الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


3 + 2 في موسكو ، غاياته وأبعاده

محمود جديد

2022 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لقاء 3 +2 في موسكو ، غاياته وأبعاده
======================

كان آخر اللقاءات الأمنية والعسكرية المهمة هذا العام لقاء موسكو في 28 / 12 / هو : 3 +2 وهم : وزراء دفاع روسيا ، وتركيا ، وسورية ، وبحضور رئيسي مخابرات تركيا ، وسورية ، وقد جاء هذا اللقاء بعد سلسلة من المقدمات، أبرزها تعبير أردوغان بشخصه عن رغبته بلقاء بشار الأسد ، وسلسلة لقاءات أمنية بين النظام السوري والتركي، وبجهود روسية، وإيرانية للدفع بها إلى الأمام . وتقديم المعارضة التركية مغريات كبيرة للنظام السوري في حال نجاحها في الانتخابات بعد ستة أشهر .. وقد عبّر البيان الصادر عن هذا اللقاء بأنّه تمّت مناقشة " ، الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، و"الجهود المشتركة" لمحاربة كلّ التنظيمات الإرهابية في سوريا." وقد تمّ الاتفاق على" استمرار الاجتماعات الثلاثية، لضمان الاستقرار والحفاظ عليه، في سورية والمنطقة ككلّ ، وبعبارة مختصرة ، كانت الأطراف مرتاحة لنتائج اللقاء ، حيث أنّ كل طرف وجد فيه جانباً يخدم مصالحه . فقد يرى به أردوغان خطوة مهمة تصبّ في المنحى الإيجابي الذي يخدمه في الانتخابات التركية المصيرية بالنسبة له ، والنظام السوري ربّما يرتاح لهذه الأجواء التي تعرقل التصعيد التركي ، وخاصة في ظلّ الحالة الاقتصادية المأساوية لسورية ، ومعاناة شعبها من جهة ،كما يخفّف الضغوط على رأس النظام من أجل لقاء قمة مع أردوغان .. أمّا الروس فيجدونها محطة بالاتجاه الصائب، ومؤشرّاً على أهمية الدور الروسي في حلّ الملفّ السوري المعقّد والمزمن، ويبرّد الأجواء في ظلّ التهديدات التركية السابقة باجتياح جديد شمال سورية ، كما يسهّل على بوتين ومعاونيه متابعة وساطتهم بدون إحراج ..
وعلى كلّ حال، فهذه اللقاءات قد تستمرّ ، وتأخذ طابعاً سياسيّا محطته المقبلة لقاء علني بين وزيري خارجية تركيا وسورية في الأشهر الثلاثة القادمة ، ولكنّنا نستبعد لقاء قمة تركية - سورية قبل الانتخابات التركية في حزيران القادم إلّا إذا كان هناك مغريات ملموسة مقدّمة للنظام السوري من خلال طبخة جديدة يتم فيها استعادة مناطق تستولي عليها " هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة ) في إدلب، وتنفيذ جدّي للاتفاق السابق بين بوتين وأردوغان حول فتح طريق اللاذقية - جسر الشغور - حلب وإبعاد افصائل المسلّحة عن جوانبه ، مع وعود قاطعة. من الأتراك بالانسحاب من الأراضي السورية ، ويتفاهم مشترك لمجابهة قوات قسد التي يراها الطرفان عقبة في تحقيق مصالح الطرفين، وخطراً على أمنهما ولكن بزوايا ومقاييس متباينة .. غير أنّ النظام السوري يشكّ بأقوال أردوغان ونواياه الحقيقية ، وباحتمال أنّ يستخدم مضمون قرار مجلس الأمن 2254 مرتكزاً له وذريعة للماطلة والتسويف ، والتأجيل حتى حلّ سياسي للأوضاع في سورية ، وقد صرّح وزير الخارجية التركي في كلمة خلال "اجتماع تقييم نهاية العام"، قال فيها : " إن تركيا تؤكد مرارا عزمها نقل السيطرة في مناطق تواجدها حاليا، إلى سوريا حال تحقق الاستقرار السياسي، وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد".
وأشار أوغلو إلى "إمكانية العمل المشترك مستقبلا، في حال تشكلت أرضية مشتركة بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب".
وشدد أوغلو على أن تركيا تحترم "وحدة وسيادة الأراضي السورية"، وهذا الاحترام لا يتعدّى تنفيس الضغوط ، وجبر الخواطر .
وفيما يخص مطالب دمشق بـ "خروج القوات التركية" من سوريا، قال أوغلو إن الغرض من وجود قوات بلاده هناك "هو مكافحة الإرهاب، لا سيما وأن النظام لا يستطيع تأمين الاستقرار". بينما يعتبر بشار الأسد بأن قرار مجلس الأمن 2254 أصبح من الماضي، والزمن قد تجاوزه ، ويرى فيه مصيدة لإنهاء حكمه ، والتصريحات التركية للماطلة والتسويف . .
غير أنّ هذه اللقاءات والتصريحات ستصاحبها وتنعكس عنها تضييقات على المعارضة السورية المقيمة داخل تركيا بمختلف تصنيفاتها ، مثل "الائتلاف الوطني " والحكومة الانتقالية ، وبلدياتها ..وقد صدر عن الائتلاف مايشير إلى ذلك عقب أزمته الماليةـ خلال 3 أشهر مضت ، بأنّه أخطر الموظفين عنده " بأنه غير ملزم بدفع رواتبهم بعد 22 الجاري "، وكانت نفقاته الشهرية السابقة تبلغ 250ألف دولار أمريكي ، ولا غرابة في تصريحاته الأخيرة، إذا ماأخذنا بعين الاعتبار الفساد المستشري في صفوفه ، والرواتب العالية التي كان يتقاضاها مسؤولوه . وعلى الرغم من تصريحات المسؤولين الأتراك بعدم تخلّيهم عن حلفائهم وأصدقائهم من السوريين فيبقى مجرّد كلام لايكلّفهم شيئاً ، ودروس وعبر الماضي من التعامل مع المعارضة المصرية لا تجعل المعنيين من السوريين في حالة من الاطمئنان .. ولكنّ الجهود التركية ستكون منصبّة بجدّية على عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وعدم محاسبتهم ، وهذه الخطوف توفّر على الأتراك الوقت والمال اللازمان لبناء مساكن جديدة داخل الأراضي السورية ..
غير أنّ هذا اللقاء الثلاثي سيكون مرصوداً من الأمريكان في شرق الفرات ، ومن قسد المرتابة من هذا التقارب ، والتي ستطالب بمواقف أمريكية ملموسة تزيل تخوّفاتها، أو تخفّف منها ، وعلى كلّ حال ، فالخاسر الأكبر في نهاية المطاف سيكونون هؤلاء ، نظراً لتقديرهم المواقف بصورة خاطئة ، ووضع بيضهم في سلّة الأمريكان ، ولم يتعظوا بدرس البرزاني في العراق يوم رغب بالانفصال .
وأخيراً ، نستطيع القول : لا آفاق ملموسة لانفراجات هامّة قريبة ، ولا يمكن لأحد أن يعرف النوايا الحقيقية لأردوغان قبل الانتخابات التركية القادمة ، ووضوح قراره في حال نجاحه عقب انتهاء معاهدة لوزان منتصف عام 2023 ، وتحرّر الأتراك من قيودها ، والتي تتيح لهم المطالبة بالشمال السوري وامتداداً حتى كركوك في العراق ..
في : 30 / 12 / 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل