الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثيقة عهد أم حبر على ورق

طارق الحارس

2006 / 10 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل ستكون الوثيقة الجديدة التي اتفق ووقع عليها مؤخرا قادة الكتل والأحزاب السياسية العراقية لحقن الدم العراقي ورقة أخرى مضافة الى الوثائق والخطط الأمنية التي وقعت بين الأطراف السياسية ، تلك الوثائق والخطط التي لم تتمكن من وقف النزيف الكبير الذي يشهده العراق عموما وبغداد خصوصا ؟.
الغريب في الأمر أن الأطراف السياسية نفسها دائما توافق وتوقع على الوثائق وكأنها بذلك تؤكد مسؤوليتها عن هذا النزيف .
نحن على يقين تام أن العنف الحاصل بالعراق سببه ذيول النظام السابق ، فضلا عن فلول القاعدة ، الارهابيين التكفيريين ، لكننا في الوقت ذاته على يقين تام أيضا أن هناك مظاهر كبيرة للعنف بانت على السطح في العامين الأخيرين سببها القوى السياسية العراقية نفسها ، لاسيما منها القوى التي لديها ميليشيات مسلحة . أحداث دموية حصلت مؤخرا في مناطق متفرقة في بغداد تؤكد على أن هذه القوى دخلت في مرحلة النزاع العسكري المسلح فيما بينها وتسببت في قتل أبرياء عراقيين آخرها أحداث مدينة الحرية التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء .
بعد عام على سقوط النظام سافرت الى بغداد . قضيت أغلب وقتي في مدينة الأعظمية حيث ذكرياتي وعشائي اليومي مع أصدقائي في منطقة ( الكريعات ) على ضفاف نهر دجلة . قبل يومين اتصلت بصديقي من هذه المدينة . قال لي : لا يمكنك التجول في المدينة هذه الأيام فحتما سيتم اختطافك أو قتلك مباشرة .
لم أتفاجأ مطلقا فالصورة المأساوية التي وصلتني من أصدقاء آخرين تؤكد على أن قضية العنف تجاوزت كل الحدود فهذا صديق آخر يقول : بعد كل تفجير ( انتحاري أو سيارة مفخخة ) تتعرض له منطقة شيعية تقوم مجاميع مسلحة باختطاف مجموعة من أبناء منطقة سنية لتقتلهم .
ما الذي يحصل بالعراق اليوم ؟ هذا السؤال يحتاج الى اجابة طويلة ، لكننا نستطيع أن نوجزها بعبارة قصيرة نعتقد أنها الأهم هي : دماء أبرياء تسيل في الشوارع .
لا نريد أن ندخل في متاهة البحث عن المسؤول عن اراقة هذه الدماء ، لكننا نؤكد هنا على أن الحكومة العراقية حاولت وتحاول وقف هذا النزيف وآخر محاولاتها مشروع المصالحة الذي سانده القوى السياسية بالعراق باستثناء حارث الضاري ومَن لف لفه ، كالمعتاد ، لكنها وأمام التحدي الكبير المتمثل ببناء عراق جديد ، ولكثرة أعداء العراق وشعبه وتمرسهم في الاجرام عجزت عن الوصول الى الحالة التي يتمناها العراقيون لبلدهم .
حينما تكون اجابتنا عن الذي يحصل بالعراق اليوم هي " دماء أبرياء تسيل في الشوارع " لا نتغاضى عن التطورات التي شهدها العراق بعد سقوط النظام ، لكننا نريد أن نؤكد على أن كل التطورات لا تساوي قطرة دم واحدة تسيل من مواطن عراقي بريء والحال بالعراق يشير الى أن هناك دماء تسيل بغزارة ، لاسيما في العاصمة بغداد ، إذ تشهد شوارع هذه المدينة عشرات الجثث كل يوم .
من المؤكد أن وثيقة تحريم الدم العراقي التي اتفق عليها ممثلوالقوى السياسية العراقية تمثل توجه طيب لوقف النزيف الهائل الذي تشهده مدينة بغداد بالذات ، لكن السؤال الذي سيظل قائما هو :
هل أن هذه الوثيقة ستؤدي الى ازالة الاحتقان وايقاف اراقة الدم العراقي ، أم أنها ستكون ورقة اخرى مضافة الى الأوراق العديدة التي وقعها قادة وممثلو القوى السياسية ؟ .
لا نريد أن نستبق الأحداث ولا نسيء الظن بهذه الوثيقة ، لكننا مللنا من الوثائق والمعاهدات والصور التلفازية التي تظهر لنا هؤلاء القادة وعلى وجوههم ابتسامة عريضة وبعد دقائق قليلة يخرج علينا مذيع النشرة ليخبرنا أنه تم العثور على خمسين جثة مجهولة الهوية ويلحقه بخبر آخر يقول: انتحاري يفجر نفسه في مطعم شعبي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات