الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغنية وموقف .. رُدت الروح

أحمد فاروق عباس

2022 / 12 / 29
الادب والفن


رُدت الروح على المُضنَى معك ... أحسنُ الأيام يومٌ أرجعك

اغنية من أغانى عبد الوهاب القديمة ، وقد لحنها عبد الوهاب على الأسلوب القديم فى التلحين ، حيث الرتم البطئ والآلات المحدودة ، ودائماً ما تذكرنى برواية يوسف السباعي الجميلة إنى راحلة ، والتى قرأتها لأول مرة وأنا طالب فى الصف الرابع الثانوى ( عندما كانت الثانوية الأزهرية أربع سنوات ) وكان ذلك عام ١٩٩٦ ..

وتدور الرواية حول قصة الحب الكبير بين أحمد الطالب في الكلية الحربية وابنه خالته عايدة ..
وأحمد من الفرع الفقير فى العائلة ، بينما عايدة إبنة باشا ، وعندما يموت أحمد فى نهاية الرواية فى مقتبل حياته ، تكتشف عايدة أن الحياة بالنسبة لها أصبحت مستحيلة ، وتقرر اللحاق به ..

وكانت ردت الروح هى الأغنية المفضلة لأحمد ، وقد تردد صداها طوال الرواية ، وخاصة عندما تقابلت عايدة مع إبن وبنت رجل من ابناء الذوات من رجال الدولة والباشاوات الكبار من أصدقاء والدها ..

كان والدها قد عزم صديقه وابنه وابنته على الغداء فى فيلته في الإسكندرية ، وأثناء الغداء سألها الشاب بالفرنسية :
- هل سمعت آخر تانجو نزل فى لندن ؟
فترد عايدة .. لا

- طيب .. هل سمعت آخر اسطوانة ؟ لقد بيع منها فى نيويورك وحدها نصف مليون اسطوانة ، وقال عنها موريس شيفاليه أنها أبدع ما سمع ..
- فترد عايدة .. أنها لم تسمع بها أيضاً !
ويزداد الفتى واخته تعجباً ..
ويسألها .. وماذا تسمعين إذن ؟!
فترد عايدة بلا تفكير ..
- رُدت الروح !

فقد تذكرت أن أحمد كان يدندن بها بنبرات صوته الهادئة فى بعض لقاءاتهما ..
وقال الفتى باستغراب :
- ردت الروح .. ردت الروح ؟!
ويلتفت إلى أخته يسألها .. هل سمعت أغنية مثل هذه من قبل ؟
فترد أخته بعدم اكتراث :
- لم أسمع عن شئ إسمه ردت الروح من قبل !
فتقول عايدة لتدارى خجلها ..
- ردت الروح على المضنى معك .. أنها قصيدة من اجمل ما كتب شوقى ولحن عبد الوهاب ..
فقال الشاب بلهجة لا تخلو من استخفاف ..
- أغنية عربية ؟!
.. فهو واخته لا يسمعان الاغانى العربية !!

وقد مثلت رواية إنى راحلة على شاشة السينما المصرية فى الخمسينات ، فى فيلم لعماد حمدى ومديحة يسرى ، ولكن جاء الفيلم دون الرواية بكثير ..

وقصيدة ردت الروح كتبها أحمد شوقى بك ، وقد غناها عبد الوهاب فى حياته ، ولم أستمع إلى الأغنية إلا مع ظهور الانترنت وانتشاره في بداية الألفية ، على الرغم من سماعى عنها عند قراءة الرواية فى منتصف التسعينات ..
فلم تكن تذاع في الإذاعة إلا نادراً ، ولم تكن تذاع بالطبع فى التلفزيون ..

وصوت عبد الوهاب فى الأغنية كان فى كامل عنفوانه ، فهى من أغانى البدايات بالنسبة لعبد الوهاب ، الذى كان نجم الغناء العربي الأول لثلاثة عقود على الأقل ، من العشرينات وحتى الأربعينات ، وقبل ظهور عبد الحليم وجيله في الخمسينات ، ومع وصول صوت عبد الوهاب إلى شيخوخته ، واهتمامه بالتلحين أكثر من الغناء ..

وعدد الأبيات المغناة من القصيدة غير كثير ، فما اختار عبد الوهاب لغناءه تسع أبيات فقط ، من بين ٢١ بيتاً هو طول القصيدة كلها ..

ومدة الأغنية ست دقائق تقريباً ، وقد ختمها شوقى بهذا الختام المؤثر :

نامت الأعينُ إلا مقلةً ... تسكبُ الدمعَ وترعى مضجعك
موقعى عندك لا أعلمه ُ... أه ِ لو تعلمُ عندى موقعك

وقد أخطأ عبد الوهاب فى البيت الأخير ، وقاله :
موقعى عندك لا يعلمه .. وليس لا أعلمه !
وهى عادة وهابية صميمة ، فقد فعلها فيما بعد فى قصيدة أكثر شهرة ، وهى قصيدة الجندول ، عندما غنى ذهبى الشعر بكسر الشين وليس بفتحها ..

ولما كانت ظروف تسجيل الاغانى وقتها صعبة وإعادة التسجيل مرهقة للمغنى وللفرقة ، فتم الإبقاء على الخطأ في الحالتين على حاله ، وتكيفت الأذن العربية المحبة لعبد الوهاب مع أخطاءه وغفرتها له ..

وعلى الرغم من أن الأغنية من أغانى عبد الوهاب القديمة ، إلا اننى أراها من أغنياته الجميلة ، والتى تستحق الإستماع مرارا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس