الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى رأس المال و اوهام الهيمنة

البشير عبيد

2023 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ما يلحظه المرء دون عناء أو تركيز كبير و هو يتابع آخر تطورات العملية الانتخابية الأخيرة التي حدثت في تونس قبل بضعة أيام ٫ان "السادة"اقطاب الراسمالية المتوحشة٫لم يكفهم السيطرة على اقتصاد البلاد منذ سنوات و التمادي في التهرب الضريبي الذي انهك الدولة و سبب لها خسارة كبيرة بالاف المليارات ٫
يواصل هؤلاء مناوراتهم و تحالفاتهم المشبوهة مع بعض الهواة و المرضى الذين اصابهم هوس الوصول إلى السلطة من ابواب برلمان باردو تلبية لرغبة دفينة في النفوس..فالغنيمة ليست العشق الابدي و الأسطوري لجماعات الاسلام السياسي فحسب٫ بل هو عشق لا مثيل له لدى هؤلاء الذين لا يستطيعون قول كلمة لا لاقطاب رأس المال و السبب بسيط: من قبلت يديه بضعة ملايين من هذا أو ذاك من "اعيان"البلاد الجدد الذين صارت لهم الكلمة الأولى في شؤون البلاد ٫لا يستطيع ان يعارضهم أو يشاكسهم ٫بل عكس هذا التوجه المفترض٫ تتحالف نزواتهم و رغباتهم المالية مع طموحات اقطاب الراسمالية المتوحشة في تونس الجريحة المنكسرة و تبعاً لما ذكرنا سلفا يتواصل الضحك على الذقون و استعمال فنون المسرح و السينما لايهام الناخبين البسطاء بانهم هم الملاذ الأخير لانقاذ البلاد و العباد عبر دخولهم للبرلمان الجديد الذي سيجلس على كراسيه بضعة انفار من الشرفاء و جمع كبير من السفهاء....
ما لم تفهمه العقول المهتمة بالمشهد السياسي التونسي أن قوى رأس المال ليس في اجنداتها و رؤيتها للاحداث و معطيات المرحلة الراهنة افقا واضحا للخروج من الأزمة الخانقة ٫بل تعمل بلا هوادة على تازيم الوضع و تابيده لخلق راي عام شعبي مناهض للحكومة و قيادة الدولة و هذا ما سلكته اتباعها في الإعلام التلفزيوني لتسويق "بديل"
افتراضي هو بطبعه فاقد للشرعية و المشروعية و ليس له أي سند شعبي......
ما أردت تاكيده في هذا المقال ان الانتخابات التي شهدتها تونس في الأيام الأخيرة ٫ترصدتها الراسمالية المتوحشة في هذا البلد الجريح٫مرشحة البعض من اتباعها من عاشقي الفتات لاختراق الدولة و التوغل في تفاصيلها و معرفة كل الملفات المتصلة بالصفقات العمومية و الاستثمار و العلاقات الدولية للوزارات الحيوية المتصلة بحياة المواطنين و لقمة عيشهم و استنباط الأساليب الجهنمية للتحكم في اسعار المواد الغذائية الأساسية و مسالك التوزيع......
إن الداء العضال الذي ينخر جسد الدولة التونسية و المجتمع معا٫هو تغول رجال الأعمال و استفراد بعض الأسر النافذة ماليا باقتصاد البلاد في كل القطاعات و ما يكتنفه هذا الموضوع من علاقات دولية متشعبة...
هذا الاستفراد بالاقتصاد و الاستثمار و السيطرة على مسالك التوزيع من قبل بضعة انفار على حساب قوت الطبقة العاملة هو بيت القصيد مثلما يقول العرب القدامى...لن يستطيع التونسيون الخروج من عنق الزجاجة الا بالقطع الكامل تدريجيا و لو على مراحل بين قوى رأس المال و القطاعات الحيوية للدولة المتصلة بحياة المواطن كالصحة و التعليم و النقل و تطوير المرفق العمومي و محاسبة المتهربين من الجباية تطبيقا لعلوية القانون.......

كاتب سياسي من تونس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ