الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أَضْغَاثُ آلْخَيَال

عبد الله خطوري

2023 / 1 / 1
الادب والفن


للمغرب كما لكل الأراضي آلضاربة في عمق التاريخ، تراث شعبي خاص به، أيام ومناسبات وأعراف وعادات، لا علاقة بالآخرين الأغيار بها، خصوصا أولائك القادمين الزاحفين من وراء البحار تستقدمهم نزوعات شتى وأطماع متنوعة وآستيهامات ليست توجد إلا في مخيالهم السمج عن بلاد جزيرة الشمس والضياء والزرقة والماء والخضرة والصفاء كبديل مرحلي عاطفي آنتهازي لِما يكابدونه من أجواء ضاغطة خانقة تحت وطأة ديمومة قَر أجوائهم وظلام أمكنتهم وغياهب غبش آلضباب الذي تسبح فيه موقهم ليل نهار...
هناك لوحة تشكيلية رسمها الإسباني:"José Tapiro y Baro"لأطفال مغاربة يلعبون لعبة آسمها في المغرب:(تَاغُنْجَة)التي تكون عادة عند الاستسقاء،أي طلب نزول الغيث.وقد عمدت الفرقة المغربية(ناس الغيوان)الى تَحْيين هذه العادة بأغنية شهيرة حملت العنوان نفسه...

آسْقينا وارْوينا
كيفْ بَحرَكْ هَيَّجْنا
آسقينا واروينا
منْ بحرك خَمَّرْنا
آه يا كْرِيني لَاغي
واجه رياحْ مصيرك
فوق ذاك البرج العالي
أمر الله عليه غفلنا

لكن الفرق بين الأغنية الشعبية واللوحة الأجنبية كالفرق بين آبن البلد وبين جوابي آلآفاق، ففي حين توغلت الأغنية في أعماق تراب الوجدان المغربي تستجلي لواعجه وهمومه وأحلامه، ظلت اللوحة تلقط الشكل الخارجي لأطفال يمرحون..مع إشارة أخالُها غير بريئة الى موضوع النضال ضد المستعمر الشمالي عندما عمد الرسام الى رسم صورة مَدفع حديدي من مدافع المغرب في القرون الوسطى بتقويم تواريخ حسابهم الأوروبي في خلفية المشهد.إنها مواجهة يراها الأجنبي ميولا نحو العنف، ويراها آبن البلد دفاعا عن ثغور البلاد المحاطة بالأطماع من كل حدب وصوب (البرتغال، الإسبان، الفرنسيون، وما لف لفهم...)؛ ونظير هذا الاستشراق في اللوحات الأوروبية اتجاه فضاءات أراضي الجنوب(المغرب وشمال إفريقيا عموما)ما آنتهجته لوحات الفرنسي:(Eugéne de La Croix يوجين دو لاكروا)الذي تعصب الى أوروبيته ورَأَى في أهل المغرب متطرفين يجب الاحتياط منهم ومحاربتهم، وآخرون آقتصروا على التقاط سحن الوجوه السمراء والأجسام التي عَرَّوْهَا لتتكشفَ لهم فنطاسم آستهاماتٍ مريضة ليست توجد إلا في مُخيلاتهم المنحرفة الشاذة المشحونة بالكبت والأمراض النفسية.وهذا واضح في رسومات العديد منهم أمثال:الأمريكي (بريدغمان1847_1928)والفرنسي(تيودور شاسيرو1819-1856)و(إتيان دينيه) و..آخرون آستهوتهم قراءاتهم لألف ليلة وليلة فراحوا يبحثون عن أفياء يرونها حمراء في فضاءات غير فضاءاتهم الكامدة، ولما لم يجدوا من ذلك الحلم الفنطاستيكي إلا أضغاث سراب، راحوا يغزون يزيفون يشوهون يخترعون يتخيلون ويعمقون في آبتداع أوهام الخيال...

☆إشارات:
١_تاغنجة أغنية لمجموعة ناس الغيوان أبدعوها نهاية سبعينيات القرن الماضي محاكاة لعادة مغربية ضاربة في القدم يعمد فيها المغاربة الى أدعية الاستسقاء بطقوس محلية خاصة
٢_خوسيه تابيرو إبارو/José Tapiro y Baro رسام إسباني ولد عام ١٨٦٣ وتوفي بمدينة طنجة سنة ١٩١٣








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ