الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاول تفتكرنى

أحمد فاروق عباس

2023 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عندليب مصر وبلبلها الذى لن يتكرر ..
كان عبد الحليم صوت الصبا بالنسبة لنا ، وعلى الرغم من تفتح وعينا فى ذروة موجة الأغانى الشبابية فى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ، إلا أن صوت عبد الحليم كان مازال له الغلبة على أذواق الجيل..
وحتى من كان يستمع إلى الأغانى الشبابية كان يعرف أنها موجة سريعة الذوبان ، وهى ربما تنفع فى التسلية أو فى الرحلات ، لكن ليس أبعد من ذلك ..

وكانت تلك سنوات لولاكى لعلى حميدة واغانى حسن الأسمر وحنان ... إلخ .
ولكن كان مازال لعبد الحليم حضوره ووهجه على الرغم من وفاته من عقد ونصف تقريباً ..

ويمكن تقسيم أغانى عبد الحليم إلى ثلاث مراحل :
مرحلة أغانى الأفلام ، واستمرت من منتصف الخمسينات وحتى بداية الستينات ( ١٩٦٢ تقريبا ) .
ثم أغانى الحفلات متوسطة الطول ، والتى يغلب عليها اللون الشعبى ، مثل سواح ، وعلى حسب وداد قلبى ، وأنا كل ما أقول التوبة ، والويل الويل ، وجانا الهوى ..

وقد جارى عبد الحليم هذه الموجة الجديدة فى الأغنية المصرية ولم يكن خالقاً لها ، فقد كان نجومها الاصلاء مطربين مثل محمد رشدى والعزبى وغيرهم ..
وقد استمرت هذه المرحلة من منتصف الستينات حتى آخرها ..

وكانت المرحلة الأخيرة هى مرحلة الأغانى الطويلة على المسرح مع بداية السبعينات ، وإليها تنتمى أغنية حاول تفتكرنى ..
وقد كتبها شاعر العامية محمد حمزة ، ولحنها " أمل مصر فى الموسيقى " كما سماه عبد الحليم .. بليغ حمدى .

وعند منتصف الستينات كان عبد الحليم قد اختلف مع الموجى ، وابتعد كمال الطويل عن التلحين لأسبابه ، وهنا كانت مرحلة بليغ حمدى فى حياة عبد الحليم .. وهى أجمل مراحله واخصبها .

وبليغ موهوب بالفطرة ، وجمله الموسيقية غير متكررة ، وقد قدم لعبد الحليم - ولغيره - ألحاناً لا تنسى ، ومنها حاول تفتكرنى ..
والمقدمة الموسيقية لحاول تفتكرنى ، وألحان بليغ بين مقاطع الأغنية هو أجمل ما فيها فى رأيي ، فقد كانت كلمات الأغنية عادية ، ولكن ما جعلها واحدة من اجمل أغانى العندليب هو لحن بليغ الرائع ، وصوت عبد الحليم الذى لا مزيد على جماله وصدقه ..

وهناك ناحية اخرى تفوق فيها عبد الحليم على كل مطربى عصره - بمن فيهم أم كلثوم - وهى الأغنية الوطنية ، والتى وصلت مع عبد الحليم إلى ذروة نجاحها وجماهيريتها وروعتها ..

وعبد الحليم هو أعظم وانجح من غنى الأغانى الوطنية فى تاريخنا ، وجهده في هذه الناحية غير مسبوق وغير متكرر ..

وقد أعطت أغانى مثل بالأحضان ، وصورة ، والمسئولية ، وبستان الإشتراكية ، ويا أهلا بالمعارك ، وعدى النهار ، ويا بلدنا لا تنامى وغيرهم الستينات وعصر عبد الناصر مذاقه الخاص ..
كما أعطت أغانى مثل البندقية اتكلمت ، ولفى البلاد يا صبية ، وعاش إللى قال ، وصباح الخير يا سينا سنوات ما قبل حرب أكتوبر واثناءها وما بعدها بقليل مذاقها الخاص بها ..
وبكل هذا الصرح من الإبداع الخالد أصبح عبد الحليم قصة كاملة ومفردة ورائعة فى تاريخنا الغنائي والفنى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م