي الحقيقة ، فإن إغفاءات الرعاة في الأستريا سهلة القراءة ، بداخل إجراء تذويت ، أكثر رحابة ، في الرواية الرعوية ، غير أن هذا الإجراء ينتظم ، قبل كل شيء ، حول خطاب يخص الانفعالات والجسد . ويتجلى في بعض الأمثلة عن الأجساد النائمة . من هذا المنطلق ، تشكل الإغفاءات في الأستريا موضوعا للتحليل المتفرد ، متميزا عن الوعي أو الحلم ، موضوعا مرتبطا بخطاب الرعوية حول العادات ، ثم إن تفكير سيرتو بتوضيحه لتلك الصفحات ، يسمح بفهم ذلك مثل سؤال جماعي ، سياسي ـ [سؤال] " الفكر " بواسطة تخييل الجسم الاجتماعي . إن التساؤل إلى أي تاريخ تنتمي إغفاءات الأستريا، هو محاولة العودة إلى السؤال التاريخي لنمذجة التقاليد بواسطة التخييل ، كذلك تحديد طرائق تمفصلها الزمني في العصر الكلاسيكي ، بمعنى عبور ، وربما إدراك التجربة التي كونها الناس عن ذلك في الماضي . إن السؤال الذي يتم تكوينه عند مشاهدة أمكنة النوم في الأستريا ليس هو إذن : كيف يروي التخييل الرعوي النوم بل : ما الذي يجعل من نوم الرعاة تجربة ؟

سيلادون Celadon) ( نموذجا ؟7

3 جون لوك Jhon Locke) ( : (1632 ـ 1704 ). فيلسوف إنجليزي . (المترجم)

4 الأستريا : رواية رعوية لهنوري دي أورفيه ، أول ظهور لها كان عام 1610 . ويمكن تلخيص موضوع الرواية في بضع كلمات : تتكون من قصص حب سيلادون وأستريا ، اللذين افترقا في لحظة حقد ، ثم ، وبعد عدد كبير من المغامرات ، أخلصا لبعضهما البعض ، وتزوجا .( م)

5 نفس المرجع ، ص : 29 .

6 نقد هذا الانتظام " ل" نوم يعبر [كتاب] الليالي على نحو وثيق لبيير باشيه Pierre Pachet) ( باريس ، غاليمار ، 1980 .

7 لقد قمت بالتفصيل في صفحات الفرضيات المقترحة في " شعرية المزيج في الأستريا ؟ أورفيه قارئا لغواريني Guarini ) ( " ، في [كتاب] دلفين دنيس Delphine Denis) ( (مديرة) ، قراءة الأستريا ، أعمال ندوة باريس IV 4 ـ 6 أكتوبر 2007 ، باريس ، pups) ( ، ص : 29 ـ 40 ( وعلى وجه الخصوص الصفحة 37 ) ، وكذلك " من الاستيهام إلى التجربة . لذة وتحويل الخيال السوداوي في الأستريا لهنوري دي أورفيه ( 1607 ـ 1619 ) " ، في الخيال ، عدد خصص للأدب الكلاسيكي تحت إشراف ب . رونزود Ronzeaud) P . ( ، خريف 2001 ، الصفحات 157 ـ 177 .





تبنين قسمة اليقظة والنوم فضاء رواية هنوري دي أورفيه 8 . تقوم العديد من الإغفاءات بالإشارة إلى التعرجات المعقدة لانتقالات الرعاة بمنطقة فوريز Forez) (9. فإذا وجدت العديد من الإغفاءات العادية ، تستعير أسرة بيوت الرعاة البسيطة ، فإن الإغفاءات الثلاث الأكثر تطورا يتم إلحاقها بتسكعات أستريا ، ديانا Diana) ( ، فيليس Philis) ( ، كذلك سيلفاندر Silvandre) ( وسيلادون في بلاد الفوريز (I ، 2 ؛ II ، 3 و II ، 6 ) . بداخل سيرورة لقاءات العشاق ، اللاحقة بانتحار الراعي سيلادون الذي وضع النهاية ل" الاستهلال " ، وهكذا فإنهم يساهمون في جهاز الانفعالات 10 الذي يميز الرعوية الأورفية . إنهم يشغلون فيها الجوانب : فإلى جانب العالم الملحمي ، على حواف الغابة ، بين الخلوة المنعزلة ونقاش مشترك ، في حدود الكتب التي تشكل كل جزء ـ ثمة ثلاثة منها تم طبعها في حياة هنوري دي أورفيه ( 1607 ـ 1610 ، 1619 ) . رقاد شبيه ينهي كتابا ، صحوات مماثلة تفتح [كتبا] أخرى . وهكذا يجد إيقاع حركة السرد الرعوي ، في دورية اليقظة والنوم ، واحدة من أهم إشاراته الأكثر ثباتا . مما لا شك فيه أنه بإمكان المرء أن يقرأ في تلك الإشارة طريقة التشويق الذي " ابتكر " اسمه في القرن السادس عشر ، في حين أن الشكل الهيليودوري héliodorien) (11 للرواية يغير الترسيمات القديمة للسرد 12 . لكن بعيدا من السعي من أجل ابتكار الصيغة المعطِّلة للتخييل ، التي طالب بها فيدا Vida) 13، ذلك الانتظار الذي يتم تناسيه إلى حدود النوم ، حتى الجوع 14 ، يحاول سرد الأستريا على النقيض من ذلك تنظيم سرعة المحكي حول إيقاعات الحياة العاطفية ، أو على الأقل يسعى إلى رسم هذه الأخيرة من خلال تلك ـ وكمثال على ذلك انتقال سردي بواسطة نوم .

8 موريس لوغا Maurice Laugaa) ( ، " طرق الطرائد والفرائس في النوم في بعض الروايات الفرنسية بين 1600 و 1650 " ، مجلة العلوم الإنسانية ، عدد 194 ، أبريل ـ يونيو 1984 ، ص : 51 ـ 70 ، ص : 59 ـ 60 ، الملاحظة 5 التي تشير إلى أن " تسمية النوم وتمثله سوف يسعيان بدون شك إلى تطوير الرعوية أكثر من الرواية البطولية ، مع وضع تناوب اعتباطي / نوم ، أو بالتشديد على اضطراب الأرق ، كعرض في كون رثائي .

9 الأستريا ، الجزء الأول ، الكتب 2 ( نوم سيلادون ) ، 7 ( نوم كوريلاس ) ، 8 ( يقظة ديانا ، أستريا ، فيليس ) ، 10 ( سيليون ) ، 12 ( سيلادون ) . الجزء الثاني ، الكتب 2 ( سيلادون ) ، 3 ( سيلفاندر ) ، 6 ( الراعيات لا ينمن ) ، 6 النهاية ( سيلفاندر ) ، 7 ( سيلادون ) ، 8 ( أستريا و " الفرقة " ) . الجزء الرابع ، الكتب 5 ( إغفاءات ديانا ، وأستريا ) . في غياب ( مؤقت ) لطبعة حديثة ، أحيل على الأستريا في طبعة H . Vaganay ( préface de L . Mercier , Lyon , P . Masson , 1925 – 1928 , genéve , Slatkine Reprints , 1966 , vols.)

10 أستعمل عن قصد عبارة " عاطفة " ، الأكثر تخصيصا في الفترة المعنية ، التي توفر ميزة إشراك الجسم على الفور ، هناك حيث المؤثرات الأولية المدروسة بواسطة التحليل النفسي والأنثروبولوجيا والتي هي بلا انقطاع في حاجة إلى أن تُعاد مفصلتها على ضوء مسالة الجسد : اُنظر على الخصوص ، بالنسبة للتحليل النفسي ، مقالة " مؤثر أولي " من تحرير بيير كوفمان Pierre Kaufmann) ( (مدير ) ، المساهمة الفرويدية ، باريس ، بورداس ، 1933 ، (ص : 8 ) ، والتي يتم التشديد فيها [المقالة] على أن توظيف المفهوم بواسطة فرويد يصدر عن مشروع " معالجة مفهوم الطاقة على طريقة الفلاسفة " ( في النكتة وعلاقاتها باللاوعي ، 1904 ) ، وكذلك ، بالنسبة للأنثربولوجيا ، ألكسندر سوراليس Alexandre Surallès ) ( ، " من حالات النفوس إلى حالات الواقع . الإدراك بين الجسد والمؤثرات الأولية " ، في فرانسواز إريثييه Francoise Héritier) ( ، مارغاريثا غزانثاكو Margarita Xanthakou) ( (دكتور) ، أجساد ومؤثرات أولية ، باريس ، أوديل جاكوب ، 2004 ، ص : 59 ـ 75 .

11 نسبة إلى الكاتب اليوناني هيليودور من إيميسا . (م)

12 تيرانس كاف T. Cave) ( أحداث ما قبل التاريخ I ، نصوص مشوشة على عتبة الحداثة ، جنيف ، دروز ، " عتبات الحداثة " ، 1999 ، ص : 136 و ص : 17 اُنظر الفصل V : " من أجل ما قبل تاريخ التشويق " ـ حول تأثير الرواية الهيليودورية على التخييل السردي في منعطف القرن السادس والسابع عشر ، اُنظر لورانس بلازنيت L. Plaznet) ( ، المؤسسة والاستمتاع .تلقّ مقارن وشعريات الرواية الإغريقية في فرنسا وإنجلترا في القرنين السادس والسابع عشر ، باريس ، H. Champion , « lumière classique » , 1997 .

13 ماركو جيرولامو فيدا Marco Girolamo Vida) (1485 ( ـ 1566 ) : كاتب و شاعر إيطالي ينتمي لعصر النهضة . (م)

14 نفس المرجع ، ص : 131 : ترجمة وتعليق ماركو جيرولامو فيدا ، الفن الشعري ( 1527 ) خصوصاالأبيات 104 ـ 112 .





من المحتمل أن أول " يقظة " لأول راع من الرعاة ـ سيلادون عند فاتحة الكتاب 2 من الجزء I ـ تشرح إدراج النوم الرعوي على تخوم السرد الروائي . استقبل ما بين مياه [مدينة ] لينيون Lignon) ( من طرف حوريات بلاد إيزورا Isoure) ( ـ من الجانب الآخر للعالم الرعوي بحصر المعنى ـ ، استعاد الراعي وعيه في غرفة أجنبية . كان مغمىً عليه في بادئ الأمر ، استرجع وعيه في مرة واحدة ، ثم أخذته سنة من النوم . يتطابق النوم هنا مع وصف فضاء محجوز بالقصر ، مناسبة لطية في السرد : لاحظت الحوريات سيلادون وهو نائم ثم غلاطيا Galathée) ( ، الأكثر سموا من الحوريات ، تنزل إلى البستان ، المسمى ينبوع الحقيقة والعشق 15، طباق استعاري للحافز الروائي لكثافة الأحاسيس . فأن يكون المكان أساسيا للرواية مدرجا اجتماعيا في فضاء الحوريات ، وليس مكان الرعاة ، فإنه يحدد ربما الصيغة التي بحسبها يشاطئ العالم الرعوي عالم الحوريات : الذي ينتجه هذا الأخير [عالم الحوريات] ، إنه يتنحى ثم يعود ، عاملا على بلبلة لعبة المظاهر الفضائية والاجتماعية . وبالفعل فأثناء نوم سيلادون ، كانت غلاطيا " تحلم " ، بالمعنى الذي تعتقد فيه إمكانية عشقها للراعي وأن تصبح محبوبة من لدنه ، بالرغم من اختلاف ظروفهما ، وهو ما ذكرتها به الحورية ليونيدا Léonide) (16. ويأتي ، في ترتيب المحكي ، اليقظة الثانية للراعي أمام تمثيل للإله زحل وهو بصدد افتراس أبنائه . إنه وصف مفصل ekphrasis) ( ل" الرسومات الصاخبة " التي تساءل أمامها سيلادون ما إذا كان يقظا أو بين الأموات ـ إنه " أفي حلم أنا أم في يقظة ؟ " حيث تُُقام موضوعة العصر الباروكي 17 ، لاسيما أن موضوعة topos) (تتعلق في واقع الحال بمكان عام غارق في القدم 18 .

يلح النص على التغيير السردي لليقظة . بتطور محكي عودة سيلادون إلى عالم الأحياء بداخل متتالية تتألف من وصف جسده الغارق إلى النصف ( في نهاية الكتاب I ) ، من يقظة أولى في غرفة قصر الحوريات ، تم قطعها على الفور بواسطة غوص في النوم ( بداية الكتاب II ) ، و من صحوة جديدة ، امتد المقام بهذا الأخير ، أمام اللوحة ـ أو بيقين أكبر البساط ـ التي منحته صورة عن سويدائه ( الكتاب II ، ص : 41 19 ) . تعتبر هذه المتتالية الأكثر تركيبا من كل إغفاءات الأستريا : وهكذا فإنها تطرح قضية علاقة النص بما سيصبح برنامجا سرديا لمجموع الرواية ؛ علاوة على ذلك ، فهي تطرح [قضية علاقة] مكان سيلادون بين الرعاة الآخرين ، نومه بالنظر إلى الإغفاءات الأخرى ، طبعه المثالي عند الاقتضاء ، طبعه النموذجي ، الذي ينطبق على تفسير الإغفاءات الأخرى . وفي الواقع ، فإن تكرار صحوات سيلادون يبرز مراحل هذا

ـ 15 " يعتبر النبع ، في واقع الحال ، قبرا يخلد ذكرى راعية مجهولة ماتت كونها لم تُحب . إن هذا الصرح هو في الوقت نفسه منبعا للحياة ، يرمز له بانبثاق الماء ، وهو أيضا يعتبر مبدأ للموت " . اُنظر : عدن المنسية : تشوش العلامات في الأستريا توني غيرايير Tony Gheeraert) ( عن موقع : journals.openedition.org (م)

16 " تحلم " غلاطيا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة : إنها " تهذي " . اُنظر أنطوان فوروتيير Antoine Furetière) ( القاموس الكوني ، 1690 : تُقال عبارة " حلم " " عن أولئك الذين يفعلون أو يقولون في اليقظة أشياء غريبة . ويُقال عن هوميروس أنه كان يحلم أحيانا . هل أنت مجنون ، هل تراودك الرغبة في دعم هذا الاقتراح ؟ [...] "

17 يرى توني غيرايير أنه لطالما تم اعتبار رواية الأستريا رواية باروكية ، ليس بالنظر إلى مسرحتها ، ولكن أيضا لكونها تتضمن فكرة أزمة للعلامة والدلالة . عدن المنسية : تشوش العلامات في الأستريا . (م)

18 فلورانس ديمورا Florence Dumora) ( ، العمل الليلي . حلم وتمثل في القرن السابع عشر ، باريس ، هنوري شامبيون ، " نور كلاسيكي " ، 2005 ، فصل 5 ، " الحلم واليقظة " .

19هنوري دي أورفيه ، الأستريا ، الجزء الأول ، الكتاب 2 ، ص : 41 : " من جانب كان يرى زحل متوكئا على منجله ، شعر طويل ، جبهة مجعدة ، عينان أرمصان ، أنف معقوف ، والفم مقزز من الدم ، و لا تزال مملوءة بقطعة من أبنائه ، افترس أحدهم إلى النصف في اليد اليسرى ، والذي عبر الفتحة التي أحدثها له في الجانب مع الأسنان ، وكان ذلك أشبه باختلاج الرئتين ، وخفقان القلب .

الولوج إلى وجود إيثيقي باعتباره واحدا من موضوعات الأستريا ، على الأقل الأجزاء الثلاثة ل1607 ، 1610 و 1619 في حياة هنوري دي أورفيه . يبدو أن يقظة سيلادون تقدم الصيغة الرعويةل لعبور في فضاء وزمان آخر . على أن تلك القراءة تطرح مشكلتين : أن نجعل من النوم ثابتة أدبية topos) ( ـ بالمعنى الاشتقاقي للكلمة لدى كورتيوس E. R . Curtius) (20ـ يمكن اختزاله إلى سمات ودلالة ثابتتين من جهة ، يمكن كشفهما في أمكنة أخرى للنوم ؛ ومن جهة أخرى أن يستنتج منهما فرضية أن بداية الرواية ، بما أن الأمر يتعلق هنا بالتعليق على افتتاحية الأستريا ، يحمل شكل ورهانات الرواية ، وينطبق ذلك على برنامج ما . فإذا ما تم القبول بقراءة هذه الافتتاحية حتى وصف تفصيلي للرسومات المشرقة ، فإن النص يظهر بالفعل منضويا تحت تقليد الوصف التفصيلي التدشيني الخاص بالجنس الرعوي ، في استهلال رواية عشق دافني وكلوي Amours de Daphnis et Chloé) ( المنسوبة إلى لونغيس Longus) (21 ، التي قام جاك سنازار Jacques Sannazar) (22 بمحاكاتها في بداية قصيدته أركاديا Arcadia) ( (1504) لفترة طويلة من ترجمتها إلى الفرنسية بواسطة جان مارتان Jean Martin) (23 (1544) ، إلى حدود استهلال قصيدة الحظيرة لرونسار Ronsard) ( 24 ، مرورا بقصيدة بيللو Belleau) ( (1565 ) . تشترك كلها في أسلوب مغالط أكثر منه محاكاتي ، في الخاصية الثقافية للرعوية بعمق ، وبعدها الإيثيقي .

وفي الحقيقة ، فإن النوم الأول للرواية ، يمفصل مودة سوداوية ضمن وصف للصورة ، لكنه يمتلك ما يميزه عن تلك الصورة ، التي تمتلك هنا مصراعين ، جسد سيلادون نصف ـ حي نصف ـ ميت في منطقة لينيون حيث تلاحقه الحوريات ، الأجساد المفترسة من قبل صورة زحل في اللوحة . وهكذا ، وبعد زوال وهم الموضع المثالي locus amoenus) ( في الكتاب 1 من الجزء الأول ـ إن انتحار سيلادون يعتبر سقطة خارج إتقان لوكيوس locus) ( ـ يحدد الكتاب 2 عنصري موضع النوم : جانب تقني ـ النوم هو مناسبة لمحكي ( سرد ما قامت به غلاطيا ) ووصف للجسد ـ ، وجانب تأويلي ، يتضمن وضع الحقيقة والخطإ في ترابط ، الاعتقاد والشك في قلب إعادة الكتابة المسهبة للطوبوس topos) ( . تقوم أمثلة النوم على ربط كتابة للجسد ، منضوية في بلاغة مؤثرات بموضوعات فكر فلسفية وإيثيقية . وفي كل الأحوال ، تتم إعادة وصلها بقوة بحضور سردي للصورة ؛ فإما أن جسد النائم يشكل موضوعا لوصف ـ على أنه في الواقع ونادرا جدا مما يتوقعه المرء ـ أو يبدو محاطا بصور ، مثل يقظة سيلادون بواسطة الوصف المفصل لزحل ، وهو يفترس أبناءه ، على بساط غرفة [بلدة] إيزورا . تشير السمة الثانية إذا إلى انتقال بالنسبة إلى بيان عن اضطراب خاص بثيمة النوم ـ يتعلق الأمر بنوم أو بموت (مزيف) ؟ لا تستعيد رواية الأستريا مسألة الوهم إلا من أجل أن تدرجها في سيرورة بنينة للانفعالات بواسطة صور الجسد ، لقد تمت الإشارة إلى هذه الأخيرة بواسطة الإحالة التصويرية 25 .

20 في كتاب الأدب الأوروبي والعصر الوسيط اللاتيني ، [Europaische Literatur und Lateinisches Mittelalter , Bonn, 1948 ] ترجمه من الألمانية ج . بريجو J. Bréjoux ) ( ، أعيد طبعه . دار نشر بوكيت ، " أغورا " ، 1991 .

21 لونغيس Longus) ( : مؤلف إغريقي عاش على الأرجح في القرن الثاني أو الثالث الميلادي ، وقد اشتهر بروايته : دافني وكلوي . (م)

22 جاك سانزار Jacques Sannazar) ( (1458 ـ 1530 ) : شاعر إيطالي من عصر النهضة . قضى بضع سنوات بالمنفى بفرنسا ، من 1501 إلى 1504 . (م)

23 جان مارتان Jean Martin) ( إنسانوي اشتهر بطبعه للأعمال الكلاسيكية أو الحديثة التي عمل على ترجمتها إلى الفرنسية . (م)

24 بيير رونسار Pierre Ronsard) ( (1524 ـ 1585) يعد واحدا من أهم الشعراء الفرنسيين في القرن السادس عشر . (م)

25 بمعنى الإحالة على "ال" تصوير أكثر من الإحالة على تصوير خاص . بالإمكان ربط هذا التفكير

تشتغل الإشارة إلى النوم ، في سياقها السردي الأكثر مباشرة ، مثل موضعة واحد من تلك التقلصات إثارة الشفقة pathos) ( العاشقة التي يرتكز عليها تطور الحبكة ـ الإطار ، أعني سيرورة التعرف ، التي ينبغي عليها إعادة سيلادون ، بالقرب من أستريا . حوله ، العديد من الرعاة الذين تقود آلام وجدهم إلى النوم ، ناسجة طباق الحبكة الرئيسة : يبدو أن لوسيدا Lycidas) ( ـ شديد الغضب ـ عائدا من " إغماءة طويلة " ، حينما في الصباح " أُكره على النوم تحت بعض الأشجار ، حيث كل شيء تعرق بالدموع ، وفي الأخير كدره الشديد أجبره على النوم " (I ، 7 ، ص : 270 ) . نفس الغيظ لدى سيليون Célion) ( ، ساخطا على إرغاست Ergaste) ( الذي انتوى اغتياله أثناء عودته من فوريز ، والذي أصيب بالوهن من فرط تناوله أعشابا وفواكه أثناء مسيره : " حدث أن ذلك النوع من التعب ، احتمى ببعض الأشجار التي تصنع ظلا ممتعا لينبوع ، وهناك ، بعد أن تمتع ببعض الوقت أعاد التفكير في استيائه ، ثم نام " (I ، 10 ، ص : 417) . سيلفاندر ، الذي يعتبر قرينا لسيلادون ، يُعرف أيضا بتيهه بعد أن استمع ، من دون أن يتعرفهما في ظلمة الغابة ، نقاشا بين صديق مختف والكاهن أدماس Adamas) ( : " إن العمل والنوم أجبراه أخيرا على اختيار مكان للراحة ، لا يعرف صراحة من أي مكان يعود إلى قريته الصغيرة " (II ، 2 ، ص : 81 ) . فيما بعد ، في نهاية اضطراب من اضطرابات النوم تعزله عن " جماعة " نظرائه :

وقع على قفاه ، العينان متجهتان إلى أعلى ، كان يعتبر ، عبر كثافة الأشجار ، النجوم التي كانت تظهر ومختلف الأفكار الوهمية التي تتشكل في الغمامة ، ولكن لم يكن هنا الكثير من ذلك ، وليست غاية في التنوع ، مما قال هو نفسه ، أن تلك [ النقاشات] ، والخطابات التي سوف يسمعها حملته على التفكير فيها ، وقد كلفته تلك اللذة غاليا ، والتي يدرك عبرها أن ديانا Diane) ( كانت تحبه ، ولقد كان في شك من أمره ، ما إذا كان مضطرا اضطرارا كبيرا إلى حب اطلاعه ، الذي وفر له تلك المعرفة ، من أن يكون مستاء من أجل اتخاذ القرار الصعب الذي اتخذته . لقد تم تفحص ذلك الخيال في ذهنه لفترة طويلة ؛ أخيرا فإن الحب من أجل الشفقة ساعده على إغماض عينيه وجعل النعاس يتسرب إليهما كي يدهش نوعا ما عدم يقينه . [II ، 6 نهاية ، ص : 272 ]



يشيد النوم وقفة في تلك الحركات التي تخص عاطفة pathos) ( السويداء المُحبة التي يشكل سيلادون صورة نموذجية لها ، لكن أيضا بدرجة أكثر اعتدالا عِلمه المزدوج ، سيلافاندر ، كذلك لدى رعاة آخرين ، في روايات عاطفية إلى حد ما . مثلما ترغب في ذلك شذرة لهيراقليطس ، الذي يقارن النوم والحلم ، ثم يجعل من الحلم صيغة لما هو خاص ، يعيد النوم الرعوي كل معتزل سوداوي إلى صيغة مشتركة للوجود 26 . ففي رواية الأستريا ، يقوم كل نعاس بقطع سيرورة العزلة ـ " إن ذلك التفكير السيئ ، بخصوص كل الآخرين ، لهو عدو للنوم " (II، 6 ، ص : 262 ) ـ مع العمل على عزل هذا الراعي أو ذاك العاشق عن غضبه الشديد أو عن عذابه ، صانعا من كثافة جسده النائم مرحلة أولى لإعادة إدماج في فضاء مشترك ، ومتلقيا في بادئ الأمر لنظرة وقول 27 .

بملاحظة بيرنار يون Bernard Yon) ( ملاحظا أن " الوصف المحدد يحتاج [إلى] وساطة ومسوغ التصوير من أجل أن يحتل مكانته في السرد . " ( من التصوير إلى الوصف في الأستريا " ، بدايات ازهرار العصر الكلاسيكي . متفرقات على شرف جان جهاس Jean Jehasse) ( ، جمعها بيرنار يون ، سانت إتيان ، نشر جامعة سانت ـ إتيان ، 1995 ، ص : 172 ) .

26 اُنظر الشذرة 89 ـ 9 لهراقليط ، نقلها بلوتارخ في : عن الخرافة ، 3 ، c ـ 166 : " لقد قال هيراقليط ثمة عالم فريد ومشترك بالنسبة لليقاظى ، على [أن] كل واحد من النائمين ينعطف في عالم خاص eis idion) ( " الأعمال الأخلاقية ، II ، الآداب الجميلة ، ص : 252 ، منقول عن ديمورا ، العمل الليلي ، ص : 155 ، ملاحظة 1 ) . ففي [مسرحية] جنون هرقل لسنيكا ، نام هرقل بعد أن ذبح زوجته وأطفاله بواسطة خطإ سببه الجنون ، وأثناء صحوته من النوم ، تخلص من جنونه وأدرك ، عند الألم ، فعلته . وهكذا فإن ثمة تقليد أدبي لل" مأساوي " يقيم بشكل صارم علاقة بين النوم وتسكين العنف العاطفي .

27 في فقرة قصيرة من [كتاب] رسائل فارسية ، نجد أن موضوعة topos) ( تستثمر من خلال سخرية مضحكة : القراءة بصوت مرتفع لجزء " مغبر " تماما من [كتاب] المحكمة المقدسة للأب نيكولا كوسان ، الأكثر قراءة للأدب اليسوعي في القرن السابع عشر ، عمل على إشفاء ساهد ، بدون لف أو دوران ، تخلى عن العلاجات غير الفعالة وعن العلاجات



علامة ، أثر

وهكذا يعتبر النوم مناسبة لتفسير . يُلاحظ أن الجسم النائم ، والأستريا لا تشد في هذا الصدد عن خاصية النوع ، التي تفترض المرح ، مقطوعات وصفية ، وتلفظات شعرية أخرى التي يخضع لها في واقع الأمر ، سيلادون أمام سيلفاندر ( II ، 3 ) ثم أستريا (II ، 8 ) ، الرعاة سيليون (I ، 10 ) وسيلفاندر (II ، 8 )28 . ومع ذلك ، فإن هنوري دي أورفيه أقل اهتماما بإنتاج وفرة من الأشكال العائدة إلى الثيمة (topos)بدلا من بناء نوع من السردية للانفعالات ولتغيراتها . تجدر الإشارة إلى أنه في نوم سيلفاندر ، يتم إبراز إشارات عاطفته الغرامية : ما كاد يصحو هو ذاته ، حتى عثر سيلادون على صديقه النائم (II ، بداية ، ص : 83 ـ 84 ) ، وإذا كان في أول الأمر يبكي ويتشكى ، فإنه يميل أخيرا نحو وجه هذا الأخير ، فيبصر " كل شيء تغطيه العبرات ، التي تذرف تحت الجفون ، على الرغم من كونها كانت مسدلة " .

يشيِّد النوم فاصلا بين عمق محكي ما ـ قصة هذا الراعي أو ذاك ـ وجهاز تفكيك وتلفظ . علامة بامتياز بين العلامات التي تمفصل العالم الرعوي 29 ، يعتبر الجسد النائم للراعي فريسة مفضلة لقراءة لا تتوقف عن إثبات علاقتها بمطاردة إشارات الحب 30 . تشير استعارة الصيد على كون النوم هو موضع تشكل علاقة غير متكافئة ، منفصلة ـ الصداقة أو العشق ـ منسوجة من الشكوى والمدح . عمل جد متفرد ، في بعض الحالات ، هي الرسائل والانتحالات التي تعيد نسج الخيط المتقطع للروابط بين الأصدقاء أو العشاق . وهكذا ، وعلى سبيل المثال لما قام سيلادون بكتابة رسالة إلى أستريا ، ووضعها في يد سيلفاندر النائم على الدوام (II ، 3 ) ، حينما سرقت ليونيدا من سيلادون النائم رسائل أستريا ، التي وضعها في جراب (II ، 7 ) ، أو لما وضع سيلادون رسالة جديدة في يد أستريا ، قبل استيقاظها وعدم تيقنها برؤية شبح راعيها (II ، 8 ) :

لم أكن ، أجابت أستريا ، لا بالمستيقظة جدا ، ولا بالنائمة جدا ، لما كان يتنهد من حولي ، لا بل بالقرب من وجهي ، فتحت عيني ثم أبصرت روح راعيّ أمامي . لكن ، يا إلهي ، كم كانت جميلة وجلية . لقد كانت كما لو أنه لم تكن ثمة شمس تجود بأشعة إضافية . احكمي عليه ، يا أختي ، بما أنني لبث مفتونة إلى حين وجودي هنا . لكن فحالما ألقيت عليه نظرة ، حتى تلاشى كالبرق . وفي الحقيقة ، أيتها الروح الطيبة ، لديك الحق في ألا ترغبي إلا في رؤية تلك التي أساءت الحفاظ على حياتك فنجستك . فإذا ما كنت ملتزمة بلا حدود بخصوصك ، بما أنه توافرت العديد من المناسبات لكراهية نفسي ، ومع ذلك فقد جعلتني أبدو مثل حبك المستمر . [ ص : 333 ـ 334 ]

التقليدية أيضا . في مكان وموضع ، " يحل " الكتاب من أجل علاج المريض ، وشأنه في ذلك شأن الكتاب ، " يحل " النوم كذلك ، بالكاد يتم الشروع في القراءة ، حينما كان يتم الاعتقاد بعدم القدرة على انتظاره . تاريخ كتاب تلك الطرفة بخصوص ضجر ناجع تم إحداثه بواسطة مدى حجم زمن آخر ، بدون شك ـ القرن الأخير ! ـ ، ولكن ذلك مجرد قصة أشكال ، بما أن العلاج يؤثر من جيل إلى جيل ثم إن هذه الطريقة الأولى تكون متبوعة بلائحة من النصائح تخص الكتب الأكثر تعلما ، الطب واللاهوت ، تمارس على الأمراض الجسدية للبشر ، في تقليد فاتحة [أول كتاب] بانتاغريال Pantagruel) ( ، أو " وقائع توضع بين أقمشة جيدة ساخنة جدا [...] بدلا من الألم " : مونتيسكيو رسائل فارسية ، رسالة III CXL ورابليه ، بانتاغرييل ، الفاتحة .

28 من دون الحديث عن مقطوعات الشعر أو المسرح . فعلى سبيل المثال ، ومن أجل البقاء في الرعوية ، فإن موجز [كتاب] La Silvanire) ( لجان مايريه Jean Mairet) ( ، 1631 ، II ، 1 ، البيت 581 وما يليه . ثالوث ترينتا Trinte) ( ( " آه ! بصدق وأعتقد أن جفنيه / فقد أخفيا لصالح عيني نورهما ، / أو بالأحرى شمسان حارقتان جدا وناصعتان جدا [...] " . اُنظر بالنسبة للمقطوعات الشعرية السردية ، المقالة التي ساقها م . لوغا ، " مسالك ضيقة وفرائس النوم " .

29 علامات لفظية ( نبوءة ، رسائل ، أشعار ) وعلامات مرئية ( لوحات تشكيلية ، استعارات ، وجوه غير مبالية ) ...

30 سلط موريس لوغا الضوء على تناسق طرائد الصيد والنوم ( " مسالك ضيقة وفرائس النوم " ، ص : 51 ، تعريف عبارة " مسلك " في الاستشهاد الذي سلط الضوء عليه في مقالته : " هذا المسلك الضيق الذي ، ينزلق في رصيفه ؛ وبالتالي ، كل مسلك خاطئ ترسمه الحيوانات في الغابة " ) . هذا التناسق يجد تضمينات طبيعية في النموذج المثالي للصيد في المحكي ( اُنظر ت . كاف T. Cave) ( ، أحداث ما قبل تاريخية ، ص : 132 ) .



يعتبر هذا النوم الأخير متطورا في الرواية ، لا شك في ذلك ، لأنه فيما بعد ، في الكتاب III ، يتنكر سيلادون في صفة راعية31 تحولت إلى " ألكسيس " . يحل التنكر الأنثوي للراعي إذا محل ظلال النوم والأشباح بداخل سياق التقريب بين العشاق :

ولأنها كانت تتكلم بغطرسة كبيرة ، وقد كان يبدو أن أستريا كانت تحلم صاحية ، لأنها استدارت إلى جانب ألكسيس : آه سيلادون ! قالت ذلك بحسرة كبيرة ؛ دون أن تضيف كلمة أخرى ، عادت إلى نومها . [ IV، 5 ، ص : 253 ]

بوصفنا للجسد كوسيلة نقل أو حامل ، فإن إغفاءات الرعاة تجدد حقيقة الروابط بين الغائبين إذا . ففي الطيات السردية التي يستبقيها كل ورود للنوم للقراءة ( نهاية كتاب ، افتتاح كتاب تال ) ، لا يتم تعريفها مثل إيقاع ثنائي ( نوم / يقظة ) مثل شهوانية للعلاقة الغرامية في مكان وزمان العنف العاطفي . تخدم انتقالية النوم البناء السردي لتلك الشهوانية 32 .

هل تساهم العواطف التي تم تقديمها في تعريف للتقاليد الخاصة بالرواية ؟ إن النوم هو فرصة تفسير لعلامات جسمانية تشمل وجود الرعاة بأجمعه . وهكذا فإن تلك الحركات التي تشكل براعة الملاحظ للنائم ، اليقظ في المستقبل ، ثم سلسلة جديدة من الأسئلة: أي فريسة كان النائم ضحية لها ( من وضع هذه الرسالة في يدي ؟ ) ؟ بمعنى : أيّ نوع من الفريسة كنت إذاً ، أنا اليقظان ؟ خصوصا وأن انتقال الكتابات حول الأجساد النائمة لرواية الأستريا ينشئ شبكة تبادلات ، التي تتضمن الكثير من الأخطاء والتعديلات . ولأن سيلفاندر لا يملك إلا أن يتخيل أن سيلادون هو من وضع في يده رسالة من أجل أستريا ، لقد اعتقد أنه قرأ فيها كتابته الخاصة الموجهة إلى ديانا . يتعرف الشخص النائم نفسه في علامات ليست خاصة به ، تضطرب انتقالية النوم في انعكاسية مترددة . بتعبير أدق ، فإن ليونيدا التي تظن أنها قامت بسرقة رسائل من لوسيدا ، فهمت ، أثناء قراءة توقيع أستريا ، أن الفريسة الحقيقية لهذه الأخيرة هو سيلادون . وبالنسبة لأستريا نفسها ، فإن تفسير رسالة سيلادون ، سيعمل على أن يؤكد لها ، أن راعيها قد مات وشبع موتا ، بما أنها " " فهمت فهما حرفيا " عبارات يأس المترسل السوداوي:

لو تهاونت في التعبير عن إبداء شكري لك ، مقدار ما يستطيع الظل الكاذب أن يحدث التأثير في ما كنت عليه ( لأني في الحقيقة لم أعد أكثر من شيء آخر ) فلو أتيت لزيارتي لرأيت ما لك من سلطة عليّ ، لأنه كما هو معلوم ، يعتبر ذلك واحدا من أعظم رغباتي أن أكون عالقا بذاكرتك . [ II ، 8 ، ص : 335 ]

لا وجود لنوم في رواية الأستريا ، لا يشيد مرحلة على طريق اعتراف ما ـ [ الاعتراف] بالآخر أو بالذات ، في الخطإ أو حقيقة التبادلات . كل نوم يحول المُحبّ الحانق إلى عاشق أكثر ليونة ، على أنه كل شخص نائم هو شخص سهران ماضٍ وآت ، كل مراقب للنوم سوف يصبح بدوره " مقروءا " في نومه . يكمن ما هو ضروري في السياق نفسه للمسار الذي يبدل عنف وفجاءة العاطفة pathos) (( بداية بمن قذف بسيلادون إلى منطقة لينيون ) إلى مدة طويلة ، ملتفة ، مليئة بدموع الحزن والاعتراف والتي [المدة] اكتشف عبرها الرعاة ، كونهم متلقين لنظرة أو رسالة مكتوبة . بعبارة أدق ، موضوعات اضطراب ،رؤية ، إحساس ما .

" التخلص من جسده "

31 ضمن مقال جوليا شمار ـ بيرجيرون (Julia Chamard – Bergeron)تحت عنوان : ذاكرة الرواية ، الأستريا و تقطعات الذاكرة ، ثمة سلوك منحرف لأستريا وترى الباحثة أن مرد هذا السلوك يرتبط بحياتها الداخلية . يُقذف بسيلادون في رحلة بحث استكشافية سوف تقوده إلى أن يرمي بنفسه في مياه لينيون ، ثم ينجو بواسطة حوريات ثلاث ، يهرب من قصر كي يجعل من نفسه راهبا ، متنكرا في صورة امرأة كي يكون له امتياز العيش في ظل حميمية أستريا من دون معرفة منها به ، باختصار ، كي يعيش حياة روائية ... عن موقع : books.openedition.org /pum (م)

32 يتجدث موريس لوغا من جانبه عن " انتقالية النوم " ، بجانب " اللاانتقالية لتمثل النوم " ( " مسالك ضيقة وفرائس النوم " ) .

وبالفعل ، فإن النوم الأستري ( نسبة إلى رواية الأستريا) لا يختزل إلى وقفة بسيطة في سير الأحداث ، الذي يكون مفعما بالأقوال أكثر من البطالة الرعوية ، ولا إلى سيرورة عودة إلى الهدوء . إنه يساهم في إعادة توزيع الانفعالات المثيرة للشفقة في المحكي . تطرح مسألة الموضوع في المصطلحات البلاغية لتوزيع العواطف ) affectus ( أو الأحاسيس ، توزيع فصّل فيه كانتيليان Quintilien) (33 وتمت استعادته بشكل موسع في مقالات البلاغة لعصر النهضة 34 . إنها [المسألة] ترتكز على التمييز بين عثة العواطف affectus) ( المحددة للقيم الفضلى éthos) ( والعواطف المهيجة affectus concitories) ( المميزة للأهواء والانفعالات pathos) ( ، أو بعبارة أدق ، بين الوجدان المعتدل والوجدان المحدد .35 ففي المتخيل الرعوي ، تتجلى هذه القسمة ، في وقت واحد ، مثل تمفصل ثابت جديد بين الوجدانات المثيرة للشفقة والوجدانات الأخلاقية لنفس الراعي ، ومثل علاقة بين رعاة باعتبارهم ذوات لانفعالات مختلفة ، متناقضة أو تكميلية . وبالنسبة للقارئ الحديث ، فإن مسألة الموضوع لا تُطرح فقط من وجهة نظر القيم الفضلى éthos) ( ، مثلما سوف يدعو تقليد التحليل الأرسطي إلى التفكير في ذلك ، لكن ضمن منظور لتمفصل مسردن narrativisé) (ـ بالمعنى الذي يشكل فيه موضوعا لمحكي ـ بين السلوكات العاطفية للرعاة ؛ علاوة على ذلك فإن أشكال التعبير متعددة ـ قصائد شعرية ، رسائل ، أثلاث شبه مسرحية ـ وهي تشكل ، في الأستريا مناسبة لل" ظواهر " التي تحدثها حالات الجسد ـ أصناف من الإغماءات ، أجهزة حواسية للإصغاء أو الرؤية .

ومما لا جدال فيه ، أن تماثل الإيقاعات السردية ( من كتاب إلى آخر ) يسهم في حوار الأهواء والانفعالات والقيم الفضلى الرعوية 36والإيقاعات البيولوجية أو الوجدانية ( من يقظة إلى نوم ، ثم يقظة ) المذكور [التماثل] أعلاه . على أنه في النسخة الأورفية للزمنية الرعوية ، يخضع تمثل العواطف تعبير الراعي المستيقظ إلى كلام تلقاه [راع] آخر أثناء نومه . ففي رواية الأستريا ، يعتبر هذا التعبير على الدوام تكوينيا للمرسل والمرسل إليه ـ القارئ ، النائم القديم أو مراقب النوم ـ ، ومؤلفة لعلاقتهما. وحالما يتم تعليق ألم عشقه ، يتحول النائم إلى وعاء للقيم الفضلى éthos) ( المثيرة للشفقة لمؤلف الرسالة . على أن هذا الانتقال الذي يشيده النوم في قلب براعة الكلام ( الجسد ـ وسيلة نقل الرسالة ) يتحول إلى تساؤل للنائم ـ اليقظان ( سيلفاندر ، أستريا ) حول نفسه ، بخصوص هويته كناسخ باليد ( سيلفاندر ) أو كعاشقة ( أستريا ) . يجعل النمو السردي للعواطف الوديعة affectus mites) ( من الجسد النائم نوعا من المرآة يتم حولها إعادة توزيع الذات المثيرة للشفقة للسوداوية العاشقة إلى ذوات إيثيقية : مراقب (ة)

للنوم ، النائم (ة) ، المتيقظ (ة) القادم (ة) . إن أي انزلاق للأهواء والانفعالات والقيم الفضلى لا يتحقق خارج إحداث اضطراب مادي ،[اضطراب] المراقب ك" متخلص " من ثقل جسده أمام مشهد الجسد النائم 37 ، [ جسد] السهران الذي يتضح أنه محروم من صفة أو حامل لعلامة جديدة .

33 كانتيليان Quintilien) ( : خطيب ومربي لاتيني من القرن الأول الميلادي ، وهو مؤلف لكتاب بالغ الأهمية :المؤسسة الخطابية ، الذي أثر تاثيرا كبيرا في فن الخطابة على مر العصور .

34 من أجل التمييز بين تقليدين لتحليل القيم الفضلى éthos) ( ، اُنظر جان لوكوانت Jean Lecointe) ( ، " المبادئ الأخلاقية للكتيبات الفنية الرسائلية " ، في ف . كورنيلياتF . Cornilliat) ( ور . لوكوود(R. Lockwood) (مدير) ، قيم فضلى وأهواء وانفعالات. وضعية الموضوع البلاغي ، أعمال الندوة الدولية لسانت دنيس ( 19 ـ 21 يونيو 1997 ) ، باريس ، ه . شامبيون ، 2000 ، ص : 349 ـ 356 . أحيل على مقدمة أعمال هذه الندوة حول مشكلة تهجئة كلمة القيم الفضلى . أخيرا ، من أجل تاريخ لمفهوم القيم الفضلى éthos) ( في عصر النهضة ، جان لوكوانت ، المثال والاختلاف : إدراك الشخصية الأدبية في عصر النهضة ، جنيف ، دروز ، 1993 .

35 كانتيليان ، مؤسسة خطابية ، ترجمة كوزانCousin) ( ، باريس ، الآداب الجميلة ، 1977 ، VI ، 2 : « Adfectus igitur hos concitatos , illos mites atque compositos esse dixerunt : in altero vehementes motus , in altero lenes[…]».

36 أستعيد هنا ، وأعمم تحليل الخطاب تحت الانفعالات ، تعبيرا ل ن . دوفوا n . Dauvois) ( ، " الذات بين النثر والشعر في









الشيء المهم هو أن ذلك الاضطراب لا يختزل أبدا في رواية الأستريا إلى إعادة كتابة بسيطة لموضوعةtopos) ( ( " أحلم أو ما إذا كنت يقظا " ) ، غير أنه يتلاشى من خلال تساؤلات ، صيغ تلفظ مختلفة أو حركات .

ينبغي إذن فهم أجهزة النوم في رواية الأستريا ، من خلال منظور وجداني يوظف أسئلة إيثيقية ، تخص التقديم الرعوي. إن الحدود بين اليقظة واللايقظة يتم استثمارها ، بواسطة الرواية في إطار استمرارية continuum) ( سردية لا تعوزها تنوعات شكلية . الكل يركز على واقعة تعريف وضعية تلك الاستمرارية أو ذلك الانقطاع الذي هو النوم : نقطة القطيعة أو نقطة الربط ، مكان لفقدان ( فقدان لمنفعة ـ رسائل ـ ، فقدان لهوية ـ من أكون أنا السهران ؟ ) أو مكان حيازة ( رسالة مرة أخرى ، يقين ـ يقين خاطئ مثل موت سيلادون ) ، أو مكان انتقال في كل الأحوال . ليست تلك الصيغ معاكسة ، إنها تحدد معنى الاستبقاء على الانفعالات بداخل السيرورة ذاتها لإخراس العنف المثير للشفقة .

في الجزء الثاني من الرواية ، يوجد سيلادون بمفرده في الغابة . ذات صباح ، عثر على أستريا نائمة في الغابة ، من بين رعاة آخرين استراحوا هناك :

أبصرت منديلا أعلى العينين يخفي جزءا من الوجه ، يدا تحت الرأس ، والأخرى ممدودة على طول الفخذ ، والتنورة ، مرفوعة نوعا ما عن غير قصد ، لا تخفي تماما جمال الساق . لاسيما وأن الجزء الأساسي من التنورة كان يشكل ضغطا عليها إلى حد ما ، ارتاحت ، ولم يكن يوجد على صدرها سوى منديل كان يبدو من خلاله بياض خلفها على وجه رائع . وعلى الذراع التي كانت فوق الرأس ، ينظر المرء الساعد مبتلعا حتى تحت المرفق ، يسمح ذلك برؤية ذراع بيضاء وممتلئة ، وحيث أن الأوردة ، من أجل رقة الجسد ، بواسطة لونها الأزرق ، تكتشف ممراتها المختلفة . وبغض النظر عن تلك اليد ، فقد عملت على عقص تسريحة شعرها ، وفي الليل كانت تعمل على تفكيكها ، إذا كان هذا من أجل شدها بلا مبالاة ، فإن جزءا من شعرها ، كان مسترسلا على خدها ، والآخر كان مشدودا إلى بعض أشجار العليق المجاورة . أي رؤية كانت هذه بالنسبة لسيلادون ! [II ، 8 ، ص : 330 ]

وبالتأكيد ، فإن مشهد الجسد الغافي لأستريا لا يمكن مماثلته بصورة الأهواء والانفعالات المحبة ، لكنه ينتج اضطراب المرض السوداوي لسيلادون ، بمعنى أنه يحدث واحدة من التعبيرات المثيرة للشفقة ، التي تسهم في سيرورة عودتها نحو العالم . مكتوفة الأيدي ، مثلما فعلت ذلك ، أثناء تعجلها في منطقة لينيون Lignon ) ( (I ، 1) ، تنحى الراعي أولا عن أستريا الغافية ، ثم ابتعد في الغابة ـ كما لو أنه كان يبصرها من حافة عالم آخر :

الأدب الرعوي : أخلاق وإثارة للشفقة للخطاب الغنائي " ، ف . كورنيلية و ر . لوكوود ، القيم الفضلى والأهواء والانفعالات ، ص : 219 ـ 221 .

37 موريس لوغا ، " مسالك ضيقة وطرائد النوم " ، ص : 70 : " اُنظر ، هاهنا يتم التخلص من حمولة جسد ، جسده ، وتعليق تلك الخسارة ، على الآخر ( كجسد) تخفيف الحمولة تلك " .







تراجع ، لم يفعل شيئا ، العينان مصوبتان إلى السماء ، بعد تلك الأقوال كما لو أنها كانت سلاسل تسحبه بعنف من ذلك المكان . [II ، 8 ، ص : 330 ]





وبمقدار لحظة "تعجله " ، فإن رد فعل سيلادون أمام أستريا النائمة يذكر بسهره أمام " الرسومات المشرقة " :

لقد كان مندهشا إلى درجة أنه ظل بلا حراك وبدون نبض ، وبدون نفس ، ولم يكن يرى بداخله أي علامة أخرى للحياة ، إلا دقات القلب والرؤية ، التي كانت تبدو مشدودة إلى ذلك الوجه الجميل . على أن ما حدث له وقتئذ ، مثل أولئك الأشخاص ، الذين ظلوا لفترة أطول في الظلمات ، وفجأة تم اقتيادهم إلى أشعة الشمس المشرقة جدا ؛ وكما أنها تظل منبهرة بواسطة وضوح فائق جدا ، وقدر شعورها برضى تام ، لن يتمتع بأي واحد من ذلك ، التوفر على ذلك فجأة ، ثم مغادرة ظلمة انزعاجاته . [II ، 8 ، ص : 330 ] 38

نفس اللمعان الذي يبدو أنه صادر عن الصورة الشبقية للراعية المتروكة للنوم واستعارة السوداوية : ففي الحالتين ، يعتبر الجسد سطحا لامعا ، مرآة تقريبا تحدث تأثيرا لافتا للنظر على الذي يرى . إن عبارة " رسومات مشرقة " التي كانت تشير ، يتم تذكر ذلك ، إلى رؤية زحل ، التي كان سيلادون سهرانا أمامها في مفتتح الجزء II يبدو أنها بالفعل ترجمة دقيقة ل[عبارة] رؤية enargeia ) (اليونانية الخاصة بالقوة البصرية للوحة ، أو معادلاتها اللاتينية لتوضيح illustratio) ( وجلاء evidentia) (39ـ إلى حد ما كما لو أن اللوحة ، أو ربما أكثر بالنظر إلى ذلك البساط ، امتص ميزة المزاج السوداوي ذاتها وعكسها أمام المشاهد .

38 يُنظر كذلك هنوري دي أورفيه ، الأستريا ، الجزء I ، الكتاب 2 ، ص : " ولأن الشمس تشرق تماما عبر زجاج النافذة على سريره ، عند تفتح عينيه ، لقد ظل مبهورا ، لدرجة أنه مرتبك ، في ظل هذا الوضوح الشديد ، لا يدري أين كان . أصابه عمل اليوم المنصرم بالإعياء ، لكن في الوقت المحدد لم يتبق لديه من ذلك أي ألم ، أكثر من تذكر سقوطه في [منطقة] لينيون ، وعن الفكرة التي كونها قبل فترة وجيزة عن موته ، يجد نفسه الآن في هذا النور المشوش ، لم يكن يدر ما الذي يقضي به ، حتى أن المحبة نقلته إلى السماء ، مكافأة على إخلاصه [...] "

39 T. Cave , Cornucopia . Figures de L’abondance au X VI siècle : Erasme , rabelais , Ronsard , Montaigne , Macula , « Argo» , 1997[1979], p.55 sq.







وبالرغم من ذلك ، فإن عبارة " هل أنا في حلم أم في يقظة ؟ " اليقظة ليست أمام أستريا ، المتعلقة بالنائم الذي يهجر نومه ، كما هو الحال في الكتاب 1 ، إنها عبارة المنعزل الذي يغادر غابته ـ إشارة مادية عن انتقالات الوضع ، التي تميز المعالجة الأورفية لأمكنة النوم . إن رد فعل سيلادون أمام أستريا يعيد تأويل صحوته بعد الأزمة السوداوية الافتتاحية للمحكي : لقد قامت بتكرارها وغيرت موضع التمفصلات . لقد تحول النائم هنا إلى مراقب مزعج لنوم مثير بشكل واضح ، شبقي على وجه الاحتمال .

إن سيرورة التذويت subjectivation) ( حيث أن محكي النوم ، يعتبر مناسبة مركبة لا تشتغل بطريقة استبطانية مثل ـ في بعض الجوانب ـ اليقظة أمام لوحة زحل ، على أنه في علاقة مبنية مع نوم الآخر ، وهو ذاته مرتبط بصورة مصورة . وهكذا فإن الاشتغال على عنف صورة أكل لحوم البشر ـ مصنفة ثيميا في بداية المحكي بواسطة ال" رسوم المشرقة " ـ يصل صور الجسد ، وتفكير حول موضع قارئ الصورة . كما لو أن وظيفة الرواية كانت بشكل معين ، تلطيفا للوهج المسبب للعمى للصورة السوداوية من أجل منحها قيمة إيجابية ، غير مخزية ، بمعنى منحها طاقة 40 قادرة على إحداث حركة إيثيقية ، كالحركة التي تدفع إلى كتابة رسالة غرامية على سبيل المثال .

تشدد هذه القراءة ، على الرابطة بين الاستشفاء السوداوي ، وتشييد نظام جديد لصور الجسد . إن الجانب الخلفي للدمج ، نظام منتهك للصورة ، المسببة للعمى والزمن المتوحش ، متمفصلة فلسفيا ، على إدانة الحب السوداوي ، في بداية الرواية ، تكمن في سيرورة تجسيد : تنظيم العواطف في ، وبواسطة الصورة النموذجية ، بتشييد إمكانية لزمنية بالنسبة للرعاة . إن ما يعمل النوم على وضع نهاية له ، هو العنف المفاجئ لزمن مثير للشفقة ، يجسده افتراس زحل ؛ وما الذي ينفتح عليه ، هو صيغة للزمن كامتداد ، كتغيير للعواطف . ليس نوم الرعاة على هذا النحو سوى مثال واحد من بين أمثلة أخرى لصيغ تشكل الزمن الإيثيقي في ، وبواسطة النص الرعوي ـ الضمان الموجود في مغادرة اليقظة ، مدة ، في غياب شعور قوي ، يتم إرساؤه .

يعتبر الجسد النائم مكانا من الأمكنة ، من بين كل تلك الأمكنة التي تقترحها الأستريا ، حيث تتشكل تجربة للزمن ، حيث الزمن المتوحش يتحول إلى شبقية للعلامات الجسدية والهويات 41 .

40 أشار ت. كاف T. Cave) ( إلى الغموض ، في لغة محلية على الخصوص ، للرؤية enargeia) ( والفعالية energeia) ( أو الطاقة ( بالفهم الأرسطي ) المجاز : قرن الوفرة Cornucopia) (، ملاحظة 40 .

41 من المؤكد جدا أن تزيين رواية الأستريا بالرسوم ، منذ الطبعة التي قدمها أ. كوربيه (A . Courbé) وطبعة سومافيل Sommaville) ( 1632 ـ 1633 ، قد ساهمت في هذا الترتيب ذي الخاصية



وهكذا فإن الشفاء السوداوي ، يتم إدراكه ضمن سجل آخر ، بدلا من خطابات المعرفة التي تجعل من محادثة الرعاة محادثة مألوفة ، مقترحا تأويلا أصليا لوقت الفراغ otium) ( ، للنافع المحبوب utile dulci) ( ، الذي يحدده فراغهم المكرس جدا . يوضح النوم المظهر الخارجي للجسد في موقعه ، الأهمية القصوى للوصف ، إبراز تأثيره باعتباره مشكّلا بواسطة التقليد الورع للعلاقة بالمظاهر الخادعة 42 . بإمكاننا محاولة الحديث عن " نزعة ظاهراتية شكوكية " من أجل الحديث عن لحظة هذا التفكير أمام صورة الجسد النائم ، ما إذا كان التعبير لا يمنع من تسمية نسق 43 ، هناك ، حيث يتم التعامل مع نوع من النمو السردي ، والشعري للمظهر القديم للأبدان ـ وهو ما يعبر عنه جيدا اسم الأستريا الذي يحيل في نفس الوقت إلى ألوهية وإلى نجم ، إلى استعارة وإلى راعية . إن مصطلح " ظاهراتية " الذي اقترح لفترة طويلة من طرف نوربيرت إلياس Norbert Elias) (من أجل تعيين اضطراب الإدراك في رواية هنوري دي أورفيه 44 ، إذا كان غنيا جدا بلا شك بالتضمينات بالنسبة لانبثاقات الظاهرة في الأستريا ، فإنه مع ذلك يقدم لفائدة السعي لتفكر جسد الرعاة في العلاقات المركبة ، التي تجعل من مجتمعهم موضوعا للتاريخ . إن لحظة الظاهرة ، ألق النوم ، إنه بالفعل حيث إن جسدا ما يكون مستقلا ، جسدا منفصلا ، يشرع في الاندماج ثانية في طائفة الرعاة .

الإيثيقية والسياسية للجسد الرعوي . بخصوص هذه الطبعة اُنظر http://www.astree.paris-sorbonne.fr/icono1633.php. لقد أُنجزت دراسة تلك الرسوم جزئيا : اُنظر أ . دبرشينDesprechins) ( ، " صور الأستريا : دراسة تلقي النص عبر النجود tapisseries ( " ، مجلة التاريخ الأدبي الفرنسي ، ماي ـ يونيو 1981 ، عدد 3 ص : 355 ـ 366 ، " رواية فرنسية من القرن X
VII منظورا إليها من خلال النجد الفلاماني ( هنوري دي أورفيه ، الأستريا ) " ، [مجلة] Septenttion) ( ، عدد 1 ، 1987 ، ص : 54 ـ 58 ، وأيضا م . ساران M . Sarant) ( ، " الأستريا في فنون النجد " ، في د . دنيس (مدير) ، قراءة الأستريا ، ص : 237 ـ 254 . من أجل دراسة للموازنة بين النص والرسم في حالة رعوية درامية ، [مسرحية] La Silvanire) ( لجان مايريه (Jean Mairet ) ، أحيل على مقالي " المكان المسرحي ، مكان المؤلف ، المكان الثقافي . الرعوية الدرامية والكتاب في منعطف القرن X VI و X VII عشر " ، في ل . نورمان L . Norman) ( ، ب . ديزان P . Desan) ( ، ر . ستريير R . strier) ( (مدير) ، من المتفرج إلى القارئ . ترسيخ المشهد المسرحي في القرنين السادس والسابع عشر ، أعمال ندوة شيكاغو The Book at the age of theater , mars 2001 , Schena editore / presse de L’université de paris – sorbone , 2003 , p . 243 – 271 .

42 اُنظر ف . لوسيركل F . Lecercle ) ( ، " ما لا يمكن تصوره . الجسد بين لاهوت الصور ونظرية الفن " ، في ج . سيار ، م . فونتين J . Céard, M. Fontaine, J . C. Maargolin) ( ج . س . مارغولان J. c . Margolin) ((مدير ) ، الجسد والنهضة ، أعمال الندوة XXX ل[مدينة] تور ، باريس ، إلى هواة الكتاب ، 1987 ، ص : 173 ـ 186 ( ص : 180 من أجل تحليل " تكرارات " الصورة حول الناسك الذي يرى ) .

43 يمتلك اختزال الأهواء والانفعالات العاشقة ، بشكل عام ، طاقة ظاهراتية تبدو فعلا أنها تستدعي قراءة شكوكية للأستريا . إن الفكر الشكوكي ، الذي تم نقله إلى النهضة عبر طبع [كتاب] (Hypotyposes pyrrhoniennes) لسيكستوس أميريكوس (Sextus Empiricus) بواسطة روبيرت إتيان Robert Estienne) ( ، فقد قدم للظاهرة مكانة مركزية في مسألة الحكم على المظاهر ، مسلطا الضوء على كيفية تأثير هذا المظهر الحساس علينا من خلال الأهواء والانفعالات . وفي الواقع ، فإن تمفصل نوم ـ أهواء وانفعالات ـ ظاهرة يمكن أن يتم ربطه بهذا النقاش المستفيض حول المظاهر التي تم تحليلها بواسطة أ . هونين E . henein) ( بدلا من مكان آخر ، في علاقة مع الرواقية هنوري دي أورفيه من نزعة شكية ستكره على التفكير في أورفية مونتايني ، مختلفا في كل الحالات على مؤلف رسائل أخلاقية (اُنظر روائي متغير . التنكرات في " الأستريا " لهنوري دي أورفيه ، فازانو fasano / باريس ، Nizet) (، 1996 ) .

44 في الفصل الأخير من [كتاب] مجتمع المحكمة(1969 Die Hofische Gesellschaft ,) ترجمة عن الألمانية بيير كامنيتزر ، باريس





إن ملاحظة أن المسألة السياسية للأهواء ، تنفتح في الأستريا على فكر الظاهرة والإدراك ، هو أيضا رؤية أن هذا الأخير ، يتم على الفور ، رده لحساب إيثيقا ممارسات مدنية . إن تلك التجربة الظاهراتية التي هي مكان للنوم تمنح شكلا إلى تاريخ معيش ومدرك في الجسد ـ تجربة بدون اسم ، على الرغم من أنه كان ينبغي عليها أن تكون مدركة فورا بواسطة قراء الرواية ، لو تم الإيمان على الأقل بنجاحها الباهر . لو أمكن للنوم أن يكون بالنسبة للرعاة ( والقراء ) تجربة ، فلأنه يقوم بتحويلهم في موقع ما : فهو بالنسبة إليهم يعتبر مكانا لتغيير .

تنفصل كتابة هنوري دي أورفيه بوضوح ، بواسطة صيغ التمفصل بين الانفعالات ، وبين طرائق الخطاب الأخلاقي الذي تقترحه ، انبهارات الإدماج التي تشكل الكتاب الممتع لميشال كايو Michel Caillou) ( الأستريا45 ـ كون أن صورة زحل تعمل على أتمتة thématiser) ( السوداوية التي تشهد عليها عتبة الرواية . لا يعتبر النوم الأستري قط عمقا ، ماعدا ربما النوم الأول لسيلادون ( عمق الحديقة حيث ترجلت غلاطيا ) . فهو يكون إما سطحا عاكسا ( بالنسبة لمستيقظ ) ، أو طرف (يقظة ) . لا يمتلك محتوى ، إنه غلاف صرف ، إن لم يكن ظاهرة صرف ـ إنه يتلقى ويقذف شيئا من الباتوس pathos) (العاشق وهكذا المحب نحو نظرة ما . إن محيطه ذو أهمية بالنسبة للبناء السردي ، الحدود التي يرسمها بين راع وأولئك الذين ينظرون إليه .

سيكون من الخطإ إذن ، البحث في الأستريا ، عن استرجاع أمكنة النوم في تجربة شاملة للذات ، كما ستقترحها ، فيما بعد ، رواية التعلم أو فلسفة الوعي . تساهم صور النوم نوعا ما في ما يسميه سيرتو " عملية تأريخيةhistoriographique) ( " : تحليل للجسد العاطفي ، توقف العنف ، الذي هو حامله ودمج هذا الجسد من جديد في الإطار الإيثيقي للرعوية . من غير الممكن إذن رفض ملاحظة مساهمة في " قضية " الجسد العاطفي لرواية الأستريا في تنظيم اضطرابات الدين ، في بناء معقولية للأهواء السياسية وفي تقديم سياسي للجسد السوسيوـ سياسي . في بداية القرن السابع عشر ، خضع سِلم الدين ، إلى إعادة تعريف نزاعي ، للعلاقات بين الدولة والكنيسة ، أشكال سياسية للوحدة ، عاملة على معارضة ، وتجنبا للإطالة ، المناصرين ، بأولئك الذين تتم تسميتهم ب" السياسيين " . تسمح المسافة الرعوية ، بالحديث عن تلك الوحدة منذ موقع المثال ، من دون الطريقة التي يسائل من خلالها تخييل هنوري دي أورفيه ، مكانة الجسد العاطفي في المجتمع الرعوي الذي تضعه تلقائيا إلى جانب الأكثر تحمسا ، أولئك الذين ، سيضعون ، في غضون سنوات 1620 ، الإصبع على الطبائع الفاجرة الأكثر تميزا . إنها تمنح بالمقابل عنصرا للفهم بالنسبة للاعتراف بالرواية من لدن معاصريها ، لمقبوليتها ، المشيدة ، بواسطة الملك : ترمز الأستريا إلى جهاز إدماج الأهواء في الممارسات الاجتماعية النموذجية ، القابلة للتملك من قبل الجميع ، ممارسات متنورة ثم أن تتحول من خلال ذلك طاقة الجسد العاطفي إلى طاقة اجتماعية ، قابلة للمساهمة في إقامة نظام سوسيو ـ سياسي جديد . بداخل هذا النظام ، تعبر الأهواء عن نفسها ويتم ضبطها بالمكتوب .

، كالمان ليفي ، 1974 ، أعيد طبعه . فلاماريون ، Champs) ( ، 1986 ، الفصل VI " تعميم ممارسات المحكمة على مجموع المجتمع







ففي فقرة من كتاب تنوعات Diversités) ( لجان ـ بيير كامو 46(Jean – Pierre Camus) ، صديق ومعاصر لهنوري دي أورفيه ، تمجد شخصية أوربان Urbin) (البلدة ، حيث يبدو أن اسمها يخرج مباشرة من قصيدة ريفية أخلاقية لعصر النهضة ، لريف Rustic) ( استحقاقات وفائدة الحياة المدنية بالتعارض مع إغراءات انصراف ريفي يشبهه بنوم مريح جدا :

ثم إن خروجك إلى الحقول ، تحت ذريعة حياة وديعة وهادئة ، يخفي موهبتك التي تلقيتها من السماء ، وتخفي تحت هذا المعطف المموه من الرفض ، وهروب الطموح والمجد الجبان المعتم لكسلك ؛ وهكذا فإنك تسير من سيئ إلى أسوأ ، ومثل كاره للبشر ، تتهرب من النقاش المدني ، تقضي أيامك بشكل حزين في ظل ظرف ليس جديرا بالاحترام بالنسبة لك ، بل مخجل ، لكنه [ظرف] متلهف . فإذا ما كانت نصيحتي ملائمة ووازنة نحوك ، فإني سأحذرك بالاستيقاظ من هذا النوم الذي يهمدك ، أن تنظر قليلا لماذا ولدت ، أن تعرف كي تشتغل ، مثل الطيور لتطير ، أن تنسحب من هذه الراحة الفاترة التي تخدرك ، بهدف استعمال الأجزاء الجميلة التي تشرفك ، من الخطيئة أن تسحب من الظل ما يستحق الظهور في الشمس ، يبدو أنه يتوجب علينا في هذا العالم الإسهام في تعزية بعضنا البعض . 46

ورومانسية أرستقراطية " .

45 ميشال كايوا ، الوجدان الجغرافي ، باريس ، غاليمار ، " المخيال " ، 1976 . اندماج معارف رعوية ، عناوين حول النوم ومقتطفات للأستريا في اجترار نصها الخاص .

46 جان بيير كاموJean Pierre camus) ( ، متفرقات ، جزء VI ، الكتابI XX ، الفصل 4 ، " محاضرة للحيوات الريفية والمدينة " ، ليون ، ج . بليهوت J.Pillehotte) ( ، 1610 ، نقله س . روبيك S . Robic) ( ، الخلاص الزائد ، باريس ، ، ه . شامبيون ، 2000 ، ص : 71 ـ 72 . اُنظر بخصوص معنى عبارة " مدني " أو " كياسة " الصفحات 90 وما يليها .

الاستعارةواضحة: يعتبر الانصراف إلى الحقول نوما للحياة المدنية . ويبدو أن مديني تتخذ هنا ذريعة استعملت في عصر النهضة من قبل أولئك الذين يتعارضون مع الجنس الرعوي : إنه يشجع على تخل ضد مديني للمدن . يتم قياس الاختلاف بين حجة مشابهة والاستعمالات التي وظفها أورفيه لمكان النوم في رعويته ـ إنه الاختلاف الذي يفصل خطاب فعل ما ، نية مدنية لمساهمة بواسطت الرسائل ، ليس مجردا من تحفظ ما 47، في بناء سياسي جدا للسِّلم .

47 أسمح لنفسي بالإحالة حول هذه النقطة على الفصل الأساسي ل[كتاب] المسافة الرعوية . استعمالات سياسية لتمثل الرعاة ( القرنان السادس والسابع عشر ) ، عمل قيد الطبع .





الهوامش

مصدر النص الأصلي: مجلة Camenae n5- novembre 2008 ، وهي مجلة أكاديمية تصدر عن جامعة السوربون الفرنسية . هذا العدد يمكن تصفحه على الموقع الإلكتروني التالي : lettres.sorbonne-universite.fr

لورانس جيافاريني Laurence Giavarini) ( ولدت بفرنسا عام 1964 . تشتغل بالتدريس والبحث والنقد السينمائي ، وهي من قدماء تلاميذ المدرسة العليا للأساتذة L’ENS fontenay) ( مبرّزة في الآداب الحديثة وأستاذة الأدب الفرنسي ، في القرنين السادس والسابع عشر ، بجامعة بورغون . من أعمالها : استعمالات سياسية لتمثل الرعاة( القرنان السادس والسابع عشر ) ، كتابة رجال القانون . (م)

Balibar E ., « Le traité lockien de L’identité » , introduction de J. locke , Identité et différence . L’invention de la conscience , trad. Coste , éd.E . Balibar , Paris , le Seuil , « Essais » , 1998 , p. 9 – 101 .

Balibar E., article « Conscience », dans B. Cassin (dir), Vocabulaire européenne des philosophies : dictionnaire des intraduisibles, paris , Seuil – Robert , 2004 , p. 260 – 273 .

Cave T., Cornucopia . Figures de L’abondance auXVI siècle : Erasme, rabelais , Ronsard , Montaigne , Macula, « Argo» , 1997 [1979].

Cave T., pré-histoires I, Textes troublés au seuil de la modernité , Genève, Droz, « Les Seuils de la modernité » , 1999.

Certeau M. De, L’Ecriture de L’histoire , paris , Gallimard, « Folio/ Essais » , 2002[1975].

Chaillou M., Le Sentiment géographique, paris, Gallimard, « L’Imaginaire»,1976.

Curtius E .R., La Littérature européenne et Le Moyen Age Latin, [Europaische Literatur und Lateinisches Mittelater, Bonn, 1948], traduit de L’allemand par J. Bréjoux, paris , Presses Universitaires de France , 1956, rééd. Presses Pocket, « Agora» , 1991.

Dauvois N., « Le sujet entre prose et vers dans La Littérature Pastorale : éthique et pathétique du discours Lyrique » , dans F. Cornilliat et R. Lockwood (dir.) , Ethos et Pathos, le Statut du sujet rhétorique, actes du Colloque international de saint- Denis ( 19 – 21 juin 1997 ) , Paris , H. Champion, 2000 , p. 219 – 221.

Desprechins A., « Images de L’Astrée : étude de La réception du texte à travers Les tapisseries » , Revue d’ Histoire de la France , mai – juin 1981 , n 3 , p. 355 – 366 .

Desprechins A., « Un roman français du XVII siècle vu à travers La tapisserie flamande ( H. d’Urfé, L’Astrée ) » , Septentrion, n 1, 1987 , p. 54 – 58.

Dumora F., L’œuvre nocturne . Songe et représentation au
X VII siècle , Paris , Honoré Champion , « Lumière classique » , 2005.

Elias N., La Société de cour [ Die hofische Gesellschaft, 1969], traduit de L’allemand par P.Kamnitzer, Paris, Calmann – Lévy, 1974 , rééd. Flammarion, « Champs » , 1986 .

Giavarini L., « Du fantasme à L’expérience . plaisir et conversion de L’imagination mélancolique dans L’Astrée d’Honoré d’ Urfé ( 1607 – 1619) », dans L’Imagination, numéro de Littératures classiques dirigé par P. Ronzeaud, automne 2001 , p. 157- 177 .

Giavarini L., « Lieu théatral, Lieu auctorial , Lieu culturel . La Pastorale dramatique et le livre au tournant du X VI et du X VII siècle », dans L. Norman, P. Desan, R. Strier (dir.), Du spectateur au lecteur . Imprimer la scène aux X VI et X VII siècles, actes du colloque de Chicago The Book at the age of theater, mars 2001, Schena editore / Presses de L’Université de Paris – Sorbonne, 2003, p. 243 – 271 .

Giavarini L., « Une Poétique du mélange dans L’Astrée ? Urfé lecteur de Guarini », dans D. Denis (dir.), Lire L’Astrée , actes du Colloque de Paris IV 4- 6 oct. 2007, Paris, PUPS, 2008, p. 29 – 40 .

Giavarini L., La Distance pastorale . Usages politiques de la représentation des bergers (X VI - X VII siècles), ouvrage à paraitre .

HeneinE., Protée romancier . Les déguisements dans « L’Astrée » d’Honoré d’ Urfé, Fasano/ Paris, Nizet, 1996 .

Kaufmann P., article « affect », dans P. Kaufmann (dir), L’Apport freudien, Paris , Bordas , 1993 .

Laugaa M., « coulées et proies du sommeil dans quelques romans français entre 1600 et 1650 » , Revue des Sciences Humaines , n 194 , avril – juin 1984 , p. 51 - 70 .

Lecercle F. , « L’infigurable . Le Corps entre théologie des images et théorie de l’art » , dans J. Céard , M. – M. Fontaine , J. – C. Margolin (dir.) Le Corps à La Renaissance , actes du XXX colloque de Tours , Paris , Aux Amateurs de Livre, 1987 , p. 1987 , p. 173 – 186 .

Lecointe J., « Les consignes éthiques des manuels d’art épistolaire » , dans F. Cornilliat et R. Lockwood (dir.) , Ethos et Pathos . Le statut du sujet rhétorique , actes du colloque international de Saint – Denis ( 19 – 21 juin 1997 ) , Paris , H. champion , 2000 , p . 349 – 356 .

Locke J. , Essais sur L’entendement humain [ An essay concerning human understanding , 1694 , 2 édition ] , trad ., introduction et notes par J. – M. Vienne , Paris , J. Vrin , « Bibliothèque des textes philisophiques » , 2001 .

Pachet P., Nuits étroitement surveillées , Paris , gallimard , 1980 .

Plazenet L. , L’Ebahissement et La délectation . Réception comparée du roman grec en France et en Angleterre aux XVI et XVII siècles , Paris , H. champion , « Lumière classique » , 1997.

Robic S., Le Salut par L’excès , Paris , H. Champion , 2000 .

Sarant M., « L’Astrée dans Les arts de la tapisserie » , dans D. Denis (dir.), Lire L’Astrée , actes du colloque de Paris IV 4 – 6 oct. 2007, Paris , PUPS , 2008 , p. 237 – 254 .

Suralles A. , « Des états d’âme aux états de fait . La perception entre Le corps et les affects » , dans F ., Héritier, M. Xanthakou (dr.), Corps et affects , Paris , Odile Jacob , 2004 , p. 59 – 75 .

Urfé H. d’, L’Astrée dans l’édition H. Vaganay , Préface de L. Mercier , Lyon , P. Masson , 1925 – 1928 , Genève , Slatkine Reprints , 1966, 5 vols.

Yon B., « De la peinture à la description dans L’Astrée » , Prémices et floraison de l’âge classique . Mélanges en l’honneur de J. Jéhasse , réunis par B. Yon , saint – Etienne , presses de L’Université de Saint – Et








Shape1

20








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر : المسرح جزء من الثقافة المصرية ونعمل على إعادة جم


.. إيمان رجائي: النسخة السابعة من مهرجان نقابة المهن التمثيلية




.. لقاء سويدان : خشبة المسرح الدافع الأول للتألق والإبداع الفني


.. نرمين زعزع : رعاية المتحدة للمهرجانات الفنية والثقافية يزيد




.. استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة