الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لَقَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ آلْجَنَّة

عبد الله خطوري

2022 / 12 / 30
الادب والفن


الحَقيقة، أني كنتُ مندفعا في عنفوان طفولتي بنوع من آلفضول آلغريزي جهة ما يُكْتَبُ حول المغامرات العجيبة لسيف ذي يزن بأشباح فلواته وأبحره السبعة وقفاره التي لا تنتهي، وكان مسموحا لي أنْ أقرأ تلك الخيالات الرائقة القَشيبةَ تسافر بي عبر السماوات والأرضين أجنحةُ عفاريتها إلى آفاق لا حدود لها؛ وكنت أختلسُ من حين لآخر _مستغلا خلوتي المتاحة_النظرَ إلى بعض الصور الموزعة عبر صفحات"ألف ليلة وليلة"أتلُو سطورَها بنهم صامت.أمررُ عينيّ الجشعتين بسرعة كبيرة كي تلتقط أكبر الجُرعات من الرسوم المرسومة بخط اليد والحروف والكلمات..والفقرااات..حتى آكتُشِفَ الأمرُ، هذا ما خمنتُهُ وآفترضتُه عندما لَمْ أجدِ اللياليَ الألف في مكانها المعهود..لقد آختفتِِ الصورُ والعبارات الجامحة الريانة التي تقول كل شيء دون مراوغة أو مواربة أو تورية أو تلميح أو تغطية، وآكتفيتُ ب"يَزَا يَزَنْ يَا هُمام ألف تحية وسلام"و"سَمّوْني وحش الفَلاَ"و"رَمَوْني أهلي للخَلاَ.."وطلاسم مجازافاته وعاقصاته وعَيْرُوداته وسَحَرَته ودواهيه وسْقَرْديسِه وسْقَرْدُيُونِـهِ آسِفا على قلة حيلتي وخبرتي وعلى حظي العاثر الذي حرمني ويُحرمني مما أرُومُ وأريدُ..وطفقتُ أتفقدُ بلهفة لأيام رُفوفَ الكتب على أمل أنْ أجدَ لياليَ التي ولّتْ من غير رجعة؛ وفي طريقي الملتبس التائه، آلتقيتُ بمُجريات متاهات معتمة منيرة مسماة بفتح الملك المجيد المؤَلَّف لنفع العبيد وأبو معشر الفلكي الكبير وبزهر المروج واللؤلؤ والمرجان في تسخير ملكات الجان والسر المكشوف في الحكمة والطب وأدواء الكروب ومفاتيح الكنوز في حل ما أشكل من الحروف و بأبراج ومجرات وكُويكبات ونجوم ودَعَوَات ولعنات وبدايات ونهايات وطلسمات نافعات وغير نافعات_كل شيء آختلط في ذهني ساعتئذ، ولم أكُ أميز شيئا_وبجداول ورموز وأبجديات مشوشة وحروفٍ مبعثرة وخطوطٍ معقوفة متموجة وأشكالٍ معوجةٍ وألف متاهة ومتاهة يختلط فيها السحر بالشعوذة بالخرافة بالدين بقال قالَ بأقدار لا قِـبَـلَ لأهل الحيوات بها تطوقهم تحاصرهم فيلجؤون إلى مَنْ له دراية بفك ألغاز شفراتها المبثوثة في ثنايا صفحات صفراء حائلة مسودة بصمغ قاتم للاستعانة بعلمهم آلمفلق من أجل فك اللغز الأكبر الذي يعيشونه في دوامة دناهم الدنية التي يغرقون فيها أبد الأبد..لم أجدْ رغم سعيي الكثيث وراء كل هذه السعرات الحرارية ضالتي، فقد سَلبتْ خيالات مُتَعُ النهار وآستهامات الليالي المِلاح لُبي، لكني أُبْعِدْتُ عن فراديسها الشيقة الرائقة فظللت معلقا بين قراءة منجزة وقراءة مقتنَصة وقراءة مختلسة..لقد أخْرجتُ من الجنة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ