الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغاز الأحفوري: شركة طاقة إسرائيلية توقع اتفاقية مع المغرب

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2022 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


حصلت كل من شركتي "نيوميد" - NewMed – و "أداركو إينيرجي" - Adarco Energy - الإسرائيليتين على 37.5 في المائة من أسهم - Boujdour Atlantique - بترخيص مدته 8 سنوات ؛ وسيحتفظ المغرب بالحصة المتبقية.

وقعت الشركتان الإسرائيليتان ، اتفاقية مع المغرب للحصول على تراخيص للتنقيب عن الغاز الطبيعي البحري وإنتاجه في المملكة المغربية. وبموجب شروط الاتفاقية ، ستمتلك كل من NewMed و Adarco حصة 75 في المائة في رخصة "بوجدور أتلانتيك" للتنقيب ، الواقعة قبالة الساحل المغربي في المحيط الأطلسي. وسيحتفظ المكتب الوطني للمحروقات والمناجم المغربي بالحصة المتبقية البالغة 25 في المائة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نيوميد": "لقد حددنا منذ فترة طويلة إمكانات هائلة في المغرب ، وإعلان اليوم هو جزء من خطوة استراتيجية واسعة ستجعل من "نيو ميد إنرجي" هيئة الطاقة الرائدة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط و إفريقيا الشمالية ". وسبق له وفي حديثه في مؤتمر المناخ COP27 المنعقد في شرم الشيخ، أن أعلن وكرر اهتمامه بمصر والمغرب كـ "قاعدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر".

تمتد رخصة التنقيب لمدة 8 سنوات في بوجدور أتلانتيك ، التي تقع جنوب المنطقة الاقتصادية البحرية المغربية ، تشمل آفاقا لاكتشافات الغاز الطبيعي والنفط. وفقًا لخطة العمل ، في غضون 30 شهرًا من تاريخ منح الترخيص ، سيتم إجراء تحليل جيولوجي وجيوفيزيائي في منطقة الاهتمام ، ويجب أن يبدأ الحفر الاستكشافي الأول بعد حوالي سنتين ونصف.

ولا تزال الاتفاقات بحاجة إلى موافقة وزارة الطاقة والتنمية المستدامة ووزارة المالية المغربية. علما أن المغرب قام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في ديسمبر 2020، كجزء من اتفاقيات إبراهيم المدعومة من الولايات المتحدة، والتي فتحت علاقات دبلوماسية بين الدولة اليهودية والعديد من الدول العربية.

يأتي توقيع الاتفاقيات بعد إعلان شركة - NewMed ، المعروفة سابقًا باسم - -Delek Drilling (جزء من مجموعة Delek التابعة لإسحاق تشوفا - Yitzhak Tshuva) ، في غشت 2022 عن تعاون مشترك مع - Enlight Energy - للترويج لمشاريع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك الدول التي ليس لإسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية معها. قال الشركاء في ذلك الوقت إنهم يدرسون أسواق الطاقة المتجددة في الإمارات العربية المتحدة والبحرين - وكلاهما موقعان على اتفاقيات أبراهام - وكذلك عملاقي النفط في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. وسعت - Enlight و NewMed - إلى التركيز على المشاريع المتعلقة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومشاريع تخزين الطاقة.
____________________
(1) - رجل أعمال ملياردير إسرائيلي،. ولد في طرابلس ، ليبيا ، في عام 1948. وهو رئيس مجلس إدارة شركة El-Ad Group التي تمتلك فندق New York Plaza. كما أنه يمتلك مجموعة Delek Group الإسرائيلية. في عام 2014 ، صنفته مجلة "فوربس" على أنه سابع أغنى إسرائيلي. في مارس 2022 ، قدرت "فوربس" صافي ثروته بـ 3.8 مليار دولار.
____________________

وتعد - NewMed - أيضًا أحد أصحاب المصلحة الرئيسيين في – Leviathan - الإسرائيلية قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وقد شاركت في تطوير حقول الغاز الطبيعي في "تامار" – Tamar – و "كاريش" - Karish- و "تانين" - Tanin.
وقبل شهور ، وقعت شركة الهيدروجين الإسرائيلية - H2Pro - وشركة تطوير الطاقة المتجددة المغربية - Gaia Energy - اتفاقية استراتيجية لتوريد الهيدروجين الأخضر.

وهذا يجرني إلى التذكير بقصة الدركي عمر بوزلماط الذي قام - منذ سنوات - بجرد شامل ودقيق للحقول النفطية والغازية بالمغرب، والذي أجريت معه حوارا مطولا معه في الموضوع – عندما كنت رئيس التحرير بجريدة "المشعل" قبل استقالتي منها- وهو الاستجواب الذي تسبب في اعتقاله وتجريده من وظيفته. وهو الذي فكك شفرة سراب بترول تالسينت، و حذر مبكرا بالقول أن حقل "تندرارة" قرب بوعرفة غير مجدي تجاريا ويجب مغادرته.

مسار محنة عمر بوزلماط

وقد بدأت أول خطوة في مسار محنة عمر بوزلماط كالتالي: قبل سنوات عندما اكتشف عمر بوزلماط الحقل النفطي العملاق، كانت فوقه باخرة صيد ضخمة، واعتقد في البداية أنها منصة بحرية نفطية، فامتلكه الإحباط، معتقدا أنه تم اكتشاف هذا الحقل العملاق، لكن سرعان ما تبين له أنه مجرد مركب صيد كبير وليست منصة. فتابع الدراسة وتحليل الحقل في شموليته عن بعد بفضل ملكة الاستشعار عن بعد. وتمكن من تحديد عرضه وطوله، بعد القيام بمختلف القياسات المرتبطة بالسمك والضغط والحرارة وجودة المياه. وفي صباح يوم الغد بادر إلى مراسلة الأميرة لالة سلمى في الموضوع لربح الوقت وسدّ الأبواب على الشركات المهتمة بالتنقيب، وذلك قبل فوات الأوان، إلا أنه لم يتوصل بأي جواب . علما، أنه، باعتباره دركيا لازال يزاول المهنة وقتئذ (أكثر من 23 سنة في سلك الدرك الملكي)، قام بإخبار رؤسائه المباشرين بالأمر وشرح لهم مختلف المعطيات وسلمهم جملة من الوثائق وتكلفوا بإيصال الملف لقائد الدرك الملكي، وهذا ما كان، غير أنه لم يتوصل كذلك بأي جواب. وقد تملكه القلق الشديد لعلمه أن هناك عشرات الشركات الأجنبية التي تجوب المغرب للتنقيب على النفط. ثم كاتب كذلك الوزير الأول ووزير الطاقة والمعادن ولكن بدون نتيجة. واقتنع أن المسئولين في المغرب لا علم لهم بمجال النفط، فهم من منحوا تراخيص، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات مجرد مكتب للتراخيص، وقد حسمت مديرته الأمر عندما صرحت بأن تكاليف التنقيب والحفر جد مكلّفة، والمغرب ليس في وسعه تحملها، لذلك أوكل أمر التنقيب على النفط بالمغرب لجهات خارجية، الشركات النفطية العالمية.

تم اعتقاله سنة 2007 وحوكم بستة أشهر نافذة، فور إعلان اكتشافه لأكبر الحقول البترولية بطريقته التقليدية في الاستجواب المذكور ، وسبق له تقديم تقريره في هذا الصدد سنة 2014 أمام وزير الطاقة والمعادن يتكون من 117 صفحة ، مشترطا عدم الموافقة على 75 بالمائة للشركات الغربية المنقبة ، لأنه يعتبر هذه النسبة المرتفعة ، مصادرة لحق الشعب من نفطه وغازه. وقد أعلن عن اكتشاف أكبر حقل بترول في العالم بالمياه الأطلسية المغربية ذات مساحة 7000 كلم2، وطبقته النفطية تبدأ في بعض المناطق من 38-45 وحتى 65 مترا. وهو سُمك، ذو أهمية استراتيجية وغني بالنفط والغاز، وتحت ضغط شديد وخارج عن المألوف، وقال قد يشبه حقل "الغوار" بالعربية السعودية، الذي - ومنذ 1952 - يمنح 5 ملايين برميل يوميا. والحقل الثاني الذي رفع عنه السرية ، هو حقل توأم للحقل الأطلسي العملاق، ويمتد من قبالة مدينة أزمور حتى المياه الإقليمية لمدينة أسفي، أي قبالة ساحل قرية “لعكارطة”، بطول يتجاوز قليلا 100 كلم وعرضه 10 كلم، وهو ما يناهز 1000 كلم2، ويشبه حقل “السفانية” بالعربية السعودية، وسمكه يبدأ من 25 مترا حتى 37 مترا في بعض المناطق، وهو غني بالنفط. وكشف أيضا أن في المنطقة المتاخمة "لجزر الكناري" يوجد حقل نفطي استراتيجي، لكنه أقرب إلى الجزر، وهذا ما جعله ينشر مقالا، نبه فيه الدولة إلى ضرورة تقسيم النفط من ساحل طرفاية حتى وراء الجزر وعدم اقتسام المناطق، طالما لم يتم بعد رسم الحدود البحرية. وظل بوزلماط يتساءل، هل ملف النفط بالمغرب تلفه أسرارا سميكة ومن جملتها؛ لماذا يتهرب المغرب من الحفر في الأماكن التي أجهر بها؟ واعتقد أن القوى الغربية ظلت تحرص على تطبيق لعبتها القذرة والمتمثلة في اللعبة الجيوسياسية المرتبطة في الحفاظ على الاحتياطات الاستراتيجية وراء البحار.

بعد نشر الاستجواب الصحفي الأول ، حضرت طائرة مروحية إلى مقر عمله بالراشدية ونقلته إلى الرباط في ظروف غامضة لم تعلم عنها عائلته أي شيء، حيث اختفى لمدة خمسة أيام تعرض خلالها لتحقيقات واستنطاقات جحيمية. وعندما اتصل شقيقه حميد بوزلماط، بالإدارة العامة للدرك الملكي بالرباط، أخبرته - وبعد توالي الاتصالات - أن اخاه عمر أصيب بهزة نفسية نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بالرباط صحبة الكولونيل "التيباري"، وبعد أخذ ورد وتكرار المكالمات بالمستشفى العسكري تأكدت عائلة بوزلماط أن ابنها يوجد بقسم الأمراض النفسية والعقلية، وقد رفض رئيس القسم تمكين "حميد بوزلماط" من الحديث إلى أخيه. وبعد أن هدد "حميد بوزلماط" بالاتصال بالصحافة الوطنية والدولية لكي ينتقلوا إلى عين المكان والوقوف على الحقيقة، تغير رأي المسؤولين حيث بادروا إلى نقل "عمر بوزلماط" إلى مركز عمله في الراشدية يوم الثلاثاء 12 يونيو 2007 ، ليُنقل مساء الأربعاء 13 يونيو 2007 إلى المحكمة العسكرية، حيث عقدت جلساتها أيام الخميس، الجمعة والسبت 14/15/16 يونيو 2007، في ظروف خفية وغامضة لا تدري عنها عائلة "بوزلماط" أي شيء. وفي مساء السبت 16 يونيو 2007 تم تجريد الدركي "عمر بوزلماط" من بذلته العسكرية، ووضعه في سجن سلا دون إصدار حكم ودون إشعار العائلة. وفي نهاية المطاف حُكم بـ 6 أشهر حبسا نافذا.

ولما علمت، باهتمام الشركة البترولية الدانماركية "أ. ب . مولير" الذائعة الصيت عالميا بما كشف عنه عمر بوزلماط ورغبتها في لقائه بالمغرب، بادرت بالاتصال - هاتفيا - بالشركة المذكورة. وفعلا كلفت أحد المهندسين من أصول مغربية يعمل في منصتها البترولية ببحر الشمال بالإجابة على استفساراتي. حيث أكد أن شركة "أ. ب. مولير" أن لجنة من أبرز مهندسيها وخبرائها في مجال الهيدروكربونات والتنقيب على النفط عكفت على دراسة وتمحيص مختلف المعلومات التي كان لعمر بوزلماط السبق في كشفها والإعلان عنها، وخلصت إلى دقتها من الناحية العلمية وصحتها ، لاسيما تلك المتعلقة بالحقل البحري المتواجد بين مدينتي الصويرة جنوبا والدار البيضاء شمالا، وذلك قبل دخول الشركة الأسترالية على الخط في الموضوع. كما أكد المهندس المغربي أن الشركة الدانماركية ستعمل بالفعل على الاتصال بعمر بوزلماط لأنه برهن على توفره لكفاءة عالية في اكتشاف النفط وعن خبرة في هذا المجال، وهذا ما تعكسه جملة من كتاباته في الشبكة العنكبوتية التي تتضمن حقائق علمية لا غبار عليها بخصوص الخريطة النفطية بالمغرب. وفي نهاية المكالمة الهاتفية أسرّ لي المهندس ذي الأصول المغربية أن الشركة الدانماركية تطمح في الفوز بامتياز التنقيب على النفط بالمغرب واستخراجه، مؤكدا أنها ستقنع بنسبة 45 بالمائة خلافا للشركات الأجنبية الأخرى التي حظيت بنسبة 75 بالمائة. وقد ختم كلامه قائلا أنه سيكون ضمن وفد الشركة الذي سيتوجه إلى المغرب والمكوّن من مهندسين وخبراء يعملون بالشركة. وقد نشرت تفاصيل هذه المكالمة في إبانها، على صفحات مجلة "مغرب اليوم" (*).
_________________________
(*) - للاطلاع بتفاصيل قصة عمر بوزلماط والنفط المغربي يمكن اللجوء إلى كتاب في الموضوع عبر الرابط التالي:
"النفط الغربي: المسلوب بمكر التاريخ والضائع بفعل الطبيعة وغير المكتشف بعد أو المتستر عنه"
https://a.co/d/3whlLGG
______________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان